صعوبات بتشكيل الحكومة السويدية

سمير شطارة
 
تتجه أنظار السويديين إلى رئيس الوزراء فريدريك راينفيلت بعد فوز ائتلافه الحاكم الذي يمثل يمين الوسط في الانتخابات البرلمانية التي أجريت الأحد وأسفرت عن دخول اليمين المتطرف إلى البرلمان لأول مرة. ويرى مراقبون أن النتائج خلقت حالة من الفوضى السياسية حيث يواجه راينفيلت مهمة صعبة في تشكيل حكومة جديدة بعد أن خسر الأغلبية.
 
واعترف رئيس الوزراء بأن نتيجة الانتخابات خلقت "غموضا"، وقال إن ائتلافه يعتزم البقاء في السلطة لأنه الفائز بأعلى الأصوات وينوي الاتصال بحزب الخضر للحصول على تأييده.
 
ولكن المسؤولة في حزب الخضر ماريا فيترستراند استبعدت من حيث المبدأ أن يدعم حزبها حكومة راينفيلت، مشيرة إلى وجود خلافات بشأن موضوعات الرفاهية الاجتماعية والمناخ والبيئة.   
 
وتكمن المعضلة السياسية في مقدرة رئيس الوزراء على إقناع أحد الأحزاب في تكتل المعارضة في التعاون معه، وإلا فإنه سيواجه خيار أن يحكم السويد بحكومة أقلية، مما يتيح لليمين المتطرف القيام بدور المفسد في البرلمان وفق المراقبين.

 زعيمة الحزب الديمقراطي الاشتراكي مونا سالين (يسار) أقرت بهزيمة المعارضة (رويترز)
 زعيمة الحزب الديمقراطي الاشتراكي مونا سالين (يسار) أقرت بهزيمة المعارضة (رويترز)

نتائج بلا أغلبية

وأفادت النتائج الأولية بأن ائتلاف راينفيلت فاز بنسبة 49.3% من الأصوات اعتمادا على الأرقام من كافة الدوائر. وحصلت المعارضة الاشتراكية والخضر على نسبة 43.6%.
 
وحرم الحزب الديمقراطي السويدي اليميني المتطرف الكتلتين من الحصول على أغلبية بحصوله على 5.7% من الأصوات.
 
وتترجم النتائج إلى حصول ائتلاف راينفيلت على 172 مقعدا من مقاعد البرلمان، أي أقل من الأغلبية بثلاثة مقاعد بينما ضمنت المعارضة -وتضم الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر وحزب اليسار- الحصول على 157 مقعدا.
 
في المقابل، حقق اليمين المتطرف المتمثل بحزب "ديمقراطيي السويد" تقدما تاريخيا على الساحة السياسية السويدية بحصوله على عشرين مقعدا. ويؤخذ على الحزب عنصريته وعداؤه للمهاجرين.
 
وبات راينفيلت -الذي كان يملك أغلبية في المجلس السابق- يصطدم باليمين المتطرف الذي أصبح بمقاعده العشرين يملك قدرة التعطيل أو الفصل في البرلمان.
 

زعيم حزب اليمين المتطرف جيمي إيكسون تعهد بعدم إثارة الفوضى (رويترز)
زعيم حزب اليمين المتطرف جيمي إيكسون تعهد بعدم إثارة الفوضى (رويترز)

نهاية حقبة

وقال محللون إنه بإمكان رئيس الوزراء في نهاية المطاف إذا اضطر، الدعوة إلى انتخابات جديدة. ومع الضربة التي تعرض لها الائتلاف الحاكم في هذه الانتخابات وخصوصا الاختراق الذي حققه اليمين المتطرف، تحدثت الصحافة السويدية الاثنين عن "نهاية حقبة".
 
وكتبت صحيفة (داغنز نيهيتر) في افتتاحيتها "ولى الزمن الذي كان فيه حزب واحد يهيمن على السلطة ويستطيع اتخاذ القرارات في كل الشؤون".
 
وهذه هي المرة الأولى منذ نحو قرن التي يتم فيها إعادة انتخاب حكومة يمينية في بلد هيمن فيه الاشتراكيون الديمقراطيون إلى حد كبير على الساحة السياسية. وهي المرة الأولى أيضا التي يدخل فيها اليمين المتطرف البرلمان بعدما اجتاز حزب "ديمقراطيي السويد" عتبة الـ4% من الأصوات اللازمة.
 
لكن زعيم حزب اليمين المتطرف جيمي إيكسون (31 عاما) تعهد بعدم إثارة الفوضى بعد دخول حزبه إلى البرلمان. وقال أمام مؤيديه "لن نثير المشاكل بل سنتحمل مسؤولياتنا. هذا هو وعدي لشعب السويد". وأضاف "اليوم كتبنا التاريخ السياسي، إنه أمر رائع".
 
من جهتها أسفت الصحافة السويدية الاثنين لهذا الاختراق، وكتبت صحيفة إكسبرسن في افتتاحيتها إن "مساحة الاعتدال تراجعت والقوى الظلامية نجحت في احتجاز الديمقراطية السويدية رهينة"، داعية راينفيلت إلى السعي فورا للحصول على دعم حزب الخضر.
 
وكانت هيئة الانتخابات قد أعلنت أن النتائج النهائية من المقرر أن تعلن بعد غد الأربعاء بعد إعادة الفرز. وأوضحت الأرقام الأولية أن حجم إقبال الناخبين بلغ 82%، وكانت نسبتها 80% في انتخابات عام 2006. وكان سبعة ملايين ناخب قد دعوا إلى صناديق الاقتراع لاختيار أعضاء مجلس النواب الذي يضم 349 عضوا لولاية من أربع سنوات.
المصدر : وكالات