وثائق سرية تكشف عن توتر بالفاتيكان

حاضرة الفاتيكان
undefined

بعد نشر عشرات الوثائق السرية، واعتقال "جاسوس"، وعزل رئيس بنك الفاتيكان، شهد الكرسي الرسولي أسبوعا صعبا يكشف عن توترات ورغبة في القيام بإصلاحات في الفاتيكان أصغر دولة في العالم.

وفي هذا السياق, كشف الأب فدريكو لومباردي المتحدث باسم الكرسي الرسولي النقاب عن اعتقال شخص في الفاتيكان يحتفظ بوثائق سرية بطريقة غير قانونية، في إطار تحقيق يجريه درك الفاتيكان حول سلسلة من العمليات المحيرة لتهريب الوثائق.

وذكرت مصادر مطلعة لوكالة الصحافة الفرنسية أن هذا الشخص هو باولو غابريالي المسؤول عن سكن البابا، وهو واحد من الأشخاص القلائل الذين يتصلون مباشرة بالبابا بنديكتوس السادس عشر.
ومساء الخميس سحب مجلس إدارة معهد الأعمال الدينية (بنك الفاتيكان) الثقة من رئيسه إيتوري غوتي تيديسكي.

وفي 2009، أثار تعيين هذا العلماني الكاثوليكي الخبير في "الأخلاقية المالية"، الذي يحظى باحترام البابا وكان مستشاره في 2009 لدى كتابة رسالته الرعوية "كاريتاس إن فريتات"، الأمل في إضفاء مزيد من الشفافية على مالية الفاتيكان.

يذكر أنه من النادر عزل مسؤول كبير بطريقة حادة تناولتها بإسهاب وسائل الإعلام, التي أوردت أسبابا لذلك منها الخلافات بينه وبين الكاردينال تارشيسيو برتوني على بضع مسائل تتعلق بالمصالح المالية للكرسي الرسولي في إيطاليا، واتهام غوتي تيديسكي بالكشف عن بعض الوثائق رغبة منه في اعتماد الشفافية.

وبينما, لم يتأكد أي من هذه الافتراضات، وحيث يلتزم كل من غوتي تيديسكي والفاتيكان الصمت, وزع السبت الماضي في المكتبات كتاب يحمل عنوان "سوا سانتيتا" (قداسته)، وهو يتضمن عشرات الفاكسات والرسائل السرية الموجهة إلى البابا أو اطلع عليها، ثم تسلم مؤلف الكتاب الصحفي جيانلويدجي نوتسي في وقت لاحق "وثائق إضافية".

وتكشف هذه الوثائق عن كثير من النقاشات الداخلية، ومنها على سبيل المثال العلاقات مع السلطات الإيطالية (ضغوط فاتيكانية حول مواضيع المجتمع ومسائل ضريبية وتمويل معاهد كاثوليكية)، والفضائح الجنسية لدى منظمة جنود المسيح ومفاوضات الفاتيكان مع المتطرفين.

وفيما تقوم لجنة تحقيق مؤلفة من ثلاثة كرادلة بعملها حول تهريب الوثائق في يناير/كانون الثاني, حمل صدور هذا الكتاب الكرسي الرسولي على القيام برد فعل غاضب والتهديد بملاحقات في إيطاليا.

وطبقا لوكالة الصحافة الفرنسية، فإن الفرضية المطروحة هي فرضية مؤامرة تحوكها شخصيات من "الحرس القديم" المعادي لبرتوني، أي من الكرادلة المقربين من البابا يوحنا بولس الثاني، الذين يأسفون لحقبة كان صوت الكرسي الرسولي فيها "أعلى… وأقل ادعاء للشفافية", على حد وصفهم.

يشار إلى أنه في بداية يوليو/تموز، ستقرر مجموعة من الخبراء الأوروبيين ما إذا كان الفاتيكان يستطيع الانضمام إلى لائحة الدول الشفافة في مكافحة تبييض الأموال.

المصدر : الفرنسية