الذرية: إيران سعت لسلاح نووي

r_A view of the Arak heavy-water project, 190 km (120 miles) southwest of Tehran, in this August 26, 2006 file photo. Iran's envoy to the U.N. nuclear watchdog said on Tuesday that

undefined

قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير نشرت مقتطفات منه أمس الثلاثاء إن إيران عملت على تصميم لسلاح نووي, وعبرت عن قلقها الشديد بشأن أبعاد البرنامج النووي الإيراني, وهو ما نفته بشدة طهران التي أكدت أنها ليست بحاجة إلى أسلحة نووية.

ورجحت الوكالة في التقرير الذي تنشره اليوم الأربعاء أن إيران لا تزال تجري بحوثا تتعلق بالأسلحة النووية.

وقالت في التقرير الذي قد يحيله مجلس محافظيها إلى مجلس الأمن الدولي الأسبوع المقبل إن "لديها بواعث قلق جدية فيما يتعلق بالأبعاد العسكرية المحتملة لبرنامج إيران النووي".

مستندات الوكالة
ويضم تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يقع في 15 صفحة مرفقة بملحق من 13 صفحة وصفا فنيا للأبحاث النووية التي قام بها الإيرانيون.

مجلس محافظي الوكالة الذرية قد يحيل ملف إيران مجددا إلى مجلس الأمن (الفرنسية)
مجلس محافظي الوكالة الذرية قد يحيل ملف إيران مجددا إلى مجلس الأمن (الفرنسية)

ونقلت الوكالة في تقريرها عن مصادر وصفتها بالموثوقة بيانات تشير إلى أن إيران "قامت بأنشطة ذات صلة بصنع شحنة نووية متفجرة".

وجاء في التقرير "تشير المعلومات أيضا إلى أنه قبل نهاية العام 2003 كانت تلك الأنشطة تجرى في إطار برنامج منهجي, ويحتمل أن بعض الأنشطة ما زالت مستمرة".

ووفقا للوكالة, فإن الأبحاث النووية الإيرانية شملت نماذج كمبيوتر لا يمكن استخدامها إلا لتطوير ما يساهم في إطلاق قنبلة نووية. وأضافت أن إيران سعت لتصميم سلاح نووي يمكن وضعه على رؤوس حربية يمكن إطلاقها بواسطة صواريخها الباليستية من طراز" شهاب 3″ متوسط المدى.

ويضم التقرير "أدلة" جمعت خلال ثماني سنوات تظهر أن إيران عملت على إعادة تصميم وتصغير نموذج عن سلاح نووي باكستاني باللجوء إلى شركات تشكل واجهة لها وخبراء أجانب. وتقول الوكالة إن إيران استمرت في العمل على الأسلحة حتى العام 2010 على الأقل.

تقرير سياسي
وسارعت إيران إلى رفض ما ورد في التقرير بشأن سعيها إلى إنتاج سلاح أو أسلحة نووية. ووصف مبعوثها لدى الوكالة الذرية علي أصغر سلطانية التقرير بالمتحيز وغير المهني, قائلا إن له دوافع سياسية.

وأضاف أن التقرير لا يتضمن جديدا, معتبرا أن نشر الوكالة لهذا التقرير يضر بسمعتها. وكان وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي قد استبق أيضا نشر التقرير ونعته بالسياسي, وقال إن الغرب لا يملك أي دليل على أن لدى إيران برنامجا نوويا عسكريا.

أحمدي نجاد قال إن برنامج بلاده النووي لا يهدد المنطقة (رويترز)
أحمدي نجاد قال إن برنامج بلاده النووي لا يهدد المنطقة (رويترز)

وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قال قبل نشر التقرير إنه لا يرى أي تهديد للمنطقة من برنامج بلاده النووي, وأضاف أن طهران لا تمتلك قنبلة نووية وإنما إسرائيل هي التي تمتلك ترسانة نووية قدرت بـ300 رأس نووي.

وفي الوقت نفسه, قال وزير الدفاع الإيراني تعقيبا على تكهنات بهجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية إن إيران قادرة على صد أي تهديد.

إسرائيل وإيران
وقبل نشر مقتطفات من تقرير الوكالة الذرية, كرر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن حكومة بنيامين نتنياهو لم تتخذ قرارا بشن عملية عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية, وهي فرضية زادت التكهنات بشأنها في الأيام الماضية.

وقالت القناتان الثانية والعاشرة في التلفزيون الإسرائيلي إن التقرير يسمح لإسرائيل بأن تنتظر أسابيع أو أشهرا كي ترى ما إذا كانت المجموعة الدولية ستفرض عقوبات صارمة على إيران. وقد دعا وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى فرض مثل هذه العقوبات.

خيار العقوبات
بيد أن مسؤولين أميركيين استبعدوا اليوم الثلاثاء عقب نشر مقتطفات من التقرير أن تشمل تلك العقوبات البنك المركزي وقطاع النفط والغاز في إيران. وقال أحد المسؤولين لرويترز إن العقوبات الإضافية ربما تشمل بنوكا تجارية أو شركات واجهة لمصالح إيرانية.

وفي وقت لاحق, قال مسؤول أميركي إن بلاده ستزيد الضغط على إيران بما في ذلك عبر العقوبات في حال لم ترد على الأسئلة المتعلقة ببرنامجها النووي.

وكان وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه صرح في وقت سابق الثلاثاء بأن فرنسا ستدعم فرض عقوبات أقوى على إيران في حال أشار تقرير الوكالة الذرية إلى أنها تحاول تطوير أسلحة نووية.

وأضاف أنه "إذا أثبت التقرير أن برنامج إيران النووي له طموحات عسكرية فإن ذلك من شأنه زعزعة استقرار المنطقة بصورة خطيرة".

في المقابل, انتقدت الخارجية الروسية اليوم الكشف عن محتوى التقرير على نطاق واسع بعدما كان الرئيس ديمتري مدفيدف حذر قبل ذلك من عواقب أي تصعيد برنامج إيران النووي.

المصدر : وكالات