عفو غير مسبوق في كوبا

Cuban President Raul Castro (L) and First Vice-President Jose Ramon Machado attend the second annual session of the National Assembly


الرئيس كاسترو (يسار) أعلن العفو عن ثلاثة آلاف سجين بينهم 86 أجنبيا (الفرنسية)

أعلن الرئيس الكوبي راؤول كاسترو الجمعة عفوا غير مسبوق عن نحو ثلاثة آلاف سجين بينهم 86 أجنبيا، وكرر نيته إجراء إصلاح "تدريجي" لقانون الهجرة عبر تخفيف قيود السفر المفروضة على الكوبيين منذ نصف قرن.


وقال كاسترو في كلمة أمام الجمعية الوطنية إنه أخذ في الاعتبار الزيارة البابوية المقبلة وطلبات من كبار مسؤولي الكنيسة الكاثوليكية في كوبا وأفراد عائلات السجناء، وأضاف أن هذا العمل يثبت "سخاء وقوة" الثورة الكوبية.


ومن بين من سيتم الإفراج عنهم بعض المدانين بارتكاب جرائم ضد "أمن الدولة" ولكن المتحدث باسم الحكومة قال إنهم لم يسجنوا لأسباب سياسية.


وكانت كوبا قد أفرجت عن أكثر من مائة سجين سياسي في صفقة توسطت فيها الكنيسة الكاثوليكية عام 2010، وقال معارضون كوبيون إنه مازال يوجد في السجون نحو ستين شخصا على الأقل لأسباب سياسية.


وقلل رئيس المفوضية الكوبية لحقوق الإنسان اليزارو سانشيز من أهمية الإفراج عن السجناء وانتقد الحكومة لعدم قولها أي شيء عن "تعميق ممارسة حقوق الإنسان".


وقالت الحكومة إن من بين من سيتم الإفراج عنهم سجناء تزيد أعمارهم على ستين عاما وسجناء مرضى ونساء وبعض السجناء الصغار والذين ليس لهم سجل إجرامي سابق. وقال كاسترو إن 86 من هؤلاء السجناء أجانب من 25 دولة.


وصرح متحدث باسم الحكومة بأن هؤلاء الذين يشملهم العفو ليس من بينهم الأميركي آلان غروس الذي يقضي عقوبة بالسجن 15 عاما لعمله من أجل إنشاء معدات إنترنت في كوبا بموجب برنامج أميركي سري.


وأقرت السلطات الأميركية بأن غروس الذي اعتقل في ديسمبر/ كانون الأول 2009 فيما كان يسلم معارضين كوبيين أجهزة اتصال بواسطة الأقمار الصناعية، كان يعمل لحساب جهة متعاقدة مع برنامج المساعدة التابع لوزارة الخارجية، لكنها رفضت دائما الحكم الصادر بحقه وطالبت بالإفراج عنه.


وكررت السلطات الأميركية أن بقاء غروس (62 عاما) سجينا في كوبا لن يتيح أي تحسين للعلاقات بين كوبا والولايات المتحدة اللتين لا تقيمان علاقات دبلوماسية منذ 1961.


أكرر نيتي أن
أدخل تدريجا التعديلات المطلوبة بالنسبة إلى هذه الاشكالية المعقدة المتصلة بقانون الهجرة

قوانين الهجرة
وفي ختام الدورة السنوية الثانية للجمعية الوطنية، تطرق الرئيس الكوبي بحذر إلى سياسة الهجرة في كوبا والتي يتطلع الكوبيون إلى إصلاحها بعد تحرير سوقي السيارات والمساكن هذا الخريف. وشدد كاسترو على أن هذا الإصلاح سيتم "من دون ضغوط".


وقال "كثيرون يرون أن من المُلح تطبيق سياسة جديدة للهجرة عبر نسيان الظروف الاستثنائية التي تعيشها كوبا، في ظل الحصار الذي تفرضه علينا سياسة التدخل من جانب حكومة الولايات المتحدة".


وأضاف "أكرر نيتي أن أدخل تدريجا التعديلات المطلوبة بالنسبة إلى هذه الاشكالية المعقدة" المتصلة بقانون الهجرة.


ومن بين التدابير التي يتم درسها إلغاء تراخيص الدخول والخروج وإبطال مفهوم الهجرة "النهائية" الذي يتيح للدولة مصادرة كل ممتلكات المهاجر ومنعه من العودة إلى كوبا.


وكان كاسترو تحدث بالدورة البرلمانية السابقة عن إعداد هذا الإصلاح في إطار "تحديث" النظام الذي بدأه منذ خلف شقيقه فيدل كاسترو في يوليو/ تموز 2006.

وأكد يومها أن اصلاحا مماثلا ينبغي أن يشكل "مساهمة في تحسين صلات الأمة مع مجتمع المهاجرين" مشددا على أنه يهدف إلى "وضع حد لقيود غير ضرورية".

المصدر : وكالات