ضجة يهودية تجاه حديث الرئيس السويسري حول حماس

موريتز لوينبرغر – رئيس سويسرا
 
أثارت تصريحات الرئيس السويسري موريس لوينبرغر في برنامج "لقاء خاص" لقناة الجزيرة حول حكومة حماس، موجة عارمة من ردود الفعل في سويسرا.
 
فقد بعث إليه اتحاد الجاليات اليهودية السويسرية برسالة احتجاج، نعت فيها الرئيس لوينبرغر بـ"الساذج" تعقيبا على تصريحه الذي انتقد فيه موقف الاتحاد الأوروبي من الحكومة الفلسطينية الجديدة.
 
وسأل رئيس الجاليات اليهودية لوينبرغر في رسالته بأسلوب ساخر عن "الوقت الذي يجب أن تأخذه حماس حتى تبدأ في الاعتراف بإسرائيل، والكف عن ممارسة الإرهاب"، كما حفلت الرسالة بعبارات الدهشة والصدمة من موقف الرئيس السويسري من الحكومة الفلسطينية الجديدة.
 
وبعث رئيس مجموعة العمل المسيحية اليهودية في بازل إيكهارد شتيغيمان برسالة إحتجاج إلى أعضاء لجنة السياسة الخارجية والأمن السياسي في البرلمان، ينتقد فيها تصريحات لوينبرغر التي اعتبرها مؤيدة لسياسة تعتمد على العنف والتدمير.
 
وأعرب فيليب شتيهلين عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان السويسري والنائب عن الحزب المسيحي الديمقراطي عن دهشته وعدم تفهمه لموافقة الرئيس السويسري على إجراء حوار مع قناة "وضعت نفسها كبوق إعلامي للحركات الإرهابية".
 
من جهتها قالت النائبة البرلمانية فرني موللر هيمي مسؤولة العلاقات الخارجية في الحزب الاشتراكي "ليست من صلاحيات الرئيس السويسري انتقاد سياسة الاتحاد الأوروبي، إذ أن سويسرا ليست عضوا فيه".
 
وعلى الصعيد الرسمي الإسرائيلي استنكر سفير تل أبيب لدى سويسرا أفيف شيرؤون هذه التصريحات وقال للتليفزيون السويسري بأن الرئيس لوينبرغر قد أخطأ بتقييم الموقف في الشرق الأوسط، لأن حماس أخذت الوقت الكافي بعد الانتخابات للاعتراف بحق إسرائيل في الوجود ونبذ العنف، كما أشار إلى أن الديمقراطية ليست فقط حرية الذهاب إلى صناديق الاقتراع، بل أيضا عملية متكاملة تتواصل حتى بعد الانتخابات، وأكد السفير الإسرائيلي بأنه سيلتقي بالرئيس السويسري شخصيا وسيبلغه بملاحظاته عن تصريحاته إلى الجزيرة.
 

"
المستشارية الفدرالية للحكومة السويسرية قالت إن تصريحات لوينبرغر كانت متوازنة، وتتفق مع نسق السياسة الخارجية السويسرية
"

تأييد
وفي المقابل، أيد النائب فيليكس موري عن حزب الشعب اليميني تصريحات لوينبرغر وأعتبر أنها تمثل الحياد السويسري بشكل واضح، كما انتقد أيضا عضو لجنة العلاقات الخارجية لعدم تفهمه إجراء هذا الحوار مع قناة الجزيرة، متسائلا عما كان من المحتمل أن يحدث إذا رفض الرئيس السويسري الإدلاء بحديث إلى وسيلة إعلام عربية.
 
وفي الوقت نفسه قالت المستشارية الفدرالية للحكومة السويسرية إن تصريحات لوينبرغر إلى الجزيرة كانت متوازنة، وتتفق مع نسق السياسة الخارجية السويسرية، وقالت المستشارية بأن هذه الانتقادات مبالغ فيها إلى حد كبير، لأنها تناست أن الرئيس السويسري قد ندد بالعنف ضد الإسرائيليين، تماما مثلما ندد بمعاناة المدنيين الفلسطينيين.
 
وأكد جان فيليب جينيريه المتحدث باسم الخارجية السويسرية بأن موقف بلاده مبني على احترام نتيجة الانتخابات الديمقراطية وأن الحكم على الحكومة الفلسطينية الجديدة سيكون من خلال أفعالها.
 
وكان التليفزيون السويسري قد بث جزءا من برنامج "لقاء خاص" قال فيه لوينبرغر، بأنه كان ينبغي على الدول الأوروبية والغرب أن يمنحا الحكومة الفلسطينية الجديدة فترة تجريبية قبل الحكم عليها وإملاء شروط عليها، لأنها منتخبة بطريقة ديمقراطية، ينبغي القبول بنتائجها.
 
وأكد الرئيس السويسري في حديثه على أن هناك فرقا بين عمل الحركة في المعارضة وأدائها الحكومي الذي تتحمل فيه حماس المسؤولية السياسية للمرة الأولى، مشيرا إلى أن جميع الأحزاب والحركات السياسية تبدل طبيعة وأسلوب عملها بعد تسلمها العمل السياسي الرسمي.
 
وتدعم سويسرا مشروعات إنسانية وثقافية مختلفة في المناطق الفلسطينية، ولها مكتب اتصال في رام الله، رغم احتجاج السلطات الإسرائيلية على نشاطه هناك، وتصر على أن يكون الاتصال الدبلوماسي الرسمي بين الفلسطينيين والسويسري عبر السفارة السويسرية في تل أبيب.
_____________
مراسل الجزيرة نت
المصدر : الجزيرة