الجنائية تحذر من تدمير الأضرحة بتمبكتو
كما أدانتها فرنسا وطلب المغرب تدخلا عاجلا من الدول الإسلامية والمجتمع الدولي لإنقاذ "تراث مالي الثمين"، الذي يشمل أيضا موقع غاو التاريخي.
وتضاربت الأنباء الواردة من تمبكتو عن مصير الأضرحة المتبقية. فقد قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن استهداف هذه المواقع قد علق، لكن أسوشيتد برس نقلت عن متحدث باسم جماعة أنصار الدين اسمه سندا أبو محمد قوله إن هدم الأضرحة سيستمر حتى تطبيق الشريعة بشكل تام في المدينة، على حد قوله.
ودمرت الجماعة -المتحالفة مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي– حتى الآن سبعة أضرحة في تمبكتو –أغلبها شيد من الطين- قائلة إنها "شرك بالله".
والأضرحة المدمرة جزء من مواقع أدرجتها اليونسكو ضمن التراث العالمي في 1988.
وبطلب من حكومة مالي أدرجت المنظمة الأممية الخميس الماضي هذه المواقع ضمن التراث العالمي المهدد.
وتمبكتو مدينة أسسها الطوارق في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين ولقبت "بمدينة الأولياء الـ333".
وحسب اليونسكو يوجد فيها "16 مقبرة وضريحا كانت من المكونات الأساسية للنظام الديني، حيث إنها -حسب المعتقدات الشعبية- كانت حصنا يحمي المدينة من كل المخاطر".
وقال خبير مالي متحدر من تمبكتو لوكالة الأنباء الفرنسية إن الإسلام الذي تدعو إليه أنصار الدين وحلفاؤها الجهاديون "غير الإسلام المنفتح والمتسامح" الذي يمارس في مالي وغرب أفريقيا عموما، وأضاف: "إنهم يأنفون من كل شيء له علاقة بالماضي"، كضريح أو متحف.
وتمبكتو إحدى ثلاث مدن في شمالي مالي باتت تسيطر عليها منذ مارس/آذار الماضي تنظيمات إسلامية مسلحة بعد أن طردت منها الحركة الوطنية لتحرير أزواد.
معارك شرسة
وسيطرت تنظيمات إسلامية على الجزء الأكبر من شمالي مالي، مستغلة فراغا أمنيا نتج عن انقلاب في باماكو في مارس/آذار الماضي.
ولم يصمد تحالف بين أنصار الدين وحركة تحرير أزواد إلا بضعة أسابيع.
واندلعت معارك شرسة بين التنظيمات الإسلامية (التي تشمل إضافة إلى القاعدة وأنصار الدين حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا) وحركة تحرير أزواد الانفصالية العلمانية، التي طردت من أهم ثلاث مدن في الشمال وهي تمبكتو وغاو وكيدال.
وسقط في المعارك ما لا يقل عن 35 قتيلا الأسبوع الماضي في غاو وحدها.
وتدرس دول المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا إرسال قوة من 3300 جندي لطرد التنظيمات المسلحة من شمالي مالي، لكنها تريد دعما وإسنادا لوجيستيا دوليا.
وأبدى مجلس الأمن استعداده لدعم هذه القوة بعد أن تقدم تفاصيل بشأنها. وهددت القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحركة التوحيد والجهاد باستهداف الدول التي تتعاون مع هذه القوة.
ويبحث وزير الخارجية المالي لمين سو الأزمة في شمالي مالي خلال زيارة إلى عدد من دول الجوار بينها الجزائر التي تتقاسم مع مالي حدودا واسعة، ويسكن أقصى جنوبيها عدد كبير من الطوارق.