قتلى واختطاف وانتهاكات بساحل العاج

IVORY COAST : Supporter of Alassane Ouattara stand next to the bodies of two men reportedly killed by Ivorian police and army forces loyal to Laurent Gbagbo on December 16, 2010 in Abidjan


قالت الأمم المتحدة إنها تلقت مئات التقارير عن أشخاص اختطفوا من منازلهم من قبل مسلحين في زي عسكري، وإن 50 شخصا قتلوا خلال الأيام الماضية. ودعت الولايات المتحدة الموظفين غير الأساسيين بسفارتها، وبريطانيا رعاياها الموجودين هناك، إلى مغادرة البلاد.

وأكدت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي الأحد أن هناك أدلة على وقوع انتهاكات "ضخمة" في ساحل العاج، مشيرة إلى مقتل أكثر من 50 شخصا خلال الأيام الماضية وإصابة أكثر من مائتين. ودعت إلى "محاسبة" طالما أن ثمة "ضحايا لعمليات قتل خارج نطاق القضاء".

في هذه الأثناء أمرت وزارة الخارجية الأميركية كافة الموظفين غير الأساسيين بسفارتها في ساحل العاج وأقاربهم بمغادرة البلاد "نظرًا للوضع السياسي والأمني المتدهور، و"تزايد المشاعر المعادية للغرب" في تلك البلاد، وحذرت الأميركيين من السفر إلى ساحل العاج حتى إشعار آخر.

وكانت وزارة الخارجية البريطانية قد نصحت كذلك الرعايا البريطانيين بتجنب السفر إلى ساحل العاج في جميع الحالات، ودعت الموجودين هناك منهم إلى مغادرتها.

كما ذكرت على موقعها الإلكتروني أن "هناك تهديدا كامنا للإرهاب في ساحل العاج"، ويمكن أن تكون الهجمات عشوائية وتستهدف الأماكن التي يتردد عليها المسافرون الأجانب.

وشهدت أبيدجان -كبرى مدن ساحل العاج وعاصمتها التجارية- الأحد مظاهرات لأنصار غباغبو، حيث دعاهم وزير الشباب بلي غود إلى "تحرير" ساحل العاج والدفاع عن سيادتها ضد التدخلات الغربية.


غباغبو نصب نفسه رئيسا وأنصاره أكدوا بقاءه إلى الأبد (الأوروبية)
غباغبو نصب نفسه رئيسا وأنصاره أكدوا بقاءه إلى الأبد (الأوروبية)

إعادة الاستعمار
في غضون ذلك أكد أحد مساعدي غباغبو لوكالة رويترز أن الأخير لن يتنحى "أبدا"، واتهم القوى الغربية بالتآمر ومحاولة إعادة استعمار بلاده من خلال فرض رئيس وصفه بأنه ألعوبة، في إشارة إلى الحسن وتارا الذي تعترف الدول الغربية بفوزه بالرئاسة.

ونقلت الوكالة عن باسكال إفي نغوسان قوله إن "هذا أمر لا يمكن تصوره"، مؤكدًا أن "على كل من يتدخل في هذه الأزمة أن يستبعد من خططه افتراض أن غباغبو سيرحل".

وطلب غباغبو من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والقوات الفرنسية السبت مغادرة البلاد، متهما إياها بالتدخل في شؤون ساحل العاج من أجل الاعتراف بوتارا رئيسا.

لكن الأمين العام الأممي بان كي مون رفض ذلك، مؤكدًا أن تلك القوات -التي تضم نحو عشرة آلاف جندي وشرطي- "ستبقى في ساحل العاج وستنجز مهمتها".

وقال المتحدث الأممي فرحان حق في بيان "ستواصل بعثة الأمم المتحدة ممارسة التفويض الممنوح لها في مراقبة أي انتهاكات لحقوق الإنسان وتوثيقها أو التحريض على الكراهية والعنف أو شن هجمات على قوات حفظ السلام" الأممية.



undefinedرد فرنسي
كما أكدت فرنسا بدورها على لسان وزيرة خارجيتها ميشال إليو ماري الأحد أن للقوات الفرنسية في ساحل العاج -البالغ عددها 950 جنديا- الحق في الدفاع عن نفسها إذا تعرضت للهجوم، ودعت غباغبو إلى كبح قواته "إذا أراد تجنب مزيد من القتلى".

وأضافت الوزيرة في مقابلة مع قناة "تي في5" أن القواعد الدولية التي تنظم عملية الدفاع عن النفس تنطبق على الجنود الفرنسيين المتمركزين في ساحل العاج، لكنها أكدت مع ذلك أن تلك القوات لن تتدخل في الفصل بين الأطراف المتنافسة إذا اندلعت أعمال عنف، معتبرة أن هذا الأمر مسؤولية بعثة الأمم المتحدة.

وتنخرط ساحل العاج في نزاع حول الانتخابات الرئاسية التي أجريت يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتي يعتبر كل من غباغبو وخصمه وتارا أنه الفائز فيها.

وقد اعترفت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي بفوز وتارا وطالبوا غباغبو بالتنحي، وفرضت أوروبا عقوبات عليه وعلى مقربين منه، كما علق الاتحاد الأفريقي عضوية ساحل العاج.

المصدر : وكالات