شيراز

- حديقة حافظ في شيراز بريشة الفنانة ماري مدرس

من أهم المدن الإيرانية المشهورة بمكانتها التاريخية لا على مستوى إيران فحسب بل على المستوى الإسلامي عموما. كما تشتهر بأهميتها الاقتصادية.

الجغرافيا والسكان
تقع مدينة شيراز في سهل مترامي الأطراف في الجنوب الغربي من إيران على ارتفاع 1486 مترا فوق سطح البحر وهي قريبة من سلسلة جبال زغروس. ومساحتها تبلغ 340 كلم مربعا، وتمر بها قناة ركان آباد. وهي ثالث أكبر مدن إيران بعد طهران ومشهد. ومناخها دافئ صيفا معتدل شتاء. ويبلغ سكان شيراز حوالي مليون وربع مليون نسمة. وتبعد عن العاصمة طهران بحوالي 900 كلم جنوبا.

الاقتصاد
تنتج مدينة شيراز العديد من الفواكه والمحاصيل الزراعية مثل العنب والحمضيات والقطن والأرز، فضلا عن وجود صناعات لإنتاج الإسمنت والسكر والأسمدة والمنتجات النسيجية والأخشاب وصناعة السجاد. كما تشتهر شيراز بالصناعات الإلكترونية وبوجود مصفاة للنفط.

التاريخ
يعود ذكر شيراز إلى ما قبل الميلاد وخصوصا في عهد الحضارة العيلامية حيث كانت تسمى "سيرازيس" ثم تحول الاسم إلى شيراز في عهد الدولة الساسانية. ويذكر بعض المؤرخين أن الخمر صنع لأول مرة في التاريخ بشيراز منذ أكثر من سبعة آلاف سنة. وكان بها هيكلان من هياكل النار الزرادشتية أحدهما يسمى "كارنبان" والثاني يسمى "هرمز"، وهيكل ثالث خارج أسوارها يسمى "مسوبان".

وكان لإقليم فارس تاريخيا عدة عواصم من أبرزها: إصطخر التي أقامها الإمبراطور الفارسي دارا (داريوس) عاصمة لإمبراطوريته الإخمينية ثم دمرها الإسكندر الأكبر عام 331 قبل الميلاد وهي على بعد 70 كلم شمال شرق شيراز.

أصبحت شيراز عاصمة الإقليم وخصوصا مع دخول الإسلام سنة 641 ميلادية على يد أبي موسى الأشعري وعثمان بن أبي العاصي في آخر خلافة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب.

واعتنى البويهيون بشيراز وخصوصا أبا كاليجار سلطان الدولة البويهي الذي جعل لها سورا له اثنا عشر بابا.

وقد مرت بشيراز تواريخ كان لها أثرها على المدينة منها:

  • 1387: احتلها القائد المغولي تيمورلنك.
  • 1630: دمرها فيضان عارم وتكرر الفيضان سنة 1668.
  • 1724: غزتها الجيوش الأفغانية.
  • من 1750 إلى 1794: أصبحت عاصمة مملكة زنديان التي أسّسها كريم خان زند والتي حكمت حتى حول القاجاريون العاصمة إلى طهران.
  • 1853 تعرضت لهزة أرضية حطمت العديد من المنازل.

وبشيراز الكثير من المساجد التاريخية يعود بعضها إلى العصور الإسلامية الأولى، مثل المسجد الجامع الذي بناه عمرو بن الليث الصفاري 281هـ، ومسجد نو وقد بني سنة 598هـ وفُرغ منه في 615هـ، ومسجد وكيل ويعرف أيضا بمسجد سلطاني وهو من آثار العهد الزندي وتم الانتهاء من بنائه عام 1773م.

حاول شاه إيران السابق محمد رضا بهلوي أن يعيد إلى شيراز مجدها القومي وخصوصا مكانتها في العهد الإخميني فأصبحت في نهاية سبعينيات القرن الماضي من أهم مدن إيران بفضل الاستثمارات التي استقطبتها في ذلك التاريخ.

السياحة والآثار 
تكثر في شيراز الحدائق الغناء والبساتين والغابات والشقائق التي تستقطب السائحين. وبشيراز حدائق منها: حديقة دلغشا (الحديقة البهيجة) وهي حديقة تاريخية تقع بالقرب من مقبرة سعدي. وحديقة إرم وهي إحدى أجمل حدائق بلاد فارس قديما وفي الوقت الراهن أصبحت حديقة البحوث العلمية لجامعة شيراز.

وبها قبر أحمد بن موسى الكاظم ويشكل عتبة مقدسة عند الشيعة. كما أن بها قبر سعدي شاعر في حديقة جميلة.

ومن متاحف شيراز متحف بارس ومتحف شاهجراغ (أحمد بن موسى الكاظم) والمتحف العسكري ومتحف نارنجستان قوام ومتحف التاريخ الطبيعي ومتحف الشّهداء.

ومن قلاعها التاريخية قلعة كريم خان الزندي وتقع في مركز المدينة. وفيها سوق يعرف ببازار وكيل وكذلك حمام يعرف بحمام وكيل. ونزل قديم عند المدخل الجنوبي لبارزار وكيل يسمى سراي مشير. ومن مدارسها القديمة مدرسة الخان ومدرسة آقابابا خان والمدرسة المنصورية ومدرسة الحكيم.

المصدر : الجزيرة