ساركوزي يدعو لعدم خلط الإسلام بالإرهاب

France’s incumbent president and UMP ruling party candidate for the 2012 presidential election Nicolas Sarkozy delivers a speech at the Mediterraneen Center University during a campaign visit on March 9, 2012 in Nice, southeastern France. AFP PHOTO / VALERY HACHE
undefined
دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى عدم الخلط بين الإسلام و"الإرهاب", بينما دافعت الحكومة الفرنسية عن نفسها في مواجهة انتقادات متزايدة, بعد مصرع شاب فرنسي من أصل جزائري, هو المنفذ المفترض لهجومين في تولوز ومونتوبان بجنوب غرب البلاد أسفرا عن مقتل سبعة أشخاص بينهم ثلاثة يهود.

وقال ساركوزي في كلمة بقصر الإليزيه بثها التلفزيون الفرنسي إنه "لا ينبغي الخلط على الإطلاق, فمن قبل استهداف أطفال يهود، أطلق الرجل النار على مسلمين".

كما أعلن أنه يريد تعزيز العقوبات الجنائية لمكافحة ما سماه نشر الأفكار الإسلامية المتطرفة, قائلا "من الآن فصاعدا أي شخص يدخل إلى مواقع على الإنترنت تمجد الإرهاب أو تدعو إلى الكراهية والعنف سيعاقب جزائيا".

وقال ساركوزي إن "أي شخص يسافر إلى الخارج ليتدرب على نشر أفكار عقائدية تؤدي إلى الإرهاب سيعاقب جزائيا", مشيرا إلى أنه طلب من رئيس الوزراء فرنسوا فيون ووزير العدل إجراء دراسة معمقة "بشأن انتشار هذه العقائد في أوساط السجون".

وقد جاء إعلان ساركوزي بينما تتوالى تداعيات هجمات تولوز ومونتوبان، التي أعلن منفذها المفترض عن انتمائه إلى تنظيم القاعدة وسبق أن أقام فترات في أفغانستان وباكستان.

هجوم تولوز الأخير سبب انتقادات قاسية للحكومة الفرنسية
هجوم تولوز الأخير سبب انتقادات قاسية للحكومة الفرنسية

دولة قانون

في هذا السياق, نفى رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون وجود "أي عنصر يبرر القبض" على محمد مراح المنفذ المفترض للهجمات البالغ من العمر 23 عاما, قائلا إن "فرنسا دولة قانون", مؤكدا "ليس لدينا الحق في بلدنا أن نراقب باستمرار ودون قرار قضائي شخصا لم يرتكب جريمة".

كما قال فيون إن الانتماء لمنظمة سلفية ليس جريمة في حد ذاته، "ولا يجب الخلط بين الأصولية الدينية والإرهاب رغم أننا نعلم العلاقات التي تربط الاثنين".

وقد واجهت الاستخبارات الداخلية اتهامات بأنها لم تتمكن من منع وقوع الهجمات, حيث قال رئيس الاستخبارات الداخلية برنار سكارسيني لصحيفة لوموند إنه كان من المستحيل الإسراع في اعتقال مراح, الذي اغتال في 11 مارس/آذار في تولوز عسكريا ثم مظليين اثنين بعد أربعة أيام ثم أستاذ دين وثلاثة أطفال يوم الاثنين في مدرسة يهودية بتولوز، وقتلته الشرطة الأربعاء في هجوم على الشقة التي اعتصم فيها.

 
شقيق مراح
من ناحية أخرى, قال مصدر قضائي فرنسي إن عبد القادر, شقيق مراح، يواجه إجراءات قضائية, حيث ما زال قيد الاحتجاز الاحترازي. وعثر المحققون الذين فتشوا منزل شقيق مراح، على "متفجرات" في سيارته، وفقا لمصدر أمني, حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

على صعيد آخر, وفي واشنطن, قال مسؤول في المخابرات الأميركية لوكالة الصحافة الفرنسية إن محمد مراح كان مدرجا على اللائحة السوداء للأشخاص الممنوعين من السفر إلى الولايات المتحدة.
يشار إلى أن جماعة تطلق على نفسها اسم كتيبة جند الخلافة تبنت في وقت سابق أمس مسؤولية الهجمات في تولوز ومونتوبان، في حين اتهمت مرشحة اليمين المتطرف للرئاسة الفرنسية مارين لوبان الحكومة الفرنسية الخميس بترك الضواحي الفقيرة لمن سمتهم المتطرفين الإسلاميين.

وقالت الجماعة -في بيان نشرته مواقع إلكترونية "جهادية"، وحمل توقيع "سرية طارق بن زياد/كتيبة جند الخلافة"- إنه "في 19 مارس/آذار انطلق أحد فرسان الإسلام، وهو أخونا يوسف الفرنسي، نسأل الله أن يتقبله، في عملية هزّت أركان الصهيو-صليبية في العالم كله وملأت قلوب أعداء الله رعبا".

وأضاف البيان "نحن إذ نعلن مسؤوليتنا عن هذه العمليات المباركة، فإننا نقول إن ما تقوم به إسرائيل من جرائم في حق أهلنا على أرض فلسطين الطاهرة، وفي غزة على وجه التحديد، لن يمر دون عقاب".

ودعت الجماعة -التي تبنت في السابق هجمات في كزاخستان وأفغانستان- في بيانها الحكومة الفرنسية إلى إعادة النظر في سياساتها تجاه المسلمين في العالم، وإلى التخلي عن نزعتها العدوانية ضد الإسلام وشريعته، لأن مثل هذه السياسة لن تجلب لها إلا الويل والدمار.

المصدر : وكالات