قلق روسي من الثورات العربية

الكرملين قلق من تأثير الأوضاع في الشرق الأوسط على روسيا (الجزيرة نت)
الكرملين قلق من تأثير الأوضاع في الشرق الأوسط على روسيا (الجزيرة نت)
الطيب الزين-موسكو
 
أبدى الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف قلقه من أن تتأثر بلاده وبشكل مباشر بالأحداث الجارية في الشرق الأوسط، وذلك في ظل ما تشهده منطقة شمال القوقاز الروسية خلال الأشهر الأخيرة من تصاعد غير مسبوق في أعمال العنف.
 
وقال ميدفيديف في اجتماع طارئ للجنة مكافحة الإرهاب الوطنية مؤخراً بجمهورية أوسيتيا الشمالية "إن سلسلة الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط سيكون لها تأثير مباشر على الوضع في روسيا".
 
ويرى أن هذه الأحداث قد تؤدي إلى تفكك دول الشرق الأوسط إلى دويلات صغيرة، وتوقع وقوع أحداث صعبة في المنطقة بما في ذلك وصول من سماهم متطرفين إلى السلطة، مشيرا إلى أن هؤلاء المتطرفين أعدوا مثل هذا السيناريو مسبقاً وأنهم سيحاولون تنفيذه. وأضاف أن هذا السيناريو لن ينجح في روسيا.
 
واستبعد ميدفيديف أن يشهد الجنوب الروسي أحداثا مماثلة، لكنه قال إن ذلك لا ينفي أن الإرهاب يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة لروسيا، وإن مكافحته تتطلب بذل جهود عظيمة على مدى فترة طويلة من الزمن.
 
ويرى أن منطقة القوقاز تجمع الكثير من التناقضات التي تُوفر أرضية مناسبة لظهور التطرف، مشيرا إلى أن الأعمال "الإرهابية" التي وقعتِ العامَ الماضي ونتائج الأسابيعِ القليلة من السنة الجارية تؤكد أن المشاكل الأمنية في روسيا لا تزال كثيرة، وأن التخلي عن الحذر والانتباه ستنجم عنه أخطار قاتلة.
 
وأكد الرئيس الروسي على ضرورة تنمية مناطق شمال القوقاز وتأسيس برامج اجتماعية لخلق فرص عمل، فضلا عن تطوير البرامج التعليمية التي تدعم التنمية على أوسع نطاق ممكن.
 
وشدد أيضا على ضرورة تطوير الأساليب لمكافحة "المتطرفين والتطرف الديني". وقال "إننا بحاجة إلى إنشاء مواقع دينية خاصة في شبكة الإنترنت وإعطاء الفرصة للدعاة المسلمين وكل المهتمين لإبداء رأيهم".
 
وكان الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف قد انتقد السلطات الروسية على ما أسماه انعدام حرية التعبير والانتخاب في البلاد، وحذر في حديثٍ صحفي من أن استمرار الأوضاعِ على حالها في روسيا سيزيد من احتمالات السيناريو المصري.
 
undefinedخطر حقيقي
ويرى محللون سياسيون في روسيا أن التناحر بين القوميات التي تتشكل منها روسيا الاتحادية، يشكل خطرا حقيقيا على أمن روسيا وعلى وحدتها الترابية.
 
وأوضحوا أن التمسك بالتقسيم الإداري الحالي القائم على أساس قومي يعيق تحديث الاقتصاد والتنمية.
 
وعبر هؤلاء عن قناعتهم بأن روسيا تعيش حالياً نوعاً من الحرب الباردة بين قومياتها المختلفة، يمكن أن تتحول إلى حرب أهلية عندما تفقد الحكومة المركزية القدرة على ضخ الأموال في موازنات الأقاليم.
 
وأشار المحللون إلى أن الحكومة المركزية تستطيع اليوم تمويل الأقاليم بدون حساب بفضل الأسعار المرتفعة للخامات.
 
يُشار إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كان قد ذكر -في سياق رده على سؤال عن الأحداث التي شهدها الشرق الأوسط وشمال أفريقيا- أن المناداة بقيام ثورات في الشرق الأوسط تعطي مردوداً عكسياً.
 
ويرى لافروف أن بلاده عاشت ثورات كثيرة "وهذا يكفي". وأشارإلى أن الحل في الشرق الأوسط يتمثل في أن يقوم المجتمع الدولي بتشجيع جميع الأطراف المعنية بالأزمات إلى الحوار والبحث عن اتفاقات تناسب الجميع.
المصدر : الجزيرة