إيران ترفض مطلبا غربيا بوقف التخصيب

r_A view of the Arak heavy-water project, 190 km (120 miles) southwest of Tehran, in this August 26, 2006 file photo. Iran's envoy to the U.N. nuclear watchdog said on Tuesday that
undefined
استبقت إيران ومجموعة خمسة زائد واحد، المعنية ببرنامجها النووي، محادثاتهما المرتقبة في مدينة إسطنبول في تركيا برفع سقف مطالبهما من هذا النزاع، وهو ما يشي بأن الجولة القادمة من المحادثات لن تكون يسيرة.
 
فقد أكد رئيس البرنامج النووي الإيراني، فريدون عباسي دواني، الأحد أن بلاده لن توقف تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 20%، وهو ما تحتاج إليه، ولن تغلق منشأة التخصيب في فوردو قرب مدينة قم حتى لو طلبت منها القوى العظمى ذلك، واعتبر أن مطلبا من ذلك القبيل سيكون "غير منطقي" لأنها "خاضعة لتفتيش منتظم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية على غرار أغلبية المنشآت النووية الإيرانية".
 
جاء ذلك بعد أن قال مسؤول أميركي رفيع لرويترز إن دفع إيران إلى تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء عالية وإغلاق منشأة فوردو المقامة تحت الأرض في منطقة جبلية يمثل "أولويتين ملحتين" للولايات المتحدة وحلفائها.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز من جهتها أن الولايات المتحدة ودولا غربية أخرى تعتزم مطالبة إيران -أثناء المفاوضات المرتقبة- بالإغلاق الفوري لتلك المنشأة وتفكيكها في نهاية المطاف.

في الوقت نفسه أكد متحدث باسم مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون الأحد أن القوى الكبرى ستعقد الجولة التالية من المحادثات مع إيران بشأن ملفها النووي يوم 14 أبريل/نيسان في إسطنبول.

وفي خطوة استباقية للمؤتمر، دعت إسرائيل إيران إلى التخلي عن مخزونها من اليورانيوم المخصب، كما دعت الدول المفاوضة لإيران إلى "الحزم" في التعامل معها.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إن على إيران أن تشحن كل مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% إلى بلد موثوق به من جيرانها، كما دعا المجتمع الدولي ألا يسمح لإيران بعد ذلك بالتخصيب.

وأوضح باراك أن دول "خمسة زائد واحد" إذا قبلوا بشروط منخفضة السقف وطالبوا بوقف تخصيب اليورانيوم إلى 20% "فمعنى ذلك أن إيران ستكون قد ربحت فرصة متابعة برنامجها النووي بصورة بطيئة، ولكن دون عقوبات".
 
يأتي ذلك في حين نقلت وكالة فارس شبه الرسمية عن مصادر لم تسمها أن طهران وافقت مع دول خمسة زائد واحد -وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا- على استئناف المحادثات في إسطنبول يوم الجمعة.

وذكرت الوكالة أن الجانبين اتفقا على عقد جولة ثانية من المحادثات في العاصمة العراقية بغداد إذا أحرزا تقدما في الجولة الأولى بالمدينة التركية. وكان مسؤولون إيرانيون وغربيون قد أصدروا بيانات متضاربة بشأن مكان الاجتماع المزمع في 13 أبريل/نيسان الجاري، مما أثار شكوكا بشأن إمكان إجراء المفاوضات من الأساس.

‪نجاد: مستعدون لبدء المحادثات‬ (الفرنسية)
‪نجاد: مستعدون لبدء المحادثات‬ (الفرنسية)

لأول مرة
وفي غضون ذلك قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن بلاده مستعدة لبدء المحادثات مع الغرب بشأن البرنامج.

وأضاف نجاد خلال لقائه رئيس الوزراء الياباني يوكيو هاتوياما في طهران أن بلاده لا تريد سوى تطبيق ما تتضمنه معاهدة الحد من الانتشار النووي "ليس أكثر". 
 
يشار إلى أن سياسيا إيرانيا أقر لأول مرة علنًا بأن بلاده تملك القدرة التكنولوجية والمعرفة اللازمة لإنتاج القنبلة النووية، ولكنها لن تسير في هذا الاتجاه.

وأكد غلام رضا مصباحي مقدم في الموقع الإخباري للبرلمان الإيراني أن طهران تستطيع بكل سهولة أن تنتج يورانيوما عالي التخصيب يستخدم في صنع القنبلة النووية، ولكن سياسة بلاده لا تسعى في هذا الاتجاه.

 
وكان المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي قد أكد مرارا أن بلاده لا تسعى لامتلاك السلاح النووي، قائلا إن الحصول على مثل تلك الأسلحة خطيئة، ووصفها بأنها "عديمة الجدوى وضارة وخطيرة".

وتقول إيران إنها تعمل الآن على تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.5% لإنتاج الوقود اللازم للمفاعلات المستقبلية، وبنسبة 20% لتزويد مفاعلات الأبحاث الطبية، في حين أن اليورانيوم يجب أن يخصب بدرجة 90% لاستخدامه في السلاح النووي.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أقرت بأن أجهزة الطرد المركزي في موقع فوردو قرب مدينة قم تنتج يورانيوما مخصبا بنسبة 20% فقط، ولكنها تقول إن اليورانيوم المخصب بهذه النسبة يمكن تحويله إلى مادة صالحة للسلاح النووي.

المصدر : وكالات