نيجيريا تنشئ سجنا سريا
قال مصدر أمني في نيجيريا إن سجنا سريا افتتح لاستجواب المعتقلين المشتبه في انتمائهم للجماعات الإسلامية المسلحة التي قتلت المئات خلال العام الجاري، في إشارة ضمنية إلى جماعة بوكو حرام، وسط مخاوف من استخدام المعتقل الجديد في التعذيب والاعتقالات غير القانونية.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن السجن يقع في لاغوس (جنوبي غرب البلاد) بعيدا عن أعمال العنف في الشمال الذي تنفذ فيه بوكو حرام كمائن وتفجيرات مستمرة حسب المصدر.
وأوضح أن المعتقل السري أنشئ بناء على أوامر من مستشار الأمن القومي أندرو أويا عزازي الذي لم يُتوصل إليه للتأكد من المعلومات. كما رفض أبييونغ إيتا المدير العام للشرطة السرية -المعروفة باسم جهاز أمن الدولة- التعليق عندما سئل عن السجن الجديد.
وقالت المتحدثة باسم الشرطة السرية مارلين أوغار إن أي شخص لديه معلومات حول السجن المزعوم يجب أن يذهب إلى المحكمة بدلا من التحدث إلى الصحفيين. ورفضت تأكيد أو نفي وجود السجن، لكنها أكدت قيام بلادها "بتشغيل نظام ديمقراطي يحترم سيادة القانون".
وتسود مخاوف من استخدام المعتقل الجديد في التعذيب والاعتقالات غير القانونية، لاسيما أن الأمن النيجيري له سجلات سيئة السمعة في مجال حقوق الإنسان، إلا أنه قد يكون من شأن منشأة كهذه توحيد الجهود بين صفوف الأجهزة الأمنية المختلفة لمكافحة جماعة بوكو حرام.
وتَحدُث اعتقالات لمشتبه في انتمائهم للجماعات المسلحة لشهور دون محاكمة، كما تقوم السلطات بتوقيف النساء والأطفال بصورة دورية. كما تم رصد حالات من "الاختفاء القسري"، وفق ما أكدته منظمة العفو الدولية.
وأوضحت المنظمة في بيان الخميس أن "الهجمات التي تشنها الجماعات المسلحة لا تعفي الحكومة النيجيرية من القيام بعمليات أمنية على نحو يتوافق مع القانون الوطني والدولي"، وطالبت بإيقاف الحبس الانفرادي فورا.
وغالبا ما ينسب إلى جماعة بوكو حرام -التي تعني بلغة الهوسا "التعليم الغربي حرام"- العديد من الهجمات والتفجيرات التي تشن داخل نيجيريا، والتي أدت بحسب أرقام رسمية إلى مقتل أكثر من ألف قتيل منذ منتصف العام 2009.
ويتركز عناصر الجماعة -التي تأسست عام 2003- خصوصا في شمال البلاد ذي الغالبية المسلمة، وقد برزت كتنظيم مسلح عام 2009 عندما دخلت في اشتباكات دامية مع الأمن النيجيري أودت بحياة نحو ثمانمائة شخص، بينهم مؤسس الجماعة.