انتقاد إيراني لرفع "خلق" من قائمة الإرهاب

• Supporters of the Iranian opposition group based abroad, the People's Mujahedeen of Iran (Mujahedeen-e-Khalq) shout slogans as celebrate the removal of the group from the US black list of designated terror groups in Washington, DC on September 28, 2012. The move, ending a complex legal battle fought through US and European courts, came just days ahead of a US appeals court October 1 deadline forcing Secretary of State Hillary Clinton to decide the group's fate.
undefined
انتقدت إيران شطب الولايات المتحدة منظمة "مجاهدي خلق" من قائمة المنظمات الإرهابية واعتبرته دليلا على "فشل كل السياسات الأميركية تجاهها" في وقت رحبت فيه الجماعة المعارضة بـ"قرار صائب سيدعم بقوة مقاومة الشعب الإيراني لنظام الملالي".

وكانت الخارجية الأميركية أعلنت أمس رسميا شطب مجاهدي خلق من قائمة الإرهاب، وهي قائمة ظلت المنظمة مقيدة عليها لـ15 عاما.

واستندت الخارجية الأميركية في قرارها إلى إدانة "مجاهدي خلق" الإرهاب علنا، وعدم وجود ما يثبت ضلوع المنظمة في أعمال إرهابية لأكثر من عقد، وتعاونها في إغلاق معسكر أشرف العراقي.

"الكيل بمكيالين"
وانتقد علي أكبر ولايتي -كبير مستشاري مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي- القرار وقال إنه "يدل على فشل كل السياسات الأميركية تجاه إيران"، مؤكدا أنه لن يغير موقف بلاده من واشنطن.

كذلك قال التلفزيون الإيراني الرسمي إن القرار يعبر عن "سياسة الكيل بمكيالين" التي تعتمدها واشنطن التي كانت تعتبر مجاهدي خلق "إرهابيين جيدين" عندما كانت تستعملهم -كما قال- ضد إيران.

مريم رجوي: القرار ضربة كبيرة لنظام الملالي (الأوروبية-أرشيف)
مريم رجوي: القرار ضربة كبيرة لنظام الملالي (الأوروبية-أرشيف)
وتتهم إيران المنظمة بالضلوع في أعمال "إرهابية" ضدها بينها اغتيال علماء في السنوات الأخيرة.

والخميس فقط جددت هذا الاتهام، قائلة إن "مجاهدي خلق" حاولت الاقتراب من دبلوماسي إيراني رفيع في نيويورك.

التحالف والعداء
وساهمت منظمة "مجاهدي خلق" في الإطاحة بالشاه رضا بهلوي، قبل أن ينقطع حبل الود بينها وبين الزعيم الإيراني الراحل الإمام الخميني، وتصبح من الداعين للإطاحة بنظامه بالقوة، وهو نهج جعلها تتحالف مع نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين خلال حرب الخليج الأولى.

لكن المنظمة باتت منذ الغزو الأميركي للعراق في 2003 تقول إنها تدعو للمقاومة السلمية في إيران من أجل إقامة نظام ديمقراطي علماني.

وقد قبلت المنظمة تفكيك معسكر أشرف العراقي حيث يقيم نحو ثلاثة آلاف من أفرادها، سينقلون إلى معسكر ليبرتي (القاعدة الأميركية السابقة) قرب بغداد، ريثما يحولون إلى بلدان أخرى.

"ضربة كبيرة"
وقد رحبت رئيسة المنظمة مريم رجوي -المقيمة في باريس- بـ"قرار صائب سيدعم بقوة مقاومة الشعب الإيراني لنظام الملالي"، كما تصف الجماعة المعارضة النظام الحاكم في إيران.

وقالت رجوي لرويترز إن "وصمة (الإرهاب) كانت هدية لنظام الملالي، وإزاحتنا من القائمة ضربة كبيرة لهم لأنهم يفهمون أفضل من أيّ كان قدرة الحركة على العمل والازدهار في إيران".

لكن مسؤولا أميركيا رفيعا قال للصحفيين بعد القرار -شرط عدم ذكر اسمه- إن الإدارة الأميركية لا تنظر إلى مجاهدي خلق كمجموعة معارضة فعالة، أو كحركة ديمقراطية. وقال إن المنظمة ليست جزءا من الصورة التي ترسمها الإدارة الأميركية لمستقبل إيران.

وجاء شطب المنظمة بعد أن منحت محكمة أميركية إدارة الرئيس باراك أوباما مهلة تنتهي في الأول من الشهر القادم لتقرر أحد أمرين: إما أن تزيل المنظمة من قائمة الإرهاب أو تشرح لمَ يجب أن تبقى مدرجة فيها.

وجاءت مهلة المحكمة بعد حملة علاقات عامة نشطة استمرت سنوات أطلقتها المجموعة المعارضة ولقيت دعم شخصيات كبيرة، بينها مدراء سابقون لأهم وكالات الاستخبارات الأميركية وحكام ولايات سابقون.

لكن المسؤول الأميركي الذي تحدث للصحافة دون ذكر اسمه شدد على أن القرار اتخذ بناء على وقائع "لا لإرضاء لوبيات مهما كانت شهرتها".

 
تحفظات أميركية على الحركة بينها أعمالها "الإرهابية" سابقا وانتهاك حقوق أعضائها

تحفظات أميركية
ورغم الحكم، سجلت الخارجية الأميركية ما وصفتها بتحظفات جدية على الحركة وبينها أعمالها "الإرهابية" السابقة (بما فيها قتل مواطنين أميركيين في إيران خلال حكم الشاه) وهجوم على الأرض الأميركية في 1992.

كما تحدثت عن تحفظات جدية أخرى تشمل مزاعم عن انتهاكات الحركة حقوق أعضائها.

وتنأى أهم مكونات المعارضة الإيرانية بنفسها عن "مجاهدي خلق"، وهي جزء من ائتلاف سياسي واسع في المنفى يعرف بـ"المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية".

ولمفاهيم الحركة جذور في الفكر الماركسي والعلماني، لكن بعض منتقديها يصفونها بـ"جماعة سرية" يقدس أفرادها قادتهم.

وكان مركز دراسات أميركي اسمه "راند" تحدث في تقرير في 2009 عن انتهاكات مارستها الحركة بينها الاحتيال في التجنيد والتسلط الجنسي (بما في ذلك التطليق والعزوبية الإجباريان) والأشغال الشاقة والحرمان من النوم.

المصدر : الجزيرة + وكالات