إخماد حريق الغابات بشمال إسرائيل

r_A fire-fighting aircraft from Turkey drops water over a forest fire near Ein Hod, on Mount Carmel near the northern city of Haifa December 5, 2010. Israeli Prime Minister Benjamin
طائرة تركية تساعد في إخماد الحرائق بشمال إسرائيل (رويترز)

سيطرت فرق الإطفاء على الحرائق التي اندلعت في منطقة الكرمل بشمال إسرائيل وخلفت 41 قتيلا, في وقت تواجه حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دعوات بإقالة مسؤولين.

 
وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزينفلد "كل الحرائق أطفئت رسميا مع حلول منتصف الليل".
 
وذكرت رويترز أن أمطارا غزيرة هطلت أثناء الليل ساعدت في جهود إخماد الحريق, مشيرة إلى أن ذلك يعد أمرا نادرا ولا سيما خلال شتاء جاف بالنسبة لإسرائيل.
 
وقال رئيس هيئة الإطفاء في إسرائيل شمعون روماح "تمكنا من السيطرة على الحريق, أقول هذا بابتسامة متحفظة، الناس فعلوا كل ما في وسعهم للوصول إلى هذه اللحظة، ولكن لا يمكن أن تبتسم ابتسامة حقيقية في مثل هذا اليوم".
 
في مقابل ذلك, حذر المتحدث باسم خدمات الإطفاء بوعاز ركياع من إمكانية اندلاع الحرائق مجددا. وحثت السلطات سكان منطقة حيفا على إبقاء نوافذهم مغلقة لتجنب التعرض للدخان أو مواد الإطفاء التي يشتبه في أنها تسببت في تهيجات جلدية لدى العديد من الأشخاص.
 

حكومة نتنياهو (يسار) واجهت اتهامات بالتقصير (الفرنسية-أرشيف)
حكومة نتنياهو (يسار) واجهت اتهامات بالتقصير (الفرنسية-أرشيف)

انتقادات


جاء ذلك وسط مطالبات أطلقها ساسة ومنتقدون باستقالة بعض المسؤولين لفشلهم في السيطرة على الحريق الذي أتى على 12 ألف فدان من الغابات والتَهَم ملايين الأشجار ودمر عشرات المنازل.
 
وفي هذا السياق, قال إسحاق هرتزوج وزير الرفاه المنتمي إلى حزب العمل الذي يمثل يسار الوسط لإذاعة الجيش الإسرائيلي "ينبغي أن نمعن التفكير على المستوى الوطني لنعرف كيف تمنى دولة متقدمة ومتطورة مثلنا بهذا الفشل الذريع".
 
وركزت أغلب الانتقادات على وزير الداخلية إيلي يشاي المسؤول عن الإشراف على خدمات الإطفاء والمنتمي لحزب شاس المتطرف وهو شريك رئيسي في الائتلاف الحاكم.
 
وقد عقد نتنياهو اجتماعا لحكومته أمس الأحد في طيرة الكرمل، وهي بلدة عصفت بها الحرائق، وتعهد بإعادة بناء المنطقة في أسرع ما يمكن، ووافق الوزراء على برنامج خاص مبدئي لمساعدات طارئة بقيمة 16.5 مليون دولار.
 
وطلب نتنياهو التحقيق في إجراءات الاستعداد والتعامل مع الحريق, في حين أمرت محكمة في حيفا باحتجاز مراهقين يشتبه في أنهما تسببا في اندلاع الحريق من خلال الإهمال، حتى الأربعاء القادم.
 


مساعدة دولية
يشار إلى أن عدة دول هبت لمساعدة إسرائيل على احتواء الحريق, حيث أعلن أن 34 طائرة ساعدت في المكافحة بينها طائرة عملاقة من طراز بوينغ 747 وصلت من الولايات المتحدة في وقت مبكر أمس الأحد.
 
وحلقت الطائرة التي تعد أكبر سلاح لمكافحة الحرائق من الجو فوق غابة الكرمل وألقت عليها حوالي 21 ألف غالون من الماء ومواد لإخماد اللهب.
 
وجاءت المساعدة من الضفة الغربية المحتلة حيث أرسل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ثلاث سيارات إطفاء وطاقم إطفاء إلى منطقة حيفا.
 
كما عبر عباس عن تعازيه لإسرائيل في القتلى وكان أغلبهم من الضباط المتدربين من مصلحة السجون وكانوا في طريقهم للمشاركة في إجلاء 500 نزيل من أحد السجون, وذلك طبقا لبيان إسرائيلي.
 
في مقابل ذلك, قال رئيس الوزراء في الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية "إن الحريق عقاب من الله" للاحتلال الإسرائيلي.
 

أردوغان: المساعدة كانت لأسباب إنسانية محضة (الأوروبية)
أردوغان: المساعدة كانت لأسباب إنسانية محضة (الأوروبية)

المساعدة التركية

من ناحية أخرى, قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده لا تزال تتوقع من إسرائيل "أن تعتذر وتغسل الدماء التي سالت" عندما قتلت قوات إسرائيلية خاصة تسعة ناشطين أتراك على متن سفينة كانت تحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة أواخر مايو/أيار الماضي.
 
جاء ذلك ردا على اتصال مع نتنياهو الذي وجه الشكر لأنقرة على مساعدتها في إطفاء الحرائق من خلال إرسال طائرات.
 
وقال نتنياهو إن لفتة تركيا ستكون فرصة لتحسين العلاقات بين البلدين، لكن أردوغان قال إن المساعدة في إخماد الحرائق تأتي لأسباب إنسانية محضة.
 
كما جاءت تصريحات أردوغان في الوقت الذي اجتمع فيه مسؤولان كبيران من وزارتي خارجية البلدين في سويسرا لمناقشة سبل تحسين العلاقات, وذلك طبقا لما ذكرته رويترز.
المصدر : وكالات