مظاهرات في يوم المرأة العالمي

 
أحيت دول ونساء العالم الخميس، كل على طريقتها وحسب الظروف السائدة فيها، اليوم العالمي للمرأة، في سلسلة تظاهرات طالبت بالمساواة مع الرجل وحماية المرأة من العنف والإقصاء، كما اقترحت الأمم المتحدة تنظيم مؤتمر عالمي جديد حول النساء في 2015، بعد 20 عاما على مؤتمر بكين في سبتمبر/أيلول 1995.
 
ففي باريس، وجهت ثماني نساء شاركن في انتفاضات الربيع العربي، نداء من أجل الكرامة والمساواة يحقق للنساء الاستفادة على قدم المساواة مع الرجال من رياح الحرية التي تهب في هذه المنطقة من العالم.
 
وطالب النداء، الذي صدر في مناسبة يوم المرأة العالمي الدول والأحزاب السياسية والمجتمع المدني في بلدان الربيع العربي ببذل قصارى جهدها من أجل الحفاظ على كرامة النساء ومساواتهن مع الرجال وألا يتم التضحية بكرامتهن مرة أخرى وفقا لأولويات مزعومة، مؤكدين أنه لا يمكن أن تبنى أي ديمقراطية على حساب نصف المجتمع.
 
وفي واشنطن كرمت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وميشيل أوباما، قرينه الرئيس الأميركي، النساء العشر الأكثر شجاعة في العالم ومعظمهن من بلدان عربية وإسلامية، دافعن عن حقوق المرأة ولا يكترثن بالتحديات التي واجهتهن.

أقطار عربية

أما في العاصمة التونسية فقد تجمع آلاف الأشخاص أمام مقر المجلس الوطني التأسيسي معلنين دفاعهم عن قوانين المرأة التونسية الرائدة في العالم العربي الإسلامي ضد أي انتكاسة، وفق رأيهم.
في واشنطن كرمت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وميشيل أوباما، قرينة الرئيس الأميركي، النساء العشر الأكثر شجاعة في العالم ومعظمهن من بلدان عربية وإسلامية، دافعن عن حقوق المرأة ولا يكترثن بالتحديات التي واجهتهن

وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "لا تلمس مجلتي"، في إشارة إلى مدونة الأحوال الشخصية التونسية -التي تعود لأكثر من 50 عاما- وتضمن للمرأة المساواة مع الرجل في العمل، والحقوق السياسية، وطلب الطلاق، ومنح الجنسية لأبنائها، وتمنع أيضا تعدد الزوجات.

وفي بلد آخر من بلدان الربيع العربي تظاهر في القاهرة مئات النساء المطالبات بحق المرأة المصرية في المشاركة في صياغة الدستور الجديد للبلاد.

وطالب عدد كبير منهن بأن يشكل النساء نصف اللجنة التأسيسية (المكونة من 100 عضو) وسيكلف بصياغة الدستور، في حين طالب المجلس القومي للمرأة بأن تمثل المرأة بنسبة لا تقل عن 30% من الأعضاء.

وفي الجزائر كرم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ست مجاهدات شاركن في حرب التحرير الجزائرية في موكب نظم بمناسبة اليوم العالمي للمرأة. وفي نفس توقيت الاحتفال وفي موقع غير بعيد عن مكانه، تظاهرت عشرات النسوة في ساحة البريد المركزي لتخليد ذكرى النساء اللائي قتلتهن الجماعات الإسلامية المسلحة في العشرية السوداء للعنف المسلح بالجزائر (1992-2002).

وفي سياق متصل، هنأ المجلس الوطني السوري المعارض "المرأة السورية عموما والثائرة خصوصا"، مؤكدا على شراكة المرأة في النضال وفي بناء سوريا المستقبل "القائمة على مبدأ العدالة والمساواة".

وطالب، في بيان له بمناسبة يوم المرأة، كل المنظمات الحقوقية وعلى رأسها الصليب الأحمر بالعمل على الإفراج عن حرائر سوريا المعتقلات والكشف عن مصير المفقودات.

وفي العراق أقامت منظمات غير حكومية عراقية احتفالا بعنوان "لا للعنف ضد المرأة" نظمته "جمعية الأمل ودعت فيه إلى وقف العنف ضد النساء في العراق حيث تعاني المرأة من الإقصاء والتهميش، وقالت السكرتيرة العامة للجمعية هناء أدور إن المرأة العراقية تعاني من الإقصاء والبطالة والعنف بأنواعه مثل الزواج الإجباري والطلاق وتقييد الحرية في التعليم والملبس والعلاقات الاجتماعية.

وفي غزة تظاهرت أكثر من ألف امرأة فلسطينية بدعوة من الاتحاد العام للمرأة للمطالبة بإنهاء الانقسام السياسي الفلسطيني والإفراج عن الأسيرة هناء الشلبي التي تضرب عن الطعام منذ 21 يوما.

وفي العاصمة الموريتانية نواكشوط، تظاهرت مئات النسوة احتجاجا على غلاء الأسعار وطالبن بالمساواة بين النساء والرجال في الوظيفة.

أوروبا
أما على الصعيد الدولي فقد عبرت المفوضة الأوروبية المكلفة الشؤون الداخلية السويدية سيسيليا مالمستروم عن أسفها لقلة عدد النساء في حكومات الاتحاد الأوروبي، بينما انتقدت نائبات أوروبيات الطابع "الذكوري جدا" للبنك المركزي الأوروبي.

وفي سياق منفصل اعتقلت الشرطة التركية ناشطات في حركة فيمين الأوكرانية لدى تنظيمهن احتجاجا وهن عاريات الصدور في إسطنبول سعيا لما رأينه لفتا للأنظار إلى العنف ضد المرأة في يوم المرأة العالمي.

وفي البوسنة تظاهرت مئات النسوة للمطالبة بتمثيل أفضل في السياسة والمؤسسات الحاكمة.

كما تظاهرت نحو 300 سيدة في تولوز جنوب فرنسا وهن يرددن هتاف "عادة نهتم بترتيب البيت، واليوم نريد أن نسبب بعض الإزعاج".

‪بان اقترح تنظيم مؤتمر عالمي للنساء عام 2015‬ الفرنسية-أرشيف)
‪بان اقترح تنظيم مؤتمر عالمي للنساء عام 2015‬ الفرنسية-أرشيف)

مؤتمر للنساء
في غضون ذلك اقترحت الأمم المتحدة تنظيم مؤتمر عالمي جديد حول النساء في 2015، بعد 20 عاما على مؤتمر بكين في سبتمبر/أيلول 1995.

وقدم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس الجمعية العامة للمنظمة الدولية ناصر عبد العزيز النصر هذا الاقتراح معا، لكن لم يحدد مكان وزمان انعقاد هذا المؤتمر.

وقال المسؤولان، في بيان مشترك، "لقد آن الأوان لتنظيم مثل هذا المؤتمر العالمي" كونه يكتسب أهمية كبيرة بسبب التغيرات التي تمر بها الكرة الأرضية مع تداعيات إيجابية أو غير إيجابية على النساء.

والمؤتمر العالمي الرابع حول النساء الذي عقد من 4 إلى 15 سبتمبر/أيلول 1995 تبنى برنامج عمل لمصلحتهن. وحسب الأمم المتحدة، فإن المؤتمر الخامس قد يقدم في 2015 حصيلة هذا البرنامج ويتطرق لسلسلة مشاكل بينها مشاركة النساء في الحياة السياسية وتشجيع انخراطهن في الحياة الحرفية ووضع النساء في الأوساط الريفية.

المصدر : وكالات