تجسس أميركي على حزب الله وإيران

. AFP - The Central Intelligence Agency (CIA) logo is displayed in the lobby of CIA Headquarters in Langley, Virginia, on August 14, 2008. Gen. Michael Hayden, who was replaced as CIA chief earlier this year by President Barack Obama, assailed Obama's decision last week to release "Top Secret" memos
شعار سي.آي.أي على مدخل البهو الرئيسي لمقر الوكالة في منطقة لانغلي بولاية فيرجينيا (الفرنسية)
شعار سي.آي.أي على مدخل البهو الرئيسي لمقر الوكالة في منطقة لانغلي بولاية فيرجينيا (الفرنسية)

ذكر تقرير أميركي أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) اضطرت لتعليق عمليات التجسس في لبنان بعد اعتقال العديد من مخبريها إثر تمكن حزب الله اللبناني وإيران من كشفهم، في حين أشار تقرير آخر إلى أن أكثر من 12 جاسوسا للوكالة اعتقلوا في إيران ولبنان.

 
فقد نقلت صحيفة لوس أنجلوس تايمز عن مسؤولين أميركيين ومصادر أخرى تأكيدهم أن سي.آي.أي أُجبرت على تعليق أنشطتها في لبنان -الذي يعتبر مركزاً أساسياً لعملياتها في الشرق الأوسط- بعد اعتقال العديد من مخبري الوكالة في بيروت هذا العام.
 
وقال مصدر -لم تذكر الصحيفة هويته- إن محطة بيروت متوقفة عن العمل منذ العام الماضي بعد فضح 12 مخبرا للمخابرات المركزية الأميركية في وقت شكك مسؤولون أميركيون في هذا الرقم.
 
وكشفت الصحيفة أن مسؤولين في الوكالة أبلغوا أعضاء في الكونغرس بالموضوع، وزار النائب مايك روجرز الذي يرأس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي بيروت مؤخراً حيث قابل عناصر من سي.آي.أي، وذلك في إطار مهمة اللجنة لتحديد مسؤولية هذا الخرق الخطير ومقدار الضرر الواقع على عمليات الوكالة.
 

من مظاهرة سابقة لقوى سياسية لبنانية أمام مقر السفارة الأميركية في بيروت (الفرنسية)
من مظاهرة سابقة لقوى سياسية لبنانية أمام مقر السفارة الأميركية في بيروت (الفرنسية)

بيتزا

وقالت مصادر أخرى إن عملاء سي.آي.أي التقوا بمخبرين لبنانيين في أحد فروع مطعم بيتزا هات مما سمح للسلطات اللبنانية ولحزب الله بتحديد الأشخاص الذين ساعدوا عملاء الوكالة الأميركية حيث أقر مسؤولون داخل الوكالة بأن عملاءهم في لبنان اتبعوا أساليب خرقاء أدت إلى فضحهم.
 
وقال أربعة مسؤولين حاليين وسابقين في سي.آي.أي إن حزب الله استطاع اكتشاف مكان اجتماع عملاء وكالة المخابرات المركزية الأميركية مع المخبرين اللبنانيين عبر اثنين من عناصره اللذين كانا عميلين مزدوجين، ومن ثم تحديد هوية 12 مخبرا على الأقل وهوية العديد من عملاء سي.آي.أي والكشف عن معظم الشبكة التي كانت تعمل ضده.
 
وذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز نقلاً عن مصدر استخباراتي أنه في عام 2001 حذّر مسؤولون أمنيون من أن عملاء سي.آي.أي اللبنانيين يمكن أن يتم تتبعهم عبر التنصت الهاتفي، لكن مدير محطة الوكالة في بيروت -الذي لم تكشف الصحيفة عن اسمه- تجاهل التحذير بقوله "اللبنانيون أصدقاؤنا ولا يمكن أن يفعلوا ذلك بنا".
 
حزب الله
وفي يونيو/حزيران الماضي أعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله اعتقال ثلاثة من أعضاء الحزب، بينهم اثنان مرتبطان بسي.آي.أي والثالث مرتبط إما بالوكالة الأميركية وإما بالاستخبارات الأوروبية أو نظيرتها الإسرائيلية (موساد)، موضحا أن عملاء سي آي.أي -الذين يعملون في لبنان بغطاء دبلوماسي- جُندوا منذ مطلع عام 2011، وهو الأمر الذي نفته السفارة الأميركية في بيروت.
 
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن بوب باير –وهو ضابط عمليات سابق في سي.آي.أي- قوله إن نجاح حزب الله في الكشف عن الجواسيس يرجع إلى اكتسابه قوة كبيرة أجبرت قوات الأمن التابعة للحكومة اللبنانية على تسليمه معدات اتصال وتجسس حساسة أمدتها بها الحكومة الأميركية واستخدمها الحزب في التعرف على مخبري سي.آي. أي وملاحقتهم.
 
ورفضت وكالة المخابرات المركزية الأميركية التعليق على هذه الأنباء، في حين نفى مسؤولون أميركيون المزاعم التي نشرتها لوس أنجلوس تايمز الاثنين بأن عمليات الوكالة في لبنان أصيبت بالشلل نتيجة الإجراءات التي اتخذها حزب الله رغم أن مسؤولين آخرين أميركيين أكدوا لرويترز أن بعض مخبري الوكالة المكلفين بجمع المعلومات عن حزب الله وإيران تضرروا كثيرا، وأن أي خسارة من هذا النوع تضر بالجهود الأميركية لجمع المعلومات.
المصدر : وكالات