تفاؤل إسرائيلي حذر بإخماد الحريق

People look on as a firefighter plane drops water during a forest fire over the village of Ein Hod in the Carmel Forest close to Haifa
طائرات جاءت من دول عديدة للمشاركة في إخماد الحرائق المشتعلة (الأوروبية)

أعربت إدارة مكافحة الحرائق الإسرائيلية عن أملها في السيطرة اليوم الأحد على حرائق جبل الكرمل المشتعلة منذ يوم الخميس الماضي، بعد أن انضمت أمس السبت أكبر طائرة للتصدي للحرائق في العالم إلى الجهود المبذولة لمكافحة ألسنة اللهب.

فقد قال المتحدث باسم إدارة مكافحة الحرائق الإسرائيلية بواز راكيا إنه بعد مرور أربعة أيام على اندلاع الحريق فإن "الصورة تبدو أفضل". وأضاف أن "الوضع الآن أكثر تفاؤلا".

وأعرب راكيا -في مؤتمر صحفي بحيفا- عن أنه يأمل -في ضوء المعطيات الحالية- أن يتمكن رجال الإطفاء من السيطرة على الحريق اليوم، وقال "ينبغي أن نكون حذرين جدا حين نتحدث عن السيطرة على النيران، ولكن يمكننا أن نقول -مع كل التدابير الوقائية التي اتخذناها- إننا نلاحظ تراجعا للنيران".

وقالت الإذاعة الإسرائيلية نقلا عن رئيس إدارة الإطفاء شيمون روماه قوله قبل فجر اليوم "وجدنا أنفسنا في أفضل وضع منذ بدء الحريق".

الحرائق التهمت لحد الآن خمسة ملايين شجرة   (الجزيرة)
الحرائق التهمت لحد الآن خمسة ملايين شجرة   (الجزيرة)

مع ذلك، أكد بعض المسؤولين ضرورة أخذ مزيد من الحيطة، والحذر من المبالغة في التفاؤل، خاصة أن الرياح التي عاقت جهود احتواء النيران، اشتدت في الليل ويمكن أن تنشر ألسنة اللهب في اتجاهات جديدة.

وفي نفس الإطار، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -في مؤتمر صحفي بحيفا قرب جبل الكرمل أمس- "نحن على وشك السيطرة على الحريق، لكنني لن أستبق الأمور".

وقالت مراسلة الجزيرة في القدس جيفارا البديري إن رئيس الوزراء الإسرائيلي دعا وزراءه إلى العمل على إعادة السكان النازحين إلى منازلهم، ويقدر عددهم بـ15 ألف شخص.

وأشارت إلى أن الحكومة الإسرائيلية ما زالت تبذل مجهودات كبيرة من أجل جلب أكبر عدد من المساعدات الدولية -وتحديدا الطائرات- لإخماد الحرائق المشتعلة.

انحصار الحريق
وفي السياق ذاته، كشفت آخر المعطيات الواردة أن النيران انحصرت في أربعة مواقع رئيسية في وقت مبكر اليوم، بينما تحلق أكثر من ثلاثين طائرة إطفاء من أجل محاولة إخماد النيران المستعرة.

وتشارك في هذه الجهود أكبر طائرة للتصدي للحرائق في العالم، وهي من طراز بوينغ، استأجرتها إسرائيل من أميركا، إذ بإمكانها حمل 80 ألف لتر من المياه.

ولمواجهة هذه الكارثة، قدمت أكثر من عشرين دولة مساعداتها إلى إسرائيل، حيث وصلت طائرات من فرنسا واليونان وقبرص وبريطانيا وتركيا وروسيا وإيطاليا، فضلا عن تعزيزات جوية متوقعة من الولايات المتحدة وأذربيجان وإسبانيا.

يشار إلى أن الحريق اندلع قبل ظهر الخميس الماضي في جبل الكرمل، جنوب شرق حيفا، وأودى -إلى حدود مساء أمس- بحياة 43 شخصا، منهم 38 حارس سجن كانوا على متن حافلة حاصرتها النيران، وضابطان في الشرطة وإطفائي، بالإضافة إلى إجبار 15 ألف شخص على الفرار من منازلهم.

أما على مستوى الثروة الغابية، فقد أتى الحريق -وهو الأسوأ في تاريخ إسرائيل- على 50 كيلومترا مربعا من الأراضي الجافة، والتهم خمسة ملايين شجرة.

15 ألف شخص أجبروا على ترك منازلهم بسبب الحرائق (الأوروبية)
15 ألف شخص أجبروا على ترك منازلهم بسبب الحرائق (الأوروبية)

دعم أسترالي
وأمام هذه الوضعية، أعلنت أستراليا اليوم أنها سترسل بشكل عاجل خبراء في مكافحة الحرائق إلى إسرائيل للمساعدة في إخماد الحرائق.

وقالت رئيسة الحكومة جوليا غيلارد إنها تحدثت إلى نظيرها الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لتؤكد له المساعدة الأسترالية، وتعبر عن تعازيها لسقوط ضحايا.

وأضافت أن "فريقا من الخبراء المتخصصين في مراقبة وتوجيه طائرات مكافحة الحرائق سينشر في إسرائيل خلال الساعات الـ24 المقبلة". وتابعت أن "ترتيبات تجري لنقل مواد كيميائية تؤخر انتشار الحريق"، موضحة أن الجيش الأسترالي يقدم مساعدة لوجستية.

اعتقال شابين
وفي هذه الأثناء، اعتقلت الشرطة شابين يبلغان من العمر 16 عاما من عائلة من قرية عسفيا المنكوبة بالحريق، مدعية أنهما تسببا في اشتعال الحريق بسبب الإهمال وليس بصورة متعمدة، بعدما أشعلا النيران في مكان قرب القرية للتدفئة وتدخين النارجيلة.

وقال مسؤول الشرطة في منطقة الشمال روني عطية لقد "تبين من عناصر التحقيق الأولية أن مصدر الحريق هو على ما يبدو إهمال إحدى العائلات"، موضحا أن الحريق لا علاقة له بـ"الإرهاب".

المصدر : الجزيرة + وكالات