استمرار الاحتجاجات على الفيلم المسيء

شهدت عدد من العواصم مظاهرات الأحد في استمرار للاحتجاجات على الفيلم المسيء للإسلام، وحظرت فرنسا المظاهرات أمام سفارة الولايات المتحدة، فيما قررت كندا إغلاق سفاراتها بكل من السودان وليبيا ومصر، بينما دعا حزب الله اللبناني إلى مظاهرات جديدة اليوم الاثنين.

وكانت مدينة إنتورب البلجيكية مع باريس، مسرحا لأبرز المظاهرات في أوروبا ضد فيلم "براءة المسلمين" الذي أثار موجة احتجاجات في العالم الإسلامي. فقد اعتقل في المدينة البلجيكية 230 شخصا -أطلق سراحهم بعد التحقيق معهم- خلال تظاهرة غير مرخصة في حي بورغرهوت الذي تقطنه غالبية مسلمة.

وفي فرنسا اعتقلت السلطات 150 شخصا لمشاركتهم في مظاهرة غير مرخص لها في ساحة الكونكورد بباريس. وندد وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس بالتظاهرة، وأكد أن ذلك لن يتكرر في المستقبل، واعتبر أن هذه المظاهرات محظورة، "وكل اعتداء وكل دعوة إلى الحقد سيتم التصدي لها بأكبر قدر من الحزم".

وفي لندن تظاهر حوالي 300 شخص أمام سفارة الولايات المتحدة للاحتجاج على الفيلم، ورفع العديد من المتظاهرين لافتات كتب عليها "الموت للولايات المتحدة" بينما هتفت الحشود "الله أكبر".

وتجمع حوالي 50 شخصا على مقربة من السفارة الأميركية في العاصمة التركية أنقرة للتنديد بالفيلم المسيء للإسلام، وردد المتظاهرون هتافات ورفعوا لافتات كتبت عليها عبارات مثل "البيت الأبيض، نحن واصلون" أو "الولايات المتحدة نهايتك ستكون مريعة" وذلك أمام طوق أقامه رجال الشرطة الأتراك الذي منعوا الوصول إلى السفارة، ثم أحرق المتظاهرون علما أميركيا قبل أن يتفرقوا ويغادروا محيط السفارة.

وأعلنت وزارة الداخلية الألمانية أنها منعت القس الأميركي المتطرف تيري جونز المعروف بعدائه للإسلام من دخول أراضيها بدعوة من مجموعة يمينية متطرفة تريد بث فيلم "براءة المسلمين".

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية إن مجيء القس جونز الذي سبق وأحرق نسخة من القرآن في أبريل/نيسان 2011 "يتعارض مع الحفاظ على النظام العام" في ألمانيا.

المتظاهرون في لندن رفعوا شعارات رافضة للفيلم المسيء(الفرنسية)
المتظاهرون في لندن رفعوا شعارات رافضة للفيلم المسيء(الفرنسية)

إصابات
وفي كاراتشي الباكستانية أصيب ثمانية أشخاص على الأقل بجروح في مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين كانوا ينددون بالفيلم المسيء للإسلام أمام قنصلية الولايات المتحدة. وأطلقت الشرطة النار في الهواء واستخدمت الغاز المدمع وخراطيم المياه لتفريق ألف شخص تجمعوا تلبية لدعوة مجلس وحدة المسلمين، وهو منظمة دينية شيعية.

وقرر وزير الخارجية الكندي جون بيرد إغلاق سفارات بلاده الأحد في مصر وليبيا والسودان، وقال ريك روث عضو مكتب الوزير إن الإجراء جاء كإجراء أمني احتياطي ولضمان حماية العاملين الكنديين، وأكد أن السلطات الكندية "تتابع عن كثب" تطور الأحداث في المنطقة وتتخذ "الإجراءات الأمنية اللازمة".

وفيما طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتغليب لغة العقل في الرد على الإساءة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، دعا الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إلى سلسلة تظاهرات في لبنان بدءا من الاثنين رفضا للفيلم المسيء للإسلام الذي اعتبره "أخطر الإساءات" التي تعرض لها المسلمون خلال السنوات الأخيرة.

وقالت وزارة الخارجية اللبنانية إن الوزير عدنان منصور، بصفته رئيسا لمجلس وزراء الخارجية العرب، اتصل بالأمين العام لجامعة الدول العربية طالبا منه "عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب" في مقر الجامعة بالقاهرة لبحث موضوع الفيلم، واعتبر منصور أن الفيلم "يشكل عدوانا صارخا على النبي الأكرم وعلى عقيدة وإيمان ومشاعر وروحانية أكثر من مليار ونصف مليار مسلم في العالم".

اعتقالات
وعلى خلفية الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي الذي قتل خلاله السفير الأميركي وثلاثة أميركيين آخرين، أوقفت السلطات الليبية خمسين شخصا بحسب ما أعلن رئيس المؤتمر الوطني الليبي محمد المقريف، الذي أكد أن "عددا قليلا" من الذين شاركوا في الهجوم كانوا أجانب دخلوا ليبيا من "جهات مختلفة وبعضهم من مالي والجزائر"، إضافة إلى "آخرين ربما كانوا من المتعاطفين".

وأوضح أن الهجوم "كان مخططا له بالتأكيد، وخطط له أجانب وأشخاص دخلوا البلاد قبل بضعة أشهر، وخططوا لهذا العمل الإجرامي منذ وصولهم البلاد".

من جانبه اعتبر وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس أن الإجراءات الأمنية كانت "غير كافية" بمحيط القنصلية الأميركية في بنغازي قبل الهجوم عليها، وتحدث عن استغلال للاحتجاجات على الفيلم المسيء من قبل "متطرفين وحتى من القاعدة".

وانتقد فابيوس في حديثه مع شبكة "كنال بلوس" التلفزيونية "رد الفعل البطيء جدا" للسلطات التونسية حيال التظاهرات في العاصمة تونس حيث تعرضت السفارة الأميركية للهجوم الجمعة، واعتبر أنه كان للإخوان المسلمين في مصر موقف مسؤول.

وأكد فابيوس أن "هذا الفيلم الواهي كليا والذي لا قيمة له والذي يستحق كل انتقاد، استخدم للتلميح إلى أن كل الأميركيين والغربيين يعتبرون أن محمدا هو كما جرى تقديمه في هذا الفيلم".

المصدر : وكالات