إيران تأمل اتفاقا شاملا مع "الذرية"
تسعى إيران للتوصل إلى اتفاق شامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية عشية بدء جولة جديدة من المحادثات بين الجانبين في طهران حول البرنامج النووي الإيراني، فيما أعربت الوكالة عن أملها في إجراء محادثات بناءة خلال اللقاء المرتقب.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهنبرست إن طهران تتوق للتوصل إلى اتفاق شامل عقب محادثات الأربعاء مع فريق وكالة الطاقة الذرية، مشيرا إلى أن ذلك لن يكون ممكنا إلا إذا تم الاعتراف بحق إيران في امتلاك التكنولوجيا النووية من قبل منظمة الأمم المتحدة.
وأضاف "إذا كانت لدينا الرغبة في التوصل إلى اتفاق شامل ومعالجة جميع القضايا المطروحة فيجب أن يتحلى الطرف الآخر بالوضوح التام..، ونحن ننتظر من وكالة الطاقة الذرية أن تحترم حقنا في امتلاك التقنيات النووية".
ويقوم خبراء الوكالة بزيارة لطهران هي الثانية خلال أقل من شهر، في محاولة للتوصل إلى اتفاق يلزم السلطات الإيرانية بالسماح لفرق الوكالة بإجراء عمليات تفتيش حرة في المنشآت النووية الإيرانية، للوقوف على طبيعة البرنامج النووي لإيران.
غير أن إيران تنفي بشدة أي طموحات لديها لامتلاك السلاح النووي، وتؤكد دوما أن برنامجها النووي أنشئ لأغراض سلمية بحتة، وهو ما يقابَل بشكوك وكالة الطاقة الذرية والقوى الغربية، وتقول طهران إن أغلبية استنتاجات الوكالة جاءت من خلال وثائق ومستندات غير صحيحة.
قاعدة بارشين
ومن جهته، قال كبير مفتشي وكالة الطاقة الذرية هرمان ناكرتس إن فريقة المكون من ثمانية خبراء سيسعى لإجراء محادثات بناءة مع الطرف الإيراني، معربا عن أمله في أن يلتزم الفريق الإيراني بدوره بخوض مفاوضات بناء.
وأضاف -في مؤتمر صحفي بالعاصمة النمساوية فيينا قبل مغادرته إلى طهران- أنه يأمل أن يتم السماح لهم بزيارة قاعدة بارشين، وأكد أن فريقه مستعد للتوجه بصفة فورية إلى الموقع المذكور إذا وافقت السلطات الإيرانية على ذلك.
وتسعى الوكالة إلى الاتفاق مع طهران على الوصول بسهولة أكبر إلى عدد من المواقع والوثائق والأفراد، خاصة قاعدة بارشين العسكرية، حيث تشتبه الوكالة في أن إيران أجرت به تجارب لتفجيرات يمكن تطبيقها في المجال النووي.
لكن مهنبرست جدد تأكيده أن قاعدة بارشين هي موقع عسكري ولا علاقة له بالأنشطة النووية من قريب ولا من بعيد، مشيرا في المقابل إلى أن هذه القضية لا تمكن مناقشتها إلا في إطار اتفاق شامل بين طهران والوكالة الذرية.
يذكر أن جولات عديدة من المفاوضات بين إيران ووكالة الطاقة الذرية انتهت كلها إلى الفشل، وخلال الأسبوع الماضي قال مدير الوكالة الياباني يوكيا أمانو إنه غير متفائل بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع إيران في هذه الجولة من المفاوضات.
القوى العظمى
ومن المنتظر أن تحظى هذه المفاوضات بمتابعة مجموعة القوى العظمى التي تخوض بدورها مفاوضات مع إيران وصلت إلى طريق مسدود منذ بدئها قبل نحو ثلاث سنوات.
وقد اتفقت المجموعة -التي تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، إضافة إلى ألمانيا- مع طهران على تاريخ بدء جولة جديدة من المفاوضات، في انتظار الاتفاق على مكان عقدها حسب قول مهنبرست.
وقد أجرت المجموعة ثلاث جولات مع إيران خلال العام الماضي عقدت في إسطنبول وبغداد وموسكو، وفشلت كلها في التوصل إلى أي نتائج ملموسة.
يشار إلى أن مجلس الأمن الدولي أصدر ستة قرارات تتعلق بالملف النووي الإيراني تتعلق أربعة منها بعقوبات دولية، قبل أن تبادر كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بتدعيم هذه القرارات الأممية بعقوبات أحادية على إيران بسبب برنامجها النووي.