طمأنة إسلامية وتخوّف مسيحي بنيجيريا

زياد بركات / قراءة فتحي اسماعيل

التفجيرات تثير مخاوف من نشوب حرب طائفية بين المسلمين والمسيحيين

أكد رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في نيجيريا محمد سعد أبو بكر أمس أن ما يحدث في البلاد ليس صراعا بين المسلمين والمسيحيين "بل صراع بين أشرار وخيرين" في وقت عبر فيه مسيحيون عن خشيتهم من أن تؤدي تفجيرات الكنائس التي تنسب لجماعة بوكو حرام إلى حرب طائفية.

وقال سعد، وهو أيضا سلطان ولاية سوكوتو بالشمال، بعد اجتماعه مع رئيس البلاد غودلاك جوناثان "أود أن أؤكد لجميع النيجيريين أنه ليس هناك أي نزاع بين المسلمين والمسيحيين أو بين الإسلام والمسيحية".

ووصفه بأنه "نزاع بين أناس أشرار وأناس خيرين. الخيرون يفوقون الأشرار عددا، عليهم إذاً أن يوحدوا قواهم للتصدي للأشرار، تلك هي الرسالة".

وتابع "نريد أن نؤكد لإخواننا المسيحيين وللزعماء المسيحيين أننا نقف إلى جانب الحق وفق ما يمليه علينا ديننا ونواصل العمل من أجل عظمة هذا البلد".

وندد المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بأعمال العنف الأخيرة في بيان. وقال "على عناصر الأمن أن يعتقلوا مرتكبي هذه الأعمال الجبانة ليواجهوا عقوبة القانون مهما كان موقعهم، ليكون ذلك رادعا للآخرين".

من جانبه دعا مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي أوويي أزازي المسيحيين إلى عدم الثأر من الهجوم -الذي تتهم به بوكو حرام- على كنيسة في مادالا قرب العاصمة أبوجا.

وقال أزازي "نحن جميعا نيجيريون. ليس ثمة نزاع بين المجموعتين المسيحية والمسلمة. الثأر ليس ردا، فإلى أين سيؤول العنف إذا قمتم بالثار؟ على نيجيريا أن تبقى كأمة".

سايدو دوجو: نخشى أن يتدهور الوضع إلى حرب دينية
سايدو دوجو: نخشى أن يتدهور الوضع إلى حرب دينية

مخاوف
وقال مسيحيون من الشمال أمس الثلاثاء إنهم يخشون من أن تؤدي سلسلة التفجيرات الأخيرة التي استهدفت كنائس بمناسبة أعياد الميلاد إلى حرب طائفية في البلاد.

وجاء التحذير في بيان للفرع الشمالي للرابطة المسيحية في نيجيريا، وهي منظمة تضم طوائف مسيحية عدة منها الكاثوليك والبروتستانت.

ودعا الأمين العام للمنظمة بالأقاليم الشمالية سايدو دوجو زعماء المسلمين إلى السيطرة على أتباعهم، وقال إن المسيحيين سيضطرون للدفاع عن أنفسهم ضد أي هجمات أخرى في المستقبل.

وأضاف "نخشى أن يتدهور الوضع إلى حرب دينية وربما لا تتمكن نيجيريا من تفاديها".

اقرأ أيضا

نيجيريا.. صراع يتجدد

وتهدد الهجمات بإحياء العنف الطائفي المتبادل بين الشمال ذي الأغلبية المسلمة والجنوب الذي تقطنه أغلبية مسيحية.

وتنسب التفجيرات التي خلفت نحو أربعين قتيلا نيجيريا إلى جماعة بوكو حرام.

وكان الهجوم الذي استهدف كنيسة سانت تيريزا الكاثوليكية في مادالا الواقعة على أطراف العاصمة الأكثر دموية، حيث خلف 27 قتيلا على الأقل ودمر مباني مجاورة وسيارات وقت خروج المصلين من الكنيسة عقب قداس عيد الميلاد.

وألقت قوات الأمن باللائمة على بوكو حرام أيضا في انفجارين بالشمال استهدفا منشآتها، وأكد مسؤولون أن 32 قتلوا في موجة الهجمات بأنحاء نيجيريا، لكن وسائل إعلام محلية أشارت إلى أن عدد الضحايا أكبر من ذلك.

يُذكر أن قوات الجيش النيجيري نظمت حملة واسعة ضد بوكو حرام عام 2009 أسفرت عن قتل مئات من الحركة ومنهم زعيمها محمد يوسف. 

المصدر : وكالات