غياب القادة العرب عن أول قمة عربية لاتينية

اجتماع القمة العربية ودول اميركا الجنوبية

في ظل غياب عدد من القادة العرب وحضور مكثف لقادة أميركا اللاتينية تفتتح الثلاثاء المقبل في العاصمة البرازيلية أول قمة عربية-لاتينية.
 
وتعقد القمة بمبادرة أطلقها الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا قبل أكثر من عام ونصف في إطار سياسته الرامية إلى تعزيز التعاون بين الجنوب والجنوب.
 
ويشارك في هذه القمة ستة فقط من القادة العرب هم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الرئيس الحالي للقمة العربية, ورئيسا جزر القمر عثمان غزالي وجيبوتي إسماعيل عمر غيلة والرئيس العراقي الجديد جلال الطالباني ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
 
وستمثل سبع دول عربية أخرى على مستوى وزراء الخارجية هي مصر والكويت وموريتانيا وليبيا والسودان وتونس والمغرب.
 
وتوفد سلطنة عمان إلى القمة أمين عام وزارة الاقتصاد الوطني محمد الخصيبي أما السعودية فيمثلها وزير الإعلام والثقافة إياد مدني.
 
ولم يعلن اليمن بعد مستوى تمثيله بينما لن تشارك الصومال بسبب الأوضاع الداخلية. وأعلن مطلع الأسبوع الماضي عن مشاركة العاهلين المغربي محمد السادس والأردني عبد الله الثاني لكنهما اعتذرا بعد ذلك.
 
وسيحضر القمة في المقابل رؤساء تسع من دول أميركا اللاتينية الـ12 المدعوة.
 
ولم تعلن أي أسباب لغياب القادة العرب الذين يعدون جميعهم حلفاء للولايات المتحدة, ولكن تعقد علاقات واشنطن مع دول أميركية جنوبية في ظل تصاعد اليسار قد يكون شكل ضغطا في هذا الاتجاه.
 

"
قال وزير الخارجية البرازيلي إنه لا يرى أي سبب ليشعر الأميركيون أو أي أحد آخر بالقلق من القمة

"

تطمينات لأميركا وإسرائيل


وحرص المسؤولون البرازيليون أخيرا على طمأنة الولايات المتحدة  التي لا تنظر بعين الرضا إلى صعود اليسار إلى السلطة في معظم دول أميركا اللاتينية منذ وصول الفنزويلي هوغو شافيز للحكم واستمرار حكم حزب العمال الكوبي بقيادة فيديل كاسترو.
 
وأكد هؤلاء المسؤولون أن القمة العربية-اللاتينية ليست موجهة ضد أي دولة. وقال وزير الخارجية البرازيلي سلسو أموريم إنه لا يرى أي سبب ليشعر الأميركيون أو أي أحد آخر بالقلق من القمة.
 
وقد أعلن أموريم أنه سيقوم بزيارة رسمية إلى إسرائيل في 28 مايو/أيار الجاري لتبديد أي مخاوف لدى الدولة العبرية التي تخشى أن تكون لهذه القمة أبعاد سياسية متعلقة بالنزاع في الشرق الأوسط.
 
وأضاف أن القمة التي تندرج في إطار السياسة التي يتبناها الرئيس البرازيلي منذ وصوله إلى السلطة في 2003 "تجمّع خلاق موجه نحو المستقبل" ويستهدف استكشاف وسائل التعاون المنتج بين الدول الأقاليم المختلفة.
 
ويسعى الرئيس البرازيلي إلى تعزيز التعاون بين دول الجنوب لحماية مصالح الدول الفقيرة في مواجهة الدول المتقدمة خصوصا في المحافل والمؤسسات المالية والاقتصادية والتجارية الدولية.
 
البيان
وستصدر القمة إعلانا سياسيا واقتصاديا يطالب -حسب مسودته الأخيرة- "الأطراف المعنية كافة والمجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات العملية العاجلة لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط".
 
كما يشدد المشاركون على "أهمية انضمام دول المنطقة كافة دون استثناء إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية", في إشارة إلى إسرائيل.
 

"
تعرب مسودة البيان الختامي عن قلقها العميق بشأن العقوبات الأميركية على سوريا
"

وحول النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين, يدعو البيان إلى إزالة المستوطنات ومن ضمنها مستوطنات القدس الشرقية، واعتماد الرأي الاستشاري الذي أصدرته محكمة العدل الدولية في التاسع من يولي/تموز 2004 بشأن العواقب القانونية لبناء الجدار العازل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 
من جهة أخرى, تعرب الدول المشاركة في بيانها عن "قلقها العميق بشأن العقوبات الأحادية المفروضة على سوريا من قبل حكومة الولايات المتحدة". 
 
وسيسبق القمة اجتماع لكبار المسؤولين الأحد لمراجعة المسودة الأخيرة لمشروع البيان الذي سيعرض الاثنين على وزراء الخارجية قبل أن يحال إلى القمة لإقراره والاتفاق على آلية للتعاون بين الدول العربية ودول أميركا اللاتينية.
المصدر : وكالات