توجيه الاتهام رسميا لمعتقلي هجمات سبتمبر

وجه المدعي العام في المحكمة العسكرية بقاعدة غوانتانامو الأميركية بكوبا الاتهام رسميا السبت إلى المتهمين الخمسة بتحضير وتنفيذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

وبعد أكثر من تسع ساعات على بدء جلسة المحاكمة، وجهت إلى المتهمين تهمة "التآمر والاعتداء على مدنيين والجرح العمد والقتل وانتهاك قانون الحرب والتدمير وخطف طائرات والإرهاب"، حسب ما أعلن المدعي العام الجنرال مارك ماتنز.

وأوضح المدعي العام أن القرار الاتهامي جاهز لبدء المحاكمة في الأول من أغسطس/آب المقبل، ولكن الدفاع أوضح أنه بحاجة لعام إضافي. وستعقد الجلسة المقبلة التي ستخصص للدفاع من 12 إلى 15 يونيو/حزيران المقبل.

وإضافة إلى خالد شيخ محمد (47 عاما) الموصوف بأنه العقل المدبر للهجمات، يواجه كل من اليمني رمزي بن الشيبة، والباكستاني علي عبد العزيز علي الملقب بعمار البلوشي، والسعودييْن وليد بن عطاش ومصطفى الهوساوي، عقوبة الإعدام.

وبعد حوالي 11 عاما من وقوع الاعتداءات، رفض المتهمون الخمسة الإقرار أو عدم الإقرار فورا بما نسب إليهم، ويجب أن يتلى قرار الاتهام حرفيا بناء على طلب المتهم وليد بن عطاش.

المتهمون يمثلون أمام محكمة عسكرية بقاعدة غوانتانامو الأميركية بكوبا (الفرنسية)
المتهمون يمثلون أمام محكمة عسكرية بقاعدة غوانتانامو الأميركية بكوبا (الفرنسية)

رفض التعاون
وقد رفض المتهمون الخمسة مع بدء محاكمتهم أمس السبت التعاون مع المحكمة تعبيرا عن رفضهم لها باعتبارها "غير شرعية".

ووفق مراسل الجزيرة الذي يغطي جلسات المحاكمة فادي منصور، فقد وضع المتهمون كل العراقيل لإجراء المحكمة عبر صمتهم ورفض وضع سماعات الترجمة في آذانهم وأدائهم الصلاة، وذكر المراسل أنه إزاء تلك التصرفات لم يتمكن قضاة المحكمة العسكرية من قراءة لائحة الاتهام ضد المتهمين.

وعبر بن الشيبة أمام المحكمة عن خشيته من القتل، وقال مخاطبا القاضي العسكري جيمس بول "قد لا تروننا بعد اليوم، إنني أتكلم عن طريقة معاملتنا". وأضاف "ستقومون بقتلنا لتقولوا بعدها إننا قد انتحرنا".

وتتضمن التهم "المسؤولية عن تحضير وتنفيذ هجمات 11سبتمبر/أيلول 2001 في نيويورك وواشنطن وشانكفيل (بنسلفانيا) التي أودت بحياة 2976 شخصا"، وفق وزارة الدفاع الأميركية.

وتأتي المحاكمة بعد أكثر من عشرة أعوام على تلك التفجيرات، وفي الذكرى السنوية الأولى لتصفية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

وتنقل وقائع الجلسات بتأخير أربعين ثانية، كما يمكن أن تتعرض للرقابة إذا اقتضت الحالة ذلك، ويحضرها عدد قياسي من الصحفيين بلغ 60 مراسلا بالإضافة إلى نحو عشرة أشخاص من أقرباء الضحايا اختيرت أسماؤهم بالقرعة.

وتبث الوقائع على شاشة عملاقة في أربع قواعد عسكرية على الأراضي الأميركية، في إشارة إلى مدى أهمية المحاكمة بالنسبة للرأي العام الأميركي.

وتوقفت المحكمة منذ تولي الرئيس الأميركي باراك أوباما مهامه في البيت الأبيض، حيث كان يريد محاكمة الخمسة في محاكم بالولايات المتحدة، لكن خصومه الجمهوريين منعوه من تحقيق رغبته عبر حظرهم نقل المتهمين بقضايا "إرهابية" إلى الأراضي الأميركية.

غير أن قواعد المحاكمة الجديدة -التي تجري في القاعدة البحرية للجيش الأميركي بخليج غوانتانامو بكوبا- تتضمن عدم اعتماد أي من الاعترافات التي أخذت تحت التعذيب.

ووفق مراسل الجزيرة، فقد تعرض خالد شيخ لنحو 180 عملية "إيهام بالغرق".

المصدر : الجزيرة + وكالات