خلاف بين بريماكوف وكيسنجر حول سوريا

شهد منتدى بطرسبرغ الاقتصادي الدولي في روسيا خلافا حادا بين وزير الخارجية الروسي السابق يفغيني بريماكوف ونظيره الأميركي السابق هنري كيسنجر، وذلك بشأن التعاطي الدولي مع الثورة 
السورية التي سقط فيها آلاف القتلى وباتت موضع خلاف بين عدد من الأطراف الدولية والإقليمية.

وشارك بريماكوف وكيسنجر في ندوة بالمنتدى خصص جزء منها للحديث عن الوضع في سوريا التي تتسع فيها دائرة العنف بشكل يومي، وسط تحذيرات من دخول البلاد في دوامة حرب أهلية وما قد يترتب على ذلك من تبعات إقليمية ودولية.

ورغم ابتعاد الدبلوماسييْن المخضرميْن منذ فترة عن المناصب السياسية، إلا أنهما ما يزالان يلعبان أدوارا استشارية مهمّة في سياسة بلديهما، وتعكس وجهتا نظرهما في المنتدى إلى حد ما أحد أبعادا من الخلافات بين موسكو وواشنطن بشأن الأزمة في سوريا.

وخلال المنتدى انتقد بريماكوف سلوك الغرب في الأزمة الليبية وقال "لقد خدعتمونا في ليبيا. وعدتم بحظر جوي فحسب، ثم حصل بعد ذلك ما حصل. الحمد لله أننا نتعلّم والآن لن يخدعنا أحد في سوريا".

وكان بريماكوف يشير إلى أن تدخل الغرب تجاوز فرض حظر جوي على ليبيا وامتد إلى تقديم مختلف أنواع الدعم للثوار، وهو ما توج بالإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي الذي كان عازما على سحق الثورة في مهدها باستعمال جميع الوسائل.

لكن كيسنجر رفض المقارنة بين سوريا وليبيا، وقال "أرى أنه من الخطأ النظر إلى ما يحصل في سوريا على أنه محور نزاع بين روسيا وأميركا. علينا أن نتعاون هناك ولكن لو سألتموني كيف.. لما أعطيتكم جوابا محددا".

وأضاف كيسنجر "95% من الأميركيين لم يكونوا يعرفون أين تقع ليبيا وسوريا قبل اندلاع الأحداث. علينا في روسيا وأميركا أن نتعاون في سوريا".

وهكذا قدم بريماكوف تصورا حول تعامل المجتمع الدولي مع الأزمة السورية، وقال "سنضغط من جهتنا على النظام السوري باتجاه حل المشكلة وعليكم أن تضغطوا على المعارضة السورية وإن كنت أشك أنكم ستتمكنون من ذلك لأنكم ديمقراطيون أكثر مما ينبغي".

كما بدا الخلاف واضحا بين بريماكوف وكيسنجر بشأن تصورهما لمعنى الديمقراطية، حيث ذهب الدبلوماسي الروسي إلى حد اتهام واشنطن بالعمل حاليا على "تصدير الديمقراطية" على غرار ما قام به التروتسكيون في عشرينيات القرن الماضي عندما حاولوا تصدير الثورة الروسية.

وقد استقى كيسنجر رده في هذا الصدد بالعودة إلى الماضي، وقال "عندما كنت طفلا عشت في دولة شمولية ضمن أقلية مضطهدة، لذلك أعرف أن أي ديمقراطية أفضل من أي نظام شمولي".

المصدر : الجزيرة