الأطلسي يسحب مستشاريه من الوزارات الأفغانية

A German Bundeswehr army gunner of the International Security Assistance Force (ISAF) takes a position atop a 'Fuchs' armoured personnel carrier during a mission in Taloqan, west of Kunduz, in this October 5, 2008, file photo
undefined

سارعت قوات المساعدة الدولية في أفغانستان (إيساف) التابعة لحلف شمال الأطلسي، إلى سحب مستشاريها العسكريين من الوزارات الأفغانية بعد مقتل عسكريَين أميركيين رميا بالرصاص في مقر وزارة الداخلية المحصن في العاصمة كابل، وإعلان حركة طالبان مسؤوليتها عن مقتلهما انتقاما لحرق المصحف في قاعدة بغرام حيث تتواصل المظاهرات الاحتجاجية على الحادث لليوم الخامس على التوالي.

وقال الجنرال جون ألين قائد قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) والقوات الأميركية في أفغانستان إنه تم سحب ممثلي الناتو من الوزارات الأفغانية "لأغراض الحماية، لكن قوات التحالف لا تزال على شراكة مع الحكومة الأفغانية" مضيفا أن الناتو يحقق في مقتل العسكريين.

ونقلت شبكة "أن بي سي" الأميركية عن مسؤولين عسكريين في واشنطن قولهم إن القتيلين أميركيان يعملان مستشارين لقوات الأمن الأفغانية وكانا في مكتبيهما في الوزارة حين أطلق عليهما مسلح مجهول النار.

وفي وقت سابق أفاد مصدر حكومي أفغاني بأن "إطلاق نار وقع في مركز القيادة والمراقبة بوزارة الداخلية وقتل أميركيان بيد "الشرطة الأفغانية" دون ذكر مزيد من التفاصيل، لكن مسؤولا آخر قال إن جنديين أميركيين قتلهما أشخاص يرتدون زي الجنود الأفغان داخل الوزارة.

وأشارت بعض المصادر إلى أن "مشادة كلامية" تسببت في إطلاق النار. وتحدثت إذاعة محلية عن مقتل مطلق أو مطلقي النار. وقال مسؤول بارز إن الاثنين قتلا في أعقاب مشادة داخل الوزارة، دون الإدلاء بمزيد من المعلومات.

من جانبها أعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن مقتل المستشارين العسكريين الأميركيين وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في بيان إن أحد المفجرين الانتحاريين التابعين لهم ويدعى عبد الرحمن قتل "اثنين من كبار الخبراء الأميركيين وكانت هذه الخطوة انتقاما لحرق نسخ من القرآن من جانب الأميركيين الغزاة في قاعدة بغرام العسكرية". ولم يؤكد المسؤولون الأفغان أو المسؤولون التابعون للناتو ما ورد في إعلان طالبان ولم ينفوه.

متظاهرون أفغان يحتشدون في لغمان (الفرنسية)
متظاهرون أفغان يحتشدون في لغمان (الفرنسية)

احتجاجات
ووقع إطلاق النار في حين يتواصل الغضب الشديد في أنحاء البلاد من إحراق مصاحف الأسبوع الماضي، وقد قتل خمسة مهاجمين وسقط 56 جريحا اليوم في هجوم على مجمع للأمم المتحدة في قندز بشمال البلاد.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية صديق صديقي إن مئات من الأشخاص حاولوا اقتحام مجمع يسكنه عمال "من بعثة الاستقرار التابعة للأمم المتحدة في أفغانستان لكن الشرطة منعتهم".

وتجمّع المئات من المتظاهرين حول المقر ومقر الشرطة في المنطقة وأشعلوا الإطارات وهتفوا ضد الولايات المتحدة، واندلع اشتباك بين المتظاهرين والشرطة حين حاولت منعهم من اقتحام المقر.

وجرح في الاشتباك ثلاثة عناصر من الشرطة الأفغانية، ومنعت وسائل الإعلام من تغطية الاشتباك. وفي ميدان وردك قتل متظاهر وجرح ثلاثة في اشتباك بين المتظاهرين وحراس شركة أمنية.

وفي ولاية لوغار جنوب كابل قتل متظاهر خامس وجرح عدد آخر باشتباك بين الشرطة ومئات من المتظاهرين الذين هتفوا "الموت لأميركا" وطالبوا بانسحاب القوات الأجنبية فورًا.

وحاول محتجون اقتحام مقر حاكم ولاية لغمان شرقي البلاد واشتبكوا مع القوى الأمنية، مما أدى إلى إصابة عشرين شخصًا بجروح بينهم اثنان في حالة حرجة.

وقتل محتج بالرصاص في لوغار بعد أن هاجم مئات المحتجين رجال الشرطة وكان كثير من المحتجين يهتفون "الموت لأميركا" وأصيب اثنان بجروح.

ورغم اعتذار الرئيس الأميركي باراك أوباما ونداء من الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بضبط النفس نزل آلاف من الأفغان إلى الشوارع بعد أن قتل 12 شخصا وأصيب عشرات بجروح أمس الجمعة في أكثر أيام هذه المظاهرات دموية حتى الآن.

المصدر : وكالات