هزة باليابان وانتكاسة بمحطة فوكوشيما

فادي سلامة

ضربت هزة جديدة قوتها ست درجات العاصمة اليابانية طوكيو، في وقت انتكست فيه جهود إطفاء حرائق شبت في محطة نووية بها ستة مفاعلات، وسط مخاوف من تسرب نسب إشعاع عالية، وتضارب بشأن القراءات الصحيحة للنسب، فيما قد يكون من أسوأ الكوارث النووية في التاريخ.

وقررت السلطات رسميا طلب مساعدة الولايات المتحدة لمواجهة تبعات كارثة الزلزال الذي يهدد بكارثة نووية في الأرخبيل بعد أن شبت حرائق في بعض مفاعلات محطة فوكوشيما دياتشي، وسجلت انتكاسة في محاولات إطفائها.

فقد قررت السلطات اليوم تعليق استعمال المروحيات لرش الماء فوق المحطة، بعد تسجيل ارتفاع في نسب الإشعاع. كما أصدرت أمرا مؤقتا بسحب العاملين فيها.

ويعتقد أن نسب إشعاع مرتفعة سجلت اليوم كان مصدرها المفاعل رقم 3، وهو الوحيد الذي يعمل بالبلوتونيوم الذي يفوق خطره على الصحة خطر اليورانيوم.

سحاب يرتفع من المفاعل رقم واحد في محطة فوكوشيما دياتشي (الفرنسية)
سحاب يرتفع من المفاعل رقم واحد في محطة فوكوشيما دياتشي (الفرنسية)

وسجل الإشعاع تحديدا في حوض تخزين المفاعل وفي وعاء الاحتواء.

وأغلقت ثلاثة مفاعلات من أصل ستة بسبب الزلزال، وتعقدت الأمور باندلاع حريق في حوض تخزين الوقود المستنفد في المبنى الخارجي لوعاء الاحتواء لمفاعل رابع، لأن حريقا سابقا لم يخمد.

وحسبما قال مسؤولون يابانيون للوكالة الدولية للطاقة الذرية انبعثت إشعاعات إلى الجو مطولا من هذا الجزء من المفاعل.

وحسب كبير المتحدثين باسم وكالة أمن الطاقة والصناعة كانت حرارة حوض تبريد المفاعل رقم 4 قبل انفجار الثلاثاء 84 درجة مئوية، لكنها تتصاعد الآن وقد تصل درجة الغليان.

ورغم أن الوحدات 4 و5 و6 كانت مغلقة لحظة الزلزال، يحتاج الوقود بها إلى تبريده.

وقال مدير فحوص السلامة في الشركة المالكة للمحطة إن تبخر الماء قد يتطلب سبعة إلى عشرة أيام، وعندما يحدث ذلك ستتعرض قضبان الوقود للهواء، ما يعني حينها وقوع تسرب إشعاعي سام. وطلبت السلطات من الشرطة إرسال مدفع ماء إلى المحطة لضخ الماء.

ماذا يحدث؟
وتتضارب التقارير بشأن ما يحدث، فقد قالت مثلا الشركة المالكة إنها لا تعرف بالضبط ما يجري في المفاعل رقم 2، حيث سجل انخفاض مفاجئ في الضغط، وقالت إن ذلك قد يؤشر على أن الحرارة تبرد، أو قد يكون مؤشرا سلبيا على وجود ثقب في الحاوي الأساسي، وقد يتعلق الأمر بمجرد قراءة خاطئة للضغط.

وأعلن رئيس الوزراء ناوتو كان أن الإشعاع تسرب من أربعة مفاعلات. كما قال مسؤولون إن مستوى الإشعاع حول المحطة تزايد آلاف المرات عما كان عليه قبل الزلزال.

وطلبت السلطات من 140 ألف شخص يعيشون على بعد 30 كيلومترا من المحطة البقاء في منازلهم، وأصدرت حظرا على السفر التجاري الجوي في المنطقة.

وقال مسؤولون محليون في طوكيو إن مستويات إشعاعية رصدت في المدينة، وسط هلع دولي من انتقالها إلى خارج اليابان، وإن قال ممثلو منظمة الصحة إنه لا دليل على وصول نسب عالية إلى الدول المجاورة. 

الإمبراطور آكيهيتو صلى من أجل اليابانيين ودعاهم إلى ألا يستسلموا (الأوروبية)
الإمبراطور آكيهيتو صلى من أجل اليابانيين ودعاهم إلى ألا يستسلموا (الأوروبية)

تذمر
وتأتي التطورات في المحطة وسط تذمر من التعاطي الحكومي مع المتضررين من الزلزال الذي بلغت قوته تسع درجات، إذ يبقى الملايين دون طعام وماء كافيين وفي جو قارس.

وحسب السلطات يوجد 452 ألف شخص في ملاجئ مؤقتة، كثيرا ما يفترشون الأرض في ملاعب المدارس.
 
كما أن هناك مخاوف من أن يتجاوز عدد قتلى الزلزال والمد البحري الذي تبعه عشرة آلاف، بعد انتشال أكثر من 1000 جثة في إحدى بلدات مياجي أكثر المقاطعات تضررا، والعثور على 1000 أخرى في مقاطعة مينامي سانريكو، إضافة إلى تقارير إخبارية عن عشرات آلاف المفقودين.

وفي خطوة نادرة، ألقى الإمبراطور آكيهيتو -الذي يحظى باحترام كبير في اليابان- خطابا متلفزا واسى فيه اليابانيين ودعاهم إلى ألا يستسلموا.

المصدر : وكالات