كارلوس في محاكمته: أنا ثوري محترف
وصف الفنزويلي إيليش راميريز سانشيز المعروف بكارلوس (62 عاما) نفسه بأنه "ثوري محترف" في اليوم الأول من محاكمته التي بدأت في باريس، نافيا ضلوعه في تفجيرات وقعت بين 1982 و1983 في فرنسا وقتلت 11.
وكان كارلوس قال لصحيفة "أل ناسيونال" الفنزويلية قبيل المحاكمة إنه وراء أكثر من مائة هجوم وقع القرن الماضي، قتل فيها بين 1500 وألفيْ شخص، لكن ضحاياها المدنيين كانوا قليلين جدا.
وقبل ذلك بشهر قال كارلوس لإذاعة فرنسية إنه ما زال يشعر بأنه مولع بالنضال.
وينفي كارلوس ضلوعه في تفجيرات سنتيْ 1982 و1983 التي جرح فيها أيضا 150 شخصا.
وحكم على كارلوس قبل 14 عاما بالسجن المؤبد في فرنسا بعد أن أدانته محكمة جنايات عادية بقتل مدني وشرطيين في 1975، لكنه يمثل هذه المرة أمام محكمة مختصة في شؤون الإرهاب.
وينفي كارلوس التهمة التي أدين بها في 1997، ويصف الملف الذي بنيت على أساسه بـ"الملفق".
وتحظى محاكمة كارلوس -الذي مثل أمام القضاة مرتديا سروال جينز وسترة زرقاء وبدا منشرحا- بتغطية إعلامية واسعة، بالنظر إلى أنه أحد رموز حرب الجواسيس والاستخبارات في القرن الماضي.
غيابيا
ويحاكم مع كارلوس غيابيا ثلاثة من أعضاء مجموعته بينهم مساعده يوهانس فاينريخ المحكوم عليه بالمؤبد في بلده ألمانيا، وألمانيةٌ اسمها كريستا مارجو فروليخ تعيش حرة طليقة ولا يتوقع أن تسلمها برلين، إضافة إلى شخص اسمه علي كمال العيساوي لا يعرف مكان وجوده.
وحسب الادعاء فكارلوس العقل المدبر لهجمات 1982 و1983 وبصماته على رسالة تهديد أرسلها إلى وزير الداخلية الفرنسي حينها ليضغط من أجل الإفراج عن رفيقيه ماغدالينا كوب -التي تزوجها لاحقا- وبرونو بيغيه.
ويتوقع أن تستمر محاكمة كارلوس حتى منتصف الشهر المقبل، ويمثل فيها للإدلاء بشهادتهم نحو عشرين شخصا، بينهم أقارب ضحايا وخبراء وشركاء سابقون له.
ويدافع عن كارلوس فريقٌ من المحامين بينهم زوجته إيزابيل كوتون بايري التي تزوجها في السجن قبل عشر سنوات.
وينتقد محامو كارلوس قضاء فرنسا لأنه أهمل حسبهم دراسة فرضيات أخرى, ويشككون في صحة وثائق استخبارية لدول كانت في حلف وارسو، سمح كشفها بعد 1989 باستئناف التحقيق في الهجمات المنسوبة إلى المتهم، كما يدينون عزل موكلهم عشرة أيام لإجرائه مقابلة صحفية.
ويواجه كارلوس، إن أدين، عقوبة قصوى هي السجن مدى الحياة.
وبين أبرز الهجمات التي نفذها كارلوس هجوم استهدف اجتماعا لأوبك في فيينا في 1975، واحتجز فيه 11 وزيرا من الكارتل النفطي.
واعتقلت الاستخبارات الفرنسية كارلوس في السودان في 1994 حيث لجأ إليه بعد مغادرته سوريا في 1991 في عملية يصفها محاموه بأنها اختطاف.