رئيس موريتانيا يرفض الحرب على مالي

Fighters from the Islamic militant group the Movement for Unity and Jihad in West Africa (MUJWA) ride on a truck in the northeastern Malian city of Gao September 7, 2012. The group said on Sunday the killing of 16 Muslim preachers including eight Mauritanians and eight Malians by an army patrol in Mali was a declaration of war
 

undefined

أمين محمد-نواكشوط

حذر الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز من مغبة الإقدام على حرب في الشمال المالي ضد مسلحي تنظيم القاعدة وحلفائها من الجماعات الإسلامية المسلحة التي تسيطر منذ عدة أشهر على شمال البلاد الذي يمثل نحو ثلثي التراب المالي.

وقال في حوار تلفزيوني، إن موريتانيا لن تشارك في الحرب المرتقبة في الشمال المالي، رغم اتهامات المعارضة المتكررة لها بخوض حروب الوكالة فيه نيابة عن أطراف خارجية.

واستغرب ولد عبد العزيز حديث البعض في إطار تبرير الإقدام على هذه الحرب بأنها تستهدف اقتلاع "جذور الإرهاب"، وكأن الإرهاب نبتة طارئة في تلك الصحراء الشاسعة، والواقع أن "الإرهاب" موجود فيها منذ عام 2001 وكان البعض يغض الطرف عنه، مما أدى لتناميه بشكل كبير وخطير.

وأضاف في السابق كان يجري الحديث عن نحو مائتين أو ثلاثمائة مقاتل، يجدون صعوبات كبيرة في الحصول على التموين والوقود، أما اليوم فكل هذه المعطيات تغيرت.

عواقب وخيمة
وشدد الرئيس الموريتاني على أن أي حرب تشن حاليا في شمال مالي ستكون لها عواقب وخيمة ليست فقط على الوضع فيه وإنما على استقرار وأمن المنطقة برمتها.

وبرر ذلك بالقول إن سكان الشمال المالي سيفهمون أي حرب عليهم بأنها ذات طابع عرقي يخوضها سكان الجنوب ضد سكان الشمال، وهو ما سيؤدي في النهاية إلى اتحاد جميع السكان مع "الإرهابيين" وعصابات المخدرات الشيء الذي سيكون له انعكاسات وخيمة على مستقبل الحرب.

وأقر بأن شن الحرب ربما يعني تحرير المدن من قبضة هؤلاء "الإرهابيين"، ولكن ما سيحدث بعد ذلك هو الأسوأ حيث سيتفلت الإرهابيون في الصحراء، وحينئذ لا يمكن خوض الحرب معهم هناك، قائلا إن بلاده جربت ذلك، وآخرين جربوا وتأكد للجميع خطورتها.

وهذه أول مرة يتحدث فيها الرئيس الموريتاني بمثل هذا الوضوح عن رفضه للحرب التي تحضر لها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) بدعم فرنسي أميركي، بينما ترفضها الجزائر وأطراف أخرى في المنطقة.

حماية الحدود
وفيما يخص وضع الجيش الموريتاني في حال شنت الحرب، قال إنه سيقوم بحماية حدود البلاد بشكل صارم ولن يسمح بتفلت "الإرهابيين" إليها، مضيفا إذا تطلب موقف الدفاع منا أن نتجاوز الحدود وندخل إلى عمق التراب المالي فسنفعل.

وأكد أنه على علم بسيطرة بعض المجموعات المسلحة على مناطق قريبة من الحدود مع موريتانيا (مثل منطقة ليره)، معلنا أن لهم الأمان طالما لم يقتربوا من حدودنا، ولكن في كل الأحوال فجنودنا أمامهم، ليست بيننا وبينهم أي هدنة كل ما في الأمر أننا لن نخوض الحرب ولكن سنحمي أرضنا ومصالحنا.

وساق مثالا على ذلك بدخول الجيش الموريتاني أكثر من مرة إلى عمق التراب المالي لمطاردة عناصر تنظيم القاعدة، وقال إن حماية الوطن استدعت منه إرسال مجموعة لاعتقال مختطف الإسبان، حيث تم الوصول إليه واعتقاله عند مسافة تزيد على ألف كيلومتر داخل التراب المالي.

وكان الرئيس الموريتاني يتحدث في مؤتمر صحفي بثته وسائل الإعلام العمومية ودعي له فقط خمسة من مدراء تحرير صحف مكتوبة في موريتانيا، واحتجت أغلب وسائل الإعلام المحلية وبعض ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية على إقصائهم من حضوره، وأعلنت بعض هذه الوسائل الإعلامية رفضها تغطية ونشر مضامين هذا المؤتمر الصحفي.

المصدر : الجزيرة