تعثّر مفاوضات هندوراس
19/7/2009
وصلت المفاوضات بين طرفي الأزمة السياسية في هندوراس إلى طريق مسدود، بعدما رفضت الحكومة المؤقتة الخطة المقترحة التي تقدم بها رئيس كوستاريكا أوسكار آرياس الذي يتوسط في المفاوضات، وذلك رغم موافقة الرئيس المخلوع مانويل زيلايا على بعض بنودها.
فقد أعلن المتحدث باسم قصر الرئاسة في هندوراس ماريو سالدانا أمس السبت رفض الحكومة المؤقتة لاقتراح كوستاريكا الذي يتضمن –بين عدة نقاط- عودة زيلايا إلى الحكم لإكمال فترة رئاسته مع تشكيل حكومة مصالحة وطنية.
كما صرحت ممثلة عن الحكومة المؤقتة في المفاوضات فيلما موراليس أن الوفد المفاوض يفتقر إلى الصلاحيات كي يوافق على معظم ما جاء في مقترح آرياس، حيث إن القرارات حول العفو العام أو تعديل موعد الانتخابات والسماح لزيلايا بالعودة رغم صدور مذكرات اعتقال بحقه تحتاج إلى موافقة المحكمة في هندوراس أو البرلمان.
من جهته وافق الرئيس المخلوع على خطة آرياس –الحائز على جائزة نوبل للسلام- لتشكيل حكومة مصالحة وطنية، لكنه رفض أن تضم "الأشخاص الذين شاركوا في الانقلاب" على حد قول مستشاره آلان فاغاردو.
كما أشار فاغاردو إلى أن زيلايا الذي انتخب رئيساً لهندوراس في ديسمبر/كانون الأول 2005، وافق كذلك على اقتراح بإعادته إلى السلطة لإكمال بقية فترة رئاسته، ولا تزال بقية المقترحات قيد التفاوض.
وقد نقلت وكالة أسوشيتد برس عن إنريك فلورز عضو الوفد المفاوض عن الرئيس المخلوع أن وفده وافق "مبدئيا" على مقترح آرياس، لكنه أضاف أن حكومة روبرتو ميتشيليتي المؤقتة رفضت النقطة الجوهرية في المفاوضات وهي السماح بعودة زيلايا إلى السلطة.
وأكد فلورز أنهم سيعلنون "فشل المحادثات" إذا لم يجر التوصل إلى تقدم في الساعات النهائية للمفاوضات التي تجري في عاصمة كوستاريكا سان خوسيه، وقال "إذا لم يقبلوا النقطة الأولى فإن الوساطة لا معنى لها".
الخطة السباعية
وكان رئيس كوستاريكا اقترح خطة من سبع نقاط لإنهاء الأزمة السياسية بين طرفي الصراع في هندوراس وهما زيلايا والرئيس المؤقت روبرتو ميتشيليتي الذي كان يشغل منصب رئيس البرلمان قبل أن يتولى الرئاسة بعد الانقلاب العسكري يوم 28 يونيو/حزيران الماضي.
وجاء في البيان الذي أصدره آرياس أمس أن خطته تقترح عودة زيلايا إلى هندوراس على رأس حكومة مصالحة وطنية تضم ممثلين عن مختلف الأحزاب السياسية الرئيسية في البلاد، على أن يتم تقديم موعد الانتخابات الرئاسية بحيث تعقد أواخر أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
كما تتضمن الخطة إصدار عفو عام عن جميع الجرائم السياسية التي ارتكبت قبل وبعد الانقلاب العسكري، وأن يتخلى زيلايا عن السيطرة على القوات المسلحة قبل شهر من موعد الانتخابات.
إضافة إلى ذلك يجب أن يوافق زيلايا على عدم إجراء استفتاء على الدستور وهو الاقتراح الذي أثار الانقلاب، وأن يتم تشكيل لجنة دولية لرصد الامتثال لهذا الاتفاق.
وكان ممثلون عن طرفي النزاع في هندوراس قد بدؤوا أمس السبت المفاوضات التي أكد زيلايا أنها الفرصة الأخيرة للتوصل إلى اتفاق لإعادته إلى منصبه رئيساً للبلاد، مشدداً على أن المحادثات ستكون فاشلة ما لم تضمن موافقة ميتشيليتي على إعادة السلطة إليه.
وقد تعهد زيلايا من منفاه في نيكاراغوا أول أمس الجمعة بالعودة إلى هندوراس "بطريقة أو بأخرى" بغض النظر عن نتائج المفاوضات، في حين نقلت وكالة رويترز عن زوجته زيومارا كاسترو أنه حدد يوم السبت موعداً نهائياً للتوصل إلى اتفاق في المحادثات.
وكان ميتشيليتي قد أبدى في وقت سابق استعداده للتنحي عن منصبه إذا كان ذلك سيعيد السلام إلى البلاد، لكن عرضه كان مشروطاً بعدم السماح بعودة زيلايا إلى سدة الحكم في هندوراس.
وكان ميتشيليتي قد أبدى في وقت سابق استعداده للتنحي عن منصبه إذا كان ذلك سيعيد السلام إلى البلاد، لكن عرضه كان مشروطاً بعدم السماح بعودة زيلايا إلى سدة الحكم في هندوراس.
المصدر : وكالات