رئاسة أميركا ترتهن للولايات المتأرجحة

يتوقع أن تعلن خلال ساعات نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية التي تميزت بحملة محمومة في الساعات الأخيرة، مع تركيز الجمهوري ميت رومني والرئيس الديمقراطي باراك أوباما على الولايات "المتأرجحة" التي تحسم السباق، وسط مؤشرات على معركة قضائية محتملة بسبب ثغرات كشفتها عمليات التصويت في بعض الولايات.
 
وأظهرت استطلاعات الرأي منافسة ساخنة بين أوباما ورومني، لتكون انتخابات 2012 من
أكثر انتخابات الرئاسة احتداما في التاريخ الأميركي.

وظهر المرشحان في آخر أيام الحملة على بعد بضعة كيلومترات بينهما في أيوا، وهي واحدة من سبع إلى عشر ولايات متأرجحة، تحدد نتيجة الانتخابات في ظل نظام معقد يمنح الفوز على أساس الفائز في كل ولاية لا على أساس التصويت الشعبي الوطني العام.

الساعات الأخيرة
وكرر أوباما زياراته إلى أوهايو –حتى في الساعات الأخيرة للحملة- في إشارة إلى مدى أهمية الولاية الواقعة في الغرب الأوسط، التي لم يصل أي مرشح إلى البيت الأبيض دون الفوز بها منذ 1960.

انتخابات 2012 وصفت بواحدة من أكثر الانتخابات احتداما بتاريخ أميركا(الفرنسية-أرشيف)
انتخابات 2012 وصفت بواحدة من أكثر الانتخابات احتداما بتاريخ أميركا(الفرنسية-أرشيف)

ومثل الجمهوريين، مدد الديمقراطيون حملتهم الانتخابية، إذ توقف نائب الرئيس جو بايدن في كليفلند بأوهايو ظهر أمس في محاولة أخيرة لإقناع مزيد من الناخبين بضرورة التصويت لأوباما.

ويظهر أحد أحدث الاستطلاعات تقدم أوباما بخمس نقاط على رومني في أوهايو.

الاستطلاع نفسه يظهر السباق محتدما في ولاية رئيسية أخرى هي فلوريدا، حيث يتقدم أوباما بثلاث نقاط. أما على صعيد جميع أنحاء البلاد، فلا يزال المرشحان متعادلين بشكل أساسي.

ولا تزال حملة رومني واثقة لدرجة محاولتها الفوز بولاية كبنسلفانيا كانت تعد في وقت ما إحدى الولايات التي يكون الفوز فيها من نصيب الديمقراطيين.

ساندي
وفيما يتعلق بتصويت الناخبين المتضررين من الإعصار ساندي، قررت نيوجيرسي السماح لمن شردتهم العاصفة بالتصويت بالبريد الإلكتروني، في حين أمكن لبعض ناخبي نيويورك التصويت في خيم في محاولة جاءت في آخر دقيقة لضمان وقوع التصويت.

وتواجه السلطات تحديا غير مسبوق لإنجاح الانتخابات، إذ لا تزال الكهرباء مقطوعة عن أكثر من مليون منزل ومنشأة تجارية. كما أن عشرات مراكز الاقتراع غير صالحة للاستخدام بسبب ارتفاع قياسي في منسوب مياه البحر بنيويورك ونيوجيرسي.

وألقت الفوضى التي أحدثتها العاصفة في المنطقة بظلال على الأيام الأخيرة من الحملة، ما جعل التصويت أمرا ثانويا لكثيرين.

ويستبعد خبراء تأثير انخفاض عدد الناخبين على نتيجة الانتخابات باعتبار أن الولايتين مضمونتان للديمقراطيين، لكنهما مع ذلك قد تخفضان عدد الأصوات التي يحصلون عليها.

وبموجب برنامج اتحادي للمساعدة في التصويت، تسمح نحو 12 ولاية بإعادة بطاقات اقتراع المتغيب -المخصصة أساسا لناخبين في الخارج- عبر البريد الإلكتروني، في حين يكون لدى ولايات أخرى إمكانية الترخيص بذلك في ظروف معينة.

إشكالات أخرى
لكن الإشكالات لا تتوقف عند الطقس، فالعامل البشري قد يثير معارك قضائية لاحقة، وقد يتكرر بسببه سيناريو العام 2000 حين لم تعرف النتيجة النهائية إلا بعد شهر كامل.

جانب من التصويت في ألاسكا آخر ولاية ستعلن بها النتائج(الأوروبية)
جانب من التصويت في ألاسكا آخر ولاية ستعلن بها النتائج(الأوروبية)

فقد ظهرت عراقيل فنية جعلت الجمهوريين والديمقراطيين يتهمون بعضهم بعضا بمحاولة التلاعب بنتيجة الاقتراع.

ففي بنسلفانيا اشتكى ناخب من أنه اختار أوباما عبر التصويت الإلكتروني، لكن من ظهر على الشاشة هو رومني.

أما في أوهايو، فحدث العكس، إذ قال الجمهوريون إن أجهزة التصويت تقلب النتيجة لصالح أوباما.

وأضاف إلى حالة الفوضى تعديلات في الساعات الأخيرة قضت بأن يرسل من يصوت بالبريد الإلكتروني أيضا ورقة الانتخاب للتأكد من هويته.

وفي فلوريد –التي كانت في صلب الجدل في العام 2000- يتحدث الديمقراطيون عن بيروقراطية هدفها تثبيط الناخبين الديمقراطيين، إذ يقولون إن بعض مراكز التصويت لم تفتح في الوقت اللازم ما جعل طوابير الانتظار تطول، الأمر الذي ثبط بعض الناخبين.

كما أن الاقتراع ينظم في ظل جدل حول دور المال السياسي بعد قرار المحكمة العليا في 2010 بالسماح للشركات والمؤسسات (وبينها البنوك) بتمويل المرشحين، ما تسبب في ارتفاع حجم التبرعات في الانتخابات.

المصدر : الجزيرة + وكالات