مجاعة وشيكة تهدد دول الساحل
سيدي ولد عبد المالك-دكار
قال المدير الإقليمي لبرنامج الغذاء العالمي على مستوى دول غرب ووسط أفريقيا أمس الخميس إن دول الساحل الأفريقي مهددة بخطر مجاعة وشيك.
وأضاف توماس يانغا خلال اجتماع لممثلي مكاتب البرنامج بالعاصمة السنغالية دكار "خطر المجاعة بالمنطقة يتزايد يوما بعد يوم مما يعني أن الأزمة كبيرة".
وأشار المسؤول الأممي بحديث للصحافة إلى أن الأزمة الغذائية الحالية تُهدد ما بين خمسة وسبعة ملايين شخص، مرجحا أن يزيد هذا العدد في قادم الأيام إذا لم تُتخذ الإجراءات اللازمة على المستوى الدولي.
واعتبر أن تباين مظاهر الأزمة على مستوى دول الساحل لا يعني بالضرورة تمركزها في دول دون أخرى، مضيفا أنه ووفقا لتقديرات البرنامج قد تسوء الأمور في المستقبل القريب.
الدول الأكثر تضررا
وبشأن دول الساحل الأكثر تأثرا بالنقص الحاد في الأغذية، أشار يانغا إلى أن النيجر تأتي في طليعتها حيث يهدد نقص الغذاء قرابة مليون مواطن من سكان البلاد، تليها موريتانيا التي يعاني فيها نحو سبعمائة ألف من نقص حاد بالغذاء وفق نشرة إعلامية سابقة أصدرها البرنامج، ثم مالي وتشاد والسنغال.
واعتبر يانغا في مقارنة بين الأزمة الحالية وأزمة العام الماضي أن الأزمة الحالية تُعد الأكثر تعقيدا وخطرا، مشيرا إلى أن خطورتها ترجع أساسا إلى عدم وجود فائض في المحاصيل الزراعية بالدول المجاورة لمنطقة الساحل الأفريقي مثل بنين وغانا.
يضاف إلى ذلك أن الأزمة الحالية قريبة زمنيا من أزمة العام الماضي، في حين جاءت الأزمة الغذائية التي سجلت مثلا سنة 2010 بعد مضي خمس سنوات عن أزمة سابقة عام 2005.
ضعف التجاوب
وتحدث المسؤول الأممي عن برامج التدخل التي تبنتها بعض الحكومات المعنية بالأزمة، وتخص تدابير من قبيل تقديم المساعدات الغذائية للمتضررين وتوفير الأعلاف للمواشي.
لكنه أشار إلى أن الوسائل المسخرة لا تكفي بالنظر لحجم الاحتياجات، منتقدا التباطؤ الملحوظ في التصدي للأزمة.
وقدم مثالا على ذلك بأن منظمته أطلقت قبل مدة نداء استغاثة لجمع ما يقدر بستين مليون دولار لمواجهة مشكلة الغذاء في النيجر فقط خلال الأشهر الستة المقبلة "لكنها لم تتمكن حتى الساعة من جمع ولو مليون واحد".
كما لفت يانغا الانتباه إلى أنه ينبغي في الظروف الراهنة ألا يطغى هاجس الأزمة المالية على المستوى الدولي ومشكلة المجاعة بالقرن الأفريقي على أزمة الغذاء الآخذة في التفاقم بمنطقة الساحل.