إدانة واسعة لانتهاك جثث طالبان


أقرت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) بصحة شريط فيديو يظهر أربعة عسكريين يرتدون الزي العسكري الأميركي وهم يتبولون على جثث لثلاثة عناصر من حركة طالبان الأفغانية، في وقت قوبل فيه هذا الشريط بإدانة واسعة داخل أفغانستان وخارجها، فيما أعلنت طالبان مواصلة المعارك رغم بدء مفاوضات سلام مع واشنطن.

وقال المتحدث باسم الوزارة النقيب جون كيربي إن البنتاغون لا يملك بعد أي معلومات تشكك في صدقية الشريط أو أنه مزيف، مشيرا إلى أن التحقيق مستمر لمعرفة ملابسات الحادث.

وقد أدان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الخميس بشدة شريط الفيديو، وقال في بيان أصدره مكتبه إن حكومة أفغانستان تشعر بالانزعاج الشديد من الفيديو الذي يظهر جنودا أميركيين ينتهكون حرمة جثث ثلاثة أفغانيين، وطالب الحكومة الأميركية بإجراء تحقيق عاجل في الفيديو وإنزال أقسى العقوبات بأي شخص يدان في هذه الجريمة.

ورأى وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الخميس أن سلوك العسكريين الأربعة الذين ظهروا في الشريط يثير أسفا كبيرا، وقال في بيان إنه طلب من قوة مشاة البحرية الأميركية (المارينز) وقائد القوات الدولية في أفغانستان الجنرال الأميركي جون ألن إجراء تحقيق فوري ومعمق في القضية.

وتابع أن هذا السلوك غير ملائم تماما من جانب أفراد في الجيش الأميركي، ولا يعكس في أي حال من الأحوال المعايير والقيم التي اقسمت القوات المسلحة على احترامها. وشدد على أن الأشخاص الذين تصرفوا على هذا النحو سيحاسبون تماما على أفعالهم.

كما نددت قوة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان بما وصفته بعمل شائن ارتكبته مجموعة صغيرة من الأفراد الأميركيين يبدو أنهم ما عادوا يؤدون الخدمة في أفغانستان، ولا يشرفون التضحيات والقيم المركزية لكل عضو يمثل الدول الخمسين المشاركة في التحالف.


كما أدان مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية انتهاك حرمة الجثث، وذلك في رسالة إلى وزير الدفاع الأميركي طالب فيها بمعاقبة أي أطراف مذنبة بأقصى حد يسمح به القانون الموحد للقضاء العسكري والقوانين الأميركية ذات الصلة.

وأضافت المنظمة أن هذا السلوك يمثل خرقا لقواعد الجيش الأميركي ولقوانين الحرب التي تحظر مثل هذه الأفعال غير الأخلاقية والمقززة، وأعربت عن أملها بأن يكون التحقيق شفافا.


إدانة من طالبان
من جهتها، نددت حركة طالبان بما اعتبرته عملا همجيا ووحشيا، وقال المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد إن مئات العمليات المشابهة التي لم تكشف وقعت خلال السنوات العشر الأخيرة.

وأعلن سلاح المارينز الأربعاء أنه فتح تحقيقا بشأن شريط الفيديو الذي يذكر بفضيحة ممارسة التعذيب في سجن أبو غريب عام 2004 التي أثارت موجة احتجاجات دولية، كما أنه يعيد إلى الأذهان صور جنود في الجيش الأميركي نشرت قبل شهور وكشفت عنها أسبوعية "دير شبيغل" الألمانية وهم يلهون بجثث مدنيين أفغانيين قتلوهم دون مبرر.

وجاء الشريط الجديد في وقت حرج تسعى فيه واشنطن إلى تعزيز المصالحة في أفغانستان مع قيام القوات الأميركية بالانسحاب تدريجيا من البلاد.

لكن المتحدث باسم طالبان استبعد أن تؤثر هذه المشكلة الجديدة على المفاوضات مع الولايات المتحدة التي تقاتلها الحركة منذ عشر سنوات، موضحا أن الجانبين ما زالا في مرحلة أولية من المفاوضات في قطر، والمسألة تتعلق في الوقت الراهن بتبادل معتقلين في غوانتانامو مع الولايات المتحدة.

وكانت طالبان الأفغانية أكدت في وقت سابق الخميس مواصلة الجهاد مع إقرارها بزيادة جهودها السياسية مع الأسرة الدولية من أجل وضع حد للنزاع الجاري في أفغانستان.

وأبدت حركة طالبان مؤخرا استعدادها في ظل شروط معينة لفتح مكتب سياسي لها خارج أفغانستان لإجراء مفاوضات سلام، في خطوة اعتبرها المراقبون تاريخية من جانب الحركة التي تخوض منذ نهاية 2001 حربا ضد حكومة كابل وحلفائها في حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة.

وتحتجز طالبان جنديا أميركيا منذ أكثر من عامين ونصف العام، ويشترطون لبدء المفاوضات الإفراج عن جميع معتقليهم في غوانتانامو. لكن الإدارة الأميركية تشترط في المقابل أن توقف طالبان العنف في أفغانستان وتعترف بحكومة كابل.


ومن المقرر أن يزور المبعوث الأميركي مارك غروسمان أفغانستان وقطر الأسبوع القادم لإجراء مباحثات مع الحكومتين الأفغانية والقطرية.

المصدر : وكالات