العبث الإنساني بالبيئة يهدد بكارثة كبرى للأرض

 
حذرت مجموعة من العلماء يشرفون على ما يسمونه "ساعة القيامة" من أن ظاهرة الاحتباس الحراري وخطر وقوع كوارث نووية، يهددان وللأبد بتغيير شكل كوكب الأرض إذا لم تتخذ الحكومات والهيئات المتخصصة إجراءات لوقف هذه الأنشطة.
 
وقام العلماء في لندن اليوم بتقديم عقارب "ساعة القيامة" بمقدار دقيقتين باتجاه منتصف الليل لتصبح على بعد خمس دقائق فقط من وقوع الكارثة الكبرى و"فناء البشرية".
 
وطبقا للعلماء فإن الغرض الحقيقي وراء "ساعة القيامة" الرمزية التي تم إنشاؤها من قبل علماء بريطانيين وأميركيين بعد الحرب العالمية الثانية، كان التحذير من خطر الفناء النووي لكنها أصبحت الآن معنية بالقدر نفسه بخطر آخر يلوح في الأفق وهو التغيرات المناخية.
 
وأقر هؤلاء العلماء بأن التغيرات المناخية قد تتجاوز خطر التهديدات "الإرهابية" بل ومخاطر حدوث مواجهة نووية.
 
واتخذ قرار تقديم عقرب دقيقتين بعد التشاور مع لجنة تضم رعاة الساعة و18 عالما من حائزي جائزة نوبل.
 

ظاهرة الاحتباس الحراري (ملف خاص)
ظاهرة الاحتباس الحراري (ملف خاص)

وقد تحركت عقارب الساعة تقديما وتأخيرا سبع عشرة مرة منذ إنشائها 1947. وكان آخرها عام 2002 بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 وسط مخاوف من انتشار الأسلحة النووية والبيولوجية والأسلحة الأخرى وخطر "الإرهاب".

 
وفي عام 1953 لم يفصل عقارب الساعة عن منتصف الليل سوى دقيقتين بعد تجارب الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق للقنبلة الهيدروجينية، لكنها تراجعت عن منتصف الليل بسبع عشرة دقيقة عام 1991 بعد أن توصلت القوى الكبرى لاتفاقية بشأن خفض الأسلحة النووية.
 
وقال بيان أصدره العلماء إن الخطوة الجديدة لتقديم الساعة نحو الوقت الرمزي لنهاية العالم تعكس القلق المتنامي إزاء ما وصوفه بشفا "عصر نووي ثان" تشوبه تهديدات خطيرة، من بينها الأطماع النووية لإيران وكوريا الشمالية والمواد النووية غير الآمنة في روسيا وأماكن أخرى، وكذلك وضع ألفي سلاح نووي في حالة استعداد للإطلاق من إجمالي 25 ألف سلاح تتحكم به الولايات المتحدة وروسيا.
 
وأضاف بيان العلماء لتلك التهديدات "خطر الإرهاب" المتصاعد والضغوط الجديدة الناتجة عن تغير المناخ نتيجة التوسع في استخدام الطاقة النووية للأغراض المدنية والذي يمكن أن يؤدي إلى زيادة مخاطر انتشار الخطر النووي.

تغير المناخ

undefinedوقد كشفت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية عن أن تغير المناخ واضطراب الأمن النفطي دفع عددا من دول العالم إلى البحث عن وسيلة لامتلاك الطاقة النووية, مشيرة إلى أن هذا الأمر ينطوي على مخاطر جدية حول انتشار التقنيات النووية في مناطق مضطربة عبر العالم.

 
وأشارت إلى أن الاحتباس الحراري زاد من سعي دول كثيرة عبر العالم إلى امتلاك التقنية النووية, مما حفز المشرفين على الساعة على التحذير من "عصر سباق نووي جديد".
 
وقالت الصحيفة إن هذا العصر النووي الجديد سيشهد ازديادا لهذه السلعة الخطيرة وانتشارا لها, مما ينذر باقتراب عقارب ساعة القيامة من ساعة الصفر.
 
وقال الدكتور زغلول النجار أستاذ علوم الأرض للجزيرة إنه لا يعتقد أن الساعة تدل على نهاية العالم لأن نهاية العالم لا يرتبط بسنن دنيوية وإنما بأمر الله تعالى. لكنه أشار إلى أن التغييرات المناخية ستؤدي إلى كوارث خطيرة نتيجة العبث الإنساني بالبيئة.
 

طبقة الأوزون (ملف خاص)
طبقة الأوزون (ملف خاص)

ومن بين الكوارث التي ساقها النجار العواصف والأعاصير وذوبان الثلوج وتدمير الحياة البحرية والنباتية على سطح الأرض، مشيرا إلى أن ارتفاع منسوب المياه في المحيطات والأنهار كاف لإغراق الشواطئ على مدى 50 كلم في العمق إذا لم يتم تدارك الكارثة خلال السنوات العشر القادمة.

 
وأشار إلى أن تدارك ذلك يتمثل في الموافقة على تقارير المؤتمرات البيئية التي ترفضها الولايات المتحدة والتقليل من مداخن المصانع وتقليل استخدام السيارات والطائرات والأغراض لأخرى التي تحتاج إلى وقود، وعدم الاعتماد على غاز "كولوربون" المدمر لطبقة حماية الأرض.
 
وأوضح النجار أن الولايات المتحدة وحدها تحرق يوميا 20 مليون برميل من النفط وأكثر من ذلك من الفحم، وهو ما يعني إنتاج أكثر من 25 رطلا من ثاني أكسيد الكربون السبب الرئيسي للاحتباس الحراري.
المصدر : الجزيرة + وكالات