سو تشي.. ناشطة حقوقية تشرف على إبادة الروهينغا

epa04477391 Myanmar opposition leader Aung San Suu Kyi talks to members of the media during the press meeting at the National League for Democracy (NLD) party headquarters in Yangon, Myanmar, 05 November 2014. Suu Kyi is to pay her first official visit to China next month, members of her party said. EPA/NYEIN CHAN NAING

مستشارة الدولة في (بورما) ميانمار، معارضة سابقة وناشطة، تحظى بشعبية كبيرة. أصبحت عام 2016 مستشارة الدولة وهو منصب يوازي رئيسة الوزراء.  نالت نوبل للسلام، اتهمت بالإشراف على إبادة الروهينغا فتصاعدت المطالبات بسحب الجائزة منها.

المولد والنشأة
ولدت أونغ سان سو تشي يوم 19 يونيو/حزيران 1945 بالعاصمة رانغون (يانغون). متزوجة من البريطاني مايكل أريس الأستاذ الجامعي المتخصص بشؤون التبت والبوذية. ولها ولدان يحملان الجنسية البريطانية.

الدراسة والتكوين
تلقت تعليمها بمدارس رانغون، ثم أكملت دراستها في الهند حيث كانت والدتها تشغل منصب سفيرة عام 1960. ثم واصلت دراستها بأوكسفورد حيث نالت درجة البكالوريوس في الفلسفة والسياسة والاقتصاد عام 1969، والدكتوراه من جامعة لندن عام 1985. وعملت محاضِرة بمدرسة الدراسات الشرقية في لندن. عادت إلى بلادها في أبريل/نيسان 1988 لتعتني بوالدتها المريضة.

التوجه الأيديولوجي
تبنت سو تشي التوجه القومي الوطني، ولم تناصر أيديولوجية معينة، وجعلت من تحرير بلادها من قبضة العسكر هدفها الرئيسي.

الوظائف والمسؤوليات
بعد تخرجها، استقرت سو تشي بمدينة نيويورك، حيث عملت مسؤولة ميزانية في الأمم المتحدة لمدة ثلاث سنوات، واشتغلت سنتين في المعهد الهندي للدراسات المتقدمة بمدينة شيملا بالهند، عملت بعدها لصالح حكومة اتحاد بورما لبعض الوقت.

التجربة السياسية
ألقت سو تشي أول كلمة علنية في أغسطس/آب 1988 بعد اندلاع انتفاضة الطلاب، وطالبت بتشكيل حكومة انتقالية لبلدها الخاضع للأحكام العرفية، وطالبت بإجراء انتخابات حرة، وأسست مع آخرين حزب الرابطة الوطنية للديمقراطية.

أزعجت العسكر ففرضوا عليها العزلة والإقامة الجبرية، فلم يسمح لها برؤية ولديها أو زوجها خلال الفترة (1989-1995). حصد حزبها معظم أصوات الناخبين بانتخابات 1991 لكن العسكر رفضوا الاعتراف بتلك النتائج.

فرضت عليها الإقامة الجبرية مجددا عام 2000 في منزلها على ضفاف بحيرة رانغون لمدة 19 شهرا، ثم مرة ثالثة في مايو/أيار 2003 عقب هجوم دام على موكبها. وصفها معارضوها بالمتعنتة الشديدة، بعدما دعت لفرض عقوبات دولية على بلدها وإلى مقاطعته سياحيا.

جابت سو تشي عددا من دول العالم لمناصرة قضية الديمقراطية، فزارت الولايات المتحدة وخاطبت الكونغرس الأميركي والتقت الرئيس باراك أوباما، وزارت البرلمان الأوروبي والتقت مسؤولين أوروبيين، وقابلت البابا فرانشيسكو.

عقب انتخابات تشريعية جزئية، أصبحت نائبة برلمانية يوم 23 أبريل/نيسان 2012 عن دائرة كاوهمو بمنطقة رانغون، وأعلنت في العام الموالي رغبتها في الترشح للرئاسة قبل سنتين من موعدها، وفي مايو/أيار 2014 بدأ أنصارها حملة للمطالبة بإجراء تعديلات بالدستور لتتمكن سو تشي من الترشح.

وفي عام 2015 تصدر حزب سو تشي الانتخابات التي أجريت في البلاد، لتتقلد العام الموالي مستشارة الدولة، وهو منصب يوازي رئيس الحكومة.

ولم تتمكن زعيمة حزب الرابطة من أجل الديمقراطية من الترشح للرئاسة عام 2016، بموجب دستور موروث من حقبة المجلس العسكري يمنع وصول أشخاص يحمل أبناؤهم جنسيتين لذلك المنصب.

تعرضت سو تشي لانتقادات بسبب صمتها في موضوع أعمال العنف التي يتعرض لها أقلية الروهينغا (المسلمون في بورما). ففي حوار صحفي عام 2016،  أبدت زعيمة حزب الأغلبية غضبها بعد أن أجرت صحفية مسلمة مقابلة معها سألتها فيها عن أعمال العنف المعادية للمسلمين.

ووفق مؤلف كتاب حول سيرة سو تشي، فإن الأخيرة قالت بعيدا عن الكاميرا بعد نقاش ساده التوتر مع الصحفية مشعل حسين "لم يقل لي أحد إن مسلمة ستجري مقابلة معي".

وفي مايو/أيار 2016، وصفت صحيفة نيويورك تايمز موقف سو تشي من الروهينغا بالجبان، ودعتها إلى إعادة النظر فيه على وجه السرعة، قائلة إن منظمات حقوق الإنسان طالبت واشنطن بتجديد العقوبات ضد بلادها.

وأشارت الصحيفة إلى أن سو تشي لا ترغب في إطلاق "الروهينغا" وهو الاسم الذي يستخدمه المسلمون هناك لأن البوذيين "العنصريين المتعصبين" -وهم الأغلبية الطاغية بالبلاد- يرغبون في استمرار كذبة أن الروهينغا ليسوا بورميين، بل بنغاليون وعليهم العودة لبلادهم.

ووصفت نيويورك تايمز طلب سو تشي من واشنطن عدم استخدام مصطلح روهينغا بأنه خاطئ ومخيب للآمال بشدة، مؤكدة أن الروهينغا ميانماريون تماما ومساوون لها هي نفسها في ذلك.

سحب جائزة نوبل
وتزايدت الدعوات مطلع سبتمبر/أيلول 2017 لسحب جائزة نوبل للسلام من سو تشي بسبب صمتها ومواقفها من المجازر وعمليات التطهير العرقي التي تتعرض لها أقلية الروهينغا المسلمة في البلاد.

ودعت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) لجنة نوبل للسلام إلى سحب جائزتها منها، كما شن ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملات لذات الهدف، لكن أحد أعضاء اللجنة السابقين استبعد سحب الجائزة.

وقالت إيسيسكو في بيان إن "ما تقوم به سلطات ميانمار من جرائم بشعة ضد أقلية الروهينغا المسلمة بمعرفة رئيسة وزرائها أونغ سان سو تشي وتأييدها عمل يتناقض مع أهداف جائزة نوبل ومع القانون الدولي وحقوق الإنسان".

واعتبرت المنظمة أن سو تشي "فقدت بذلك الأهلية للجائزة" مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف المجازر والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان.

ولكن معهد نوبل بالنرويج -الذي يشرف على الجائزة- أعلن أنه لا يستطيع تجريد مستشارة ميانمار من جائزتها، ونقلت صحيفة تلغراف عن أولاف نويلستاد رئيس المعهد أنهم لا يستطيعون نزع الجائزة التي مُنحت عام 1991 لسو تشي.

المؤلفات
ألفت سو تشي عدة كتب منها "رسائل من بورما" (1998) بالاشتراك مع فيغال كين، و"صوت الأمل" (1998) بالاشتراك مع ألان كليمنتس، كما ألفت كتاب "التحرر من الخوف".

الأوسمة والجوائز
حصلت -بالإضافة لنوبل للسلام عام 1991- على جائزة ساخاروف بمقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، كما نالت ميدالية الكونغرس الذهبية عام 2012 وهي أعلى وسام يمنحه الكونغرس الأميركي.

المصدر : الجزيرة