حماس والسلطة تهاجمان موقف رومني

انتقدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والسلطة الفلسطينية اعتراف ميت رومني بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو تصريح ثنّى عليه المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية بتصريح جديد عدّ فيه المشاكل الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية نتاج "ثقافة" سائدة.

وقالت حماس إن تصريحات رومني بخصوص القدس "عنصرية ومتطرفة ومنكرة للحق الفلسطيني"، كما وصفتها بـ"رخصة لتشجيع التهويد والاستيطان".

كذلك قالت السلطة -التي تريد القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة- على لسان نبيل أبو ردينة أحد أبرز مستشاري رئيسها محمود عباس إن التصريحات "تناقض المواقف السابقة للإدارة الأميركية".

رومني ووراءه صورة للبلدة القديمة بالقدس الشرقية التي تريدها السلطة عاصمة لفلسطين
رومني ووراءه صورة للبلدة القديمة بالقدس الشرقية التي تريدها السلطة عاصمة لفلسطين

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات من جهته إن "من يتحدثون عن حل الدولتين عليهم أن يعرفوا أنه لن يكون ممكنا قيام دولة فلسطينية دون القدس الشرقية"، واتهم رومني بتأجيج التطرف والعنف والكراهية في المنطقة".

وقد حذر أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه من أن "على صناع السياسة الأميركية التخلي عن النفاق والإقلاع عن محاولة كسب أصوات على حساب حقوق الشعب الفلسطيني".

السفارة الأميركية
وكان رومني وصف أمس -في كلمة أمام مؤسسة القدس- المدينةَ المقدسة بـ"عاصمة لإسرائيل" قائلا "أشعر بتأثر كبير لوجودي في القدس عاصمة إسرائيل"، وهو كلام ووجه بكثير من التصفيق.

واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في 1967، وأعلنتها في 1980 عاصمة أبدية لإسرائيل، بموجب قانون لم تعترف به أغلب دول العالم، بما فيها الولايات المتحدة التي تحتفظ بسفارتها في تل أبيب.

ورغم أن مرشحين رئاسيين أميركيين تحدثوا سابقا عن القدس عاصمة لإسرائيل قبل الانتخابات، فإنهم تراجعوا عن ذلك بعد انتخابهم، وهو ما حدث مع أوباما نفسه الذي تقول إدارته إن مصير المدينة المقدسة يجب أن يكون محل تفاوض.

ولم يشأ رومني بعد تعليقه هذا أن يقول ما إذا كان سيمضي قدما ويعترف فعلا بالقدس عاصمة لإسرائيل إن انتخب.

وعندما سألته قناة سي أن أن في لقاء معه إن كان سينقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس إن انتخب، اكتفى بالقول إنه حينها سيتخذ القرار بالتشاور مع الحكومة الإسرائيلية.

ويقدم رومني نفسه على أنه أوثق حلفاء إسرائيل، وقد هاجم في السابق سياسات أوباما واتهمه بالتخلي عن الحليف الإسرائيلي.

 

لكن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قال في لقاء مع الإذاعة الإسرائيلية إن إدارة أوباما قدمت لإسرائيل دعما غير مسبوق، وأعطتها الكثير لتحافظ على تفوقها النوعي في الشرق الأوسط.

الاقتصاد والثقافة
ولم يكن تصريح رومني بخصوص القدس الوحيد الذي أغضب الفلسطينيين، فقد ثنّى عليه اليوم -في لقاء لجمع التبرعات- بآخر اعتبر فيه المشاكل الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية نتاج "ثقافة".

 
هيئات دولية ترى قيود إسرائيل العامل الرئيس وراء الأداء الاقتصادي الضعيف بالضفة
"

ووصف عريقات في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية هذا التصريح بـ"العنصري"، قائلا إن "على هذا الرجل أن يتعلم الكثير بما أنه يفتقد إلى الإلمام بشؤون المنطقة وثقافتها وتاريخها".

وأضاف "واضح أنه (رومني) لا يعرف أن الاقتصاد الفلسطيني لا يمكنه أن يبلغ مستواه المتوقع إذا استمر الاحتلال".

وتقول هيئات دولية تحظى بالاحترام -بينها البنك الدولي وصندوق النقد- إن العامل الرئيس وراء الأداء الاقتصادي الضعيف في الضفة الغربية القيود الإسرائيلية على حركة البضائع والأشخاص وقيود أخرى تخنق النمو. لكن رومني لم يشر إطلاقا إلى هذه العوامل.

والتقى رومني رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الأحد في القدس المحتلة، لكنه لم ينتقل إلى الضفة الغربية، حيث ركز زيارته على لقاء المسؤولين الإسرائيليين.

المصدر : وكالات