واشنطن تؤكد الالتزام بالعراق وتحذر إيران

r_A worker gives directions to load up a humvee as the U.S. troops prepare to leave Iraq at Balad Base, 80 km (50 miles) north of Baghdad August 27, 2010

الجيش الأميركي بدأ بجمع عتاده تمهيدا لمغادرة العراق (رويترز-أرشيف)

قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن الالتزام الأميركي تجاه "المستقبل الديمقراطي للعراق" ما زال قويا رغم الانسحاب المقرر نهاية العام، ووجهت تحذيرا مبطنا لإيران بعدم التدخل في شؤونه في حين استبعد رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أن يتأثر الوضع الأمني أو أن يتعرض البلد لهجوم من دول الجوار جراء الانسحاب.

وأكدت كلينتون في مؤتمر صحفي اليوم السبت في دوشنبه عاصمة طاجيكستان "حتى مع عودة قواتنا للوطن سيظل التزام الولايات المتحدة تجاه مستقبل العراق كدولة آمنة ومستقرة وديمقراطية قويا كما كان، وسيبدأ فصلا جديدا في علاقاتنا".

ومن دون ذكر إيران بالاسم، حذرت كلينتون جيران العراق من التدخل مشددة على أن "الولايات المتحدة والعراق سيبقيان حليفان مقربان". 

وأضافت "وإلى بلدان في المنطقة، خصوصا جيران العراق، نريد أن نؤكد أن أميركا ستقف مع حلفائنا وأصدقائنا، بما في ذلك العراق، في الدفاع عن أمننا ومصالحنا المشتركة".

وأشارت إلى أن الحضور الأميركي سيكون متواصلا في جميع أنحاء المنطقة، وهو "دليل على التزامنا المستمر بالعراق وبمستقبل تلك المنطقة".

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما تعهد أمس الجمعة بسحب كل القوات الأميركية في 31 ديسمبر/كانون الأول المقبل باستثناء بعض القوات التي ستبقى لتوفير الأمن للسفارة الأميركية وبعض المكاتب.

لكن بعض المنتقدين اعتبروا أن هذا الانسحاب يعطي إيران فرصة لزيادة نفوذها في العراق.

المالكي استبعد تأثر الوضع الأمني بالانسحاب(رويترز-أرشيف)
المالكي استبعد تأثر الوضع الأمني بالانسحاب(رويترز-أرشيف)

تصريحات المالكي
من جهته، استبعد رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أن يتأثر الوضع الأمني في العراق بانسحاب القوات الأميركية، أو تعرض بلاده لعملية عسكرية من دول الجوار، كما أشار إلى أن عدد المدربين الأميركيين وفترة بقائهم في العراق ستحدد ضمن عقود الأسلحة التي سيتم شراؤها، وستكون بدون حصانة لكنه لم يحدد العدد.

وقال المالكي للصحفيين في بغداد "نحن نراهن على علاقات العراق الخارجية، وسياسته الحالية لا تعطي فرصة لمن يريد أن يتجاوز على العراق إلا إذا كان لديه تصميم، وهذا لا يوجد في المنطقة حاليا وفي ظل هذه الظروف".

وأضاف أن "العالم لم يعد كما كان يتصور صدام حسين الذي غزا الكويت وبالتالي أدخل نفسه والبلد والمنطقة في أزمة، لم يعد هذا لأنه جنون ولم يعد أحد يفكر أن يتجاوز على سيادة دولة مجاورة".

وأوضح "نحن عندما نتحدث عن تجهيز الجيش العراقي بالسلاح حتى عام 2020 إنما نتحدث عن استكمال البناء 100% لكن لا يعني هذا أننا لا نملك القوة في رد العدوان الذي قد يخترق سيادة العراق. نحن لدينا قوة، ومن أراد أن يتورط في دخول العراق سوف يجد ردا قويا ليس فقط بالطائرة أو الدبابة، وإنما أساليب عدة".

وأكد المالكي "أنا لست قلقا والأمر ليس هكذا ولا يوجد في المنطقة من يفكر بأن يخترق العراق، والعراق ليس سهلا بجيشه الحالي وهو على قدر جيد للدفاع عن نفسه".

وأعلن أن القوات الأميركية ستنسحب من العراق في الموعد المحدد نهاية العام الحالي معتبرا أن ذلك "مناسبة تاريخية للشعب العراقي".

وأوضح أن "انسحاب القوات الأميركية يزيل كافة مبررات الجماعات الإرهابية لإراقة الدماء في العراق". وذكر أن "المدربين سيتواجدون دون حصانة ولم يتم بعد تحديد العدد".

وأضاف "لقد طوينا صفحة العمل العسكري وانتقلنا إلى مرحلة جديدة للتعاون الدبلوماسي بين العراق والولايات المتحدة الأميركية على أساس الاحترام المتبادل".

المصدر : وكالات