تفجير بمقر الاستخبارات في بيشاور
قتل وجرح أكثر من 40 شخصا في تفجيرين انتحارين استهدف أحدهما مقرا أمنيا هاما للجيش الباكستاني في بيشاور والآخر مقرا للشرطة في مدنية بنو، في تصعيد للعمليات التي تنفذها حركة طالبان باكستان وعلى نحو يعكس قدرتها على استهداف مراكز أمنية حساسة ردا على عمليات الجيش المتواصلة في وزيرستان.
فقد نقل مراسل الجزيرة في إسلام آباد عن مصادر أمنية أن الانفجار الذي وقع اليوم الجمعة في مدينة بيشاور استهدف مبنى الاستخبارات العسكري بواسطة هجوم انتحاري بسيارة مفخخة، مما أسفر حتى الآن عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة نحو أربعين آخرين، فضلا عن انهيار جزء من مبنى الاستخبارات ومبنى مدرسة عسكرية مجاورة.
ونقل المراسل عن مسؤولين أمنيين قولهم إن سيارة كانت تسير في الاتجاه المعاكس لحركة المرور في الطريق المواجه لمقر الاستخبارات العسكرية في مدينة بيشاور عندما قابلها الحراس بوابل من الرصاص لإيقافها.
بيد أن السائق اندفع إلى مسافة أقرب من المبنى وقام بتفجير مركبته في هجوم هو السابع من نوعه الذي تشهده المدينة خلال أسبوع.
ولفتت مصادر إعلامية إلى أن المصادر الرسمية لم تكشف عن عدد العناصر التي كانت موجودة داخل المبنى لحظة وقوع الهجوم، وسط أنباء عن أن الانفجار دمر المبنى بكامله.
وفي هذا السياق، قال مراسل الجزيرة أحمد زيدان إن هذه العملية تدل على تنامي قدرة حركة طالبان باكستان في الوصول لأهداف عسكرية حساسة مما يعكس عددا من الحقائق الميدانية، أولها أن العمليات الجارية في وزيرستان لم تفلح في ردع الحركة عن القيام بهجمات مضادة موجعة إلى الجيش الباكستاني، كما أنها تكشف خللا أمنيا خطيرا لا سيما أن العملية الأخيرة تأتي بعد فترة قصيرة من استهداف مقر قيادة الجيش في راولبندي ومقار أمنية أخرى في لاهور.
وذكر المراسل أن حركة طالبان توعدت الجيش الباكستاني بمواجهته بحرب عصابات ردا على عملياته في منطقة القبائل في وزيرستان التابعة للإقليم الخاضع للإدارة الفدرالية، وعلى تصريحات قائد الجيش الذي اتهم الحركة بالجبن واستهداف المدنيين والخوف من مواجهة القوى الأمنية مباشرة.
تفجير آخر
وتعتبر مدينة بنو أحد المنافذ الرئيسية إلى منطقة وزيرستان الشمالية القبلية التي يشهد جزءها الجنوبي عمليات واسعة للجيش الباكستاني منذ الشهر الماضي بهدف القضاء على معاقل المتمردين، في إشارة إلى حركة طالبان باكستان.