محتجون يطالبون بإنهاء سيطرة بوتين

جمال العرضاوي

اعتقلت قوات الأمن الروسية مساء أمس مئات المحتجين على سير الانتخابات التشريعية التي جرت في البلاد، والتي أكد مراقبون أوروبيون أنها شهدت انتهاكات واسعة، فيما أعربت واشنطن عن قلقها حيال تلك الانتهاكات. وطالب المحتجون بإنهاء حكم رئيس الوزراء فلاديمير بوتين.

وأعلن المكتب الإعلامي للشرطة في العاصمة الروسية موسكو اعتقال أكثر من 300، بينما كانوا يحاولون تنظيم مسيرة احتجاج للتنديد بسير عملية الانتخابات التشريعية.

ومن بين المعتقلين المدون المناهض للفساد إلكسي نافالني والمعارض إيليا ياشين، اللذان قالت الشرطة إنهما "دعوا بقوة إلى عصيان أوامر الشرطة".

احتجاج

 جانب من المظاهرات الاحتجاجية في موسكو(الفرنسية)
 جانب من المظاهرات الاحتجاجية في موسكو(الفرنسية)

وتجمع آلاف الروس مساء أمس في موسكو، وسان بطرسبرغ للاحتجاج على التزوير وسير العملية الانتخابية التي شهدت حصول حزب روسيا الموحدة الذي يتزعمه رئيس الوزراء فلاديمير بوتين على الغالبية المطلقة في مجلس النواب (الدوما).

وفي موسكو تجمع أكثر من 3000 شخص غالبيتهم من الشبان تحت أمطار غزيرة في وسط المدينة للتنديد بالطريقة التي جرت بها الانتخابات.

وتجمع المحتجون في بداية الأمر في شارع سمح لهم بتنظيم مسيرة فيه، ووصفوا الانتخابات بأنها مخزية، ورددوا عبارة "روسيا بلا بوتين".

وحاول الكثير من المحتجين الخروج من الشارع لكن تصدت لهم الشرطة التي قسمت حشد المحتجين إلى جزأين، واعتقل الكثير من المحتجين، وتمكن عشرات المحتجين من اختراق صفوف الشرطة والتوجه إلى الكرملين، وألقت الشرطة القبض على 30 محتجا على الأقل قرب الكرملين حيث زجت بهم في حافلات.

وفي سان بطرسبرغ، تجمع أكثر من 200 شخص في وسط المدينة في تجمع غير مرخص له. وأعلن المتحدث باسم الشرطة هناك فياتشيسلاف ستبتشنكو اعتقال 100 شخص هناك.

البعثة الأوروبية:
التصويت كان منظما جدا، لكن نوعية العملية تدهورت بشكل كبير خلال فرز الأصوات الذي تميز بانتهاكات عدة

انتهاكات
وفيما يتعلق بالموقف الأوروبي والأميركي من تلك الانتخابات أكد مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أمس أنهم سجلوا حدوث "انتهاكات" بما فيها "حشو صناديق الاقتراع" ببطاقات تصويت أثناء الانتخابات التشريعية.

ولفتت بعثة مراقبي المنظمة إلى أن التصويت "كان منظما جدا، لكن نوعية العملية تدهورت بشكل كبير خلال فرز الأصوات الذي تميز بانتهاكات عدة في العملية، وخصوصا مع مؤشرات على حشو صناديق اقتراع ببطاقات تصويت".

ومن جهتها، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن لدى الولايات المتحدة "تخوفات جدية" بشأن الطريقة التي أدارت بها روسيا الانتخابات التشريعية، مستشهدة في ذلك بالتقرير الأولي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وأضافت "كما أننا قلقون بشأن معلومات عن تعرض مراقبي انتخابات روس مستقلين للمضايقة، وعن تعرض مواقعهم الإلكترونية لهجمات".

الشرطة تعتقل أحد المحتجين (الفرنسية)
الشرطة تعتقل أحد المحتجين (الفرنسية)

النتائج
وحصل حزب روسيا الموحدة بزعامة بوتين -بموجب نظام معقد لتوزيع المقاعد مرتبط بكيفية الاقتراع- على 238 مقعدا من أصل 450 أي 12 مقعدا أكثر من الغالبية المطلقة، لذلك لن يكون الحزب بحاجة لأي تحالف لتشكيل الحكومة.

وجاء الحزب الشيوعي في المرتبة الثانية ونال 92 مقعدا، فيما حصل حزب روسيا العادلة (وسط-يسار) على 64 مقعدا، والحزب الليبرالي الديمقراطي (قومي) على 56، كما أعلن رئيس اللجنة الانتخابية المركزية فلاديمير تشوروف.

واحتسب توزيع المقاعد النيابية على أساس عمليات الفرز في 96% من مراكز التصويت. وحصد حزب روسيا الموحدة 49,54% من الأصوات وهو مستوى مرتفع جدا لكنه يمثل تراجعا بحوالي 15 نقطة مقارنة بالنتيجة التي حققها في انتخابات 2007 (64,3%).

وكان حزب بوتين حصل آنذاك على 315 مقعدا في الدوما، ليخسر بذلك 77 نائبا وغالبية الثلثين التي سمحت له بتعديل الدستور.

المصدر : وكالات