واشنطن تتوعد مهاجمي سفاراتها
وجددت واشنطن تأكيدها على أنه لا علاقة لها بفيلم مسيء للإسلام أثار موجة احتجاجات في العالم الإسلامي وهجمات على ممثليات دبلوماسية أميركية، لكنها رفضت الاعتذار عن العمل الذي لقي إدانات مسؤولين رسميين وممثلين عن الديانتين الإسلامية والمسيحية.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في مؤتمر صحفي مساء اليوم إن الحكومة الأميركية عبرت عن "اشمئزازها" من الفيلم، لكن بعض البلدن "تجد صعوبة في فهم كيف أننا لا نستطيع التخلص من حرية التعبير عن الرأي.. وفي فهم حمايتنا لذلك حتى عندما يكون مهينا أو مضرا".
وعندما سئل إن كانت الحكومة الأميركية ستعتذر عن الفيلم رد كارني "بكل تأكيد لا".
الفيلم تحول إلى سجال بين الرئيس الديمقراطي أوباما ومنافسه الجمهوري رومني |
وأضافت "نرفض تماما محتواه ورسالته"، وقالت إنها شخصيا تشعر أنه "مقيت" و"يدعو للشجب"، كعملٍ "يبدو أن له هدفا مريبا هو إهانة دين عظيم وإثارة السخط".
استهداف السفارات
وتعرضت ممثليات دبلوماسية أميركية في دول عربية وإسلامية لهجمات، انتهت إحداها إلى مقتل السفير الأميركي في ليبيا وثلاثة موظفين أميركيين، وأخرى لمقتل ثلاثة محتجين في تونس ومثلهم في السودان.
وكان بين السفارات التي حوصرت السفارة الأميركية في القاهرة التي أحاط بها آلاف المحتجين.
وتسلق بعض المحتجين جدران السفارة واشتبكوا في محيطها بالشرطة، وسقط عشرات الجرحى في الصدامات.
وقد جدد الرئيس المصري محمد مرسي الجمعة من إيطاليا إدانته للفيلم المسيء، لكنه دعا لحماية السفارات قائلا إن موظفيها ضيوف يجب احترامهم، فيما قالت حكومته إن واشنطن لا يمكن تحميلها مسؤولية هذا العمل، لكنها حثت الإدارة الأميركية على ملاحقة من يهينون الأديان.
وكانت الولايات المتحدة انتقدت سابقا ما اعتبرته تراخيا أمنيا مصريا في حماية سفارتها في القاهرة.
وقد دعا حزب الحرية والعدالة -المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين الذي ينتمي إليه مرسي- لمظاهرات سلمية في ميدان التحرير ضد الفيلم الذي أدانته الكنيسة القبطية المصرية، شاجبة من وصفتهم بأقباط يعيشون في المهجر ساهموا في تمويله.
وأباح اثنان من خطباء الجمعة في مصر دم منتجي الفيلم، لكنهما حثا المحتجين على عدم مهاجمة الشرطة والدبلوماسيين، فيما دعا خطيب الأزهر لاحتجاجات سلمية.
ألمانيا والفيلم
وفي برلين دان وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله ما أسماه "فيلم الكراهية"، لكنه قال إن هذا العمل الذي "لا يطاق" لا يبرر البتة حصار سفارة بلاده في السودان، حيث قتل ثلاثة في اشتباكات في محيط السفارتين الألمانية والأميركية بين المحتجين والشرطة.
لكن فيسترفيله قال إن من هاجموا سفارة بلاده لا يمثلون "غالبية المواطنين" السودانيين، وأبدى ارتياحه لعدم وقوع ضحايا من موظفي الممثلية الدبلوماسية.
وتحدث فيسترفيله عن استدعاء سفير السودان في برلين لتذكيره بـ"واجب" حكومته في حماية البعثات الدبلوماسية.
وأوصى الوزير الألماني بإجراءات أمنية مناسبة في ممثليات بلاده الدبلوماسية، لكنه قال إنه لا خطط حاليا لإجلاء موظفي السفارة في الخرطوم.
البابا في لبنان
ومن بيروت دان البطريرك الماروني بشارة الراعي الفيلم، قائلا إنه "لا يسيء للإسلام فقط بل إلينا جميعا" مطالبا بسحبه من "التداول".
وقال "هناك إساءات يوميا للسيد المسيح للأسف، واليوم للأسف هناك إساءة للإسلام ونبيه، والإساءات للقيم الروحية هي إساءة لله نفسه"، مطالبا الأمم المتحدة بموقف صارم يمنع تلك الإساءات.
وجاءت تصريحاته عشية زيارة إلى لبنان بدأها البابا بنديكتوس السادس عشر الذي أشاد بالحوار بين المسيحيين وغيرهم من أتباع الديانات الأخرى.
وفي الدوحة قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي في خطبة الجمعة إن الولايات المتحدة ليست مسؤولة كدولة عن إنتاج الفيلم، وحذر من مهاجمة السفارات، طالبا من المسلمين الارتقاء بردهم على الإساءات، وتعريف العالم على الصورة الحقيقية للرسول عليه الصلاة والسلام.