واشنطن تتفادى التصعيد مع طهران

afp : Israeli soldiers in their Armored Personnel Carriers (APC) attend a military exercise near the Israeli town of Katzrin, in the Israeli-occupied Golan Heights, on November
من مناورات إسرائيلية سابقة في الجولان المحتل (الفرنسية)
 
في تبرير مختلف لقرار تأجيل المناورات الأميركية الإسرائيلية المشتركة، أكد مسؤولون إسرائيليون أن التأجيل جاء حرصا من الولايات المتحدة على عدم التصعيد بين إيران والمجتمع الدولي.
 
فقد نقلت وكالة أسوشيتدبرس للأنباء اليوم الاثنين عن مسؤولين في وزارة الدفاع الإسرائيلية -طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم- قولهم إن مناورات التحدي الصارم 12 المقررة بين إسرائيل والولايات المتحدة لن تجري قبل النصف الثاني من العام الجاري، وذلك حرصا من الإدارة الأميركية على عدم تصعيد الوضع المتأزم أصلا مع إيران في هذه المرحلة.
 
وكان من المفترض إجراء المناورات الإسرائيلية الأميركية المشتركة في أبريل/نيسان المقبل بهدف تطوير التعاون والتنسيق الدفاعي بين البلدين واختبار أنظمة الدفاع الجوي المخصصة لاعتراض الصواريخ الموجهة لإسرائيل من مناطق بعيدة مثل إيران.
 
تناقض
اللافت للنظر في تصريحات المسؤولين العسكريين الإسرائيليين لوكالة أسوشيتدبرس للأنباء أنها تتناقض مع تأكيدات مسؤولين في إسرائيل والولايات المتحدة قالوا فيها إن قرار التأجيل لم يتخذ لأسباب تتعلق بتهدئة الأجواء المأزومة مع طهران، بينما ألمحت مصادر إعلامية إسرائيلية إلى أن قرار التأجيل جاء لأسباب مالية بحتة للتخفيف من الضغوط على الميزانية.
 
وفي هذا السياق نقلت وكالة رويترز للأنباء الأحد عن مسؤول أميركي رفضه الربط بين قرار التأجيل وحرص واشنطن على عدم تصعيد الموقف مع الجمهورية الإسلامية، فيما أشار مسؤول إسرائيلي إلى ما أسماه "مشكلات لوجستية" كانت وراء قرار التأجيل.
 

أوباما (يمين) مستقبلا رئيس الوزراء الإسرائيلي في مايو/أيار الماضي (الفرنسية) 
أوباما (يمين) مستقبلا رئيس الوزراء الإسرائيلي في مايو/أيار الماضي (الفرنسية) 
من جانبه، قلل الكابتن جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) من أهمية هذا التأجيل قائلا إن تأجيل المناورات الروتينية أمر عادي في جميع الجيوش العالمية.
 
وكان الجيش الإسرائيلي قد أكد الشهر الماضي أن مناورات (التحدي الصارم 12) مبرمجة مسبقا ولا علاقة لها بالتوتر الحالي بشأن البرنامج النووي الايراني، لكن قرار تأجيلها يأتي في مرحلة يبدو فيها ان هناك اختلافا بين البلدين بشان الملف الإيراني.
 
خيبة أمل
وأعرب الوزير الاسرائيلي المكلف بالشؤون الإستراتيجية موشي يعالون الأحد عن خيبة أمله لتردد الإدارة الاميركية إزاء تشديد العقوبات على طهران بسبب برنامجها النووي، مشيرا إلى أن "فرنسا وبريطانيا تفهمان ضرورة تشديد العقوبات خصوصا ضد البنك المركزي الايراني، ومجلس الشيوخ الأميركي أيضا يؤيد ذلك، لكن الحكومة الأميركية مترددة وتخشى من ارتفاع سعر برميل النفط في عام انتخابي".
 
وردا على احتمال شن إسرائيل هجوما عسكريا على إيران، قال يعالون -وهو قائد أركان سابق ومن المتشددين في حزب الليكود اليميني الحاكم- إن الخيار العسكري يجب ان يبقى الخيار الأخير.
 
وكانت مصادر إعلامية دولية تحدثت في الآونة الأخيرة عن مخاوف أميركية من عملية عسكرية اسرائيلية محتملة ضد المنشآت النووية الايرانية، ومنها صحيفة "وول ستريت جورنال" التي قالت الجمعة إن واشنطن قلقة من أن إسرائيل تستعد -رغم الاعتراضات- لعمل عسكري ضد ايران ووضعت خطة طارئة للحفاظ على مؤسساتها في المنطقة.
 
وقالت الصحيفة إن الرئيس باراك أوباما ووزير الدفاع ليون بانيتا ومسؤولين آخرين نقلوا رسائل خاصة إلى الإسرائيليين تحذرهم من عواقب مثل هذا الهجوم.
 
وتصاعدت حدة التوتر بين واشنطن وطهران في الأسابيع الماضية بعد أن وقع الرئيس أوباما مشروع قانون عشية العام الجديد يقضي بحظر نفطي على إيران التي ردت على ذلك بالتهديد بإغلاق مضيق هرمز، وهو ما عدته واشنطن تهديدا لا يمكن السكوت عنه.

المصدر : وكالات