كريموف يجدد اتهام الإسلاميين وتضارب بشأن قتلى أوزبكستان

f_Uzbek President Islam Karimov addresses the media during a press conference
 
اتهم رئيس أوزبكستان إسلام كريموف مجددا من وصفهم بالمتطرفين الإسلاميين بتنفيذ أعمال العنف الأخيرة التي شهدتها المناطق الشرقية من البلاد. ونفى أن تكون القوات الأوزبكية قد قتلت أي مدني، مشيرا إلى أن قوات الأمن لم تقتل سوى من وصفهم بالإرهابيين.
 
وأشار كريموف في تصريحات للصحفيين في طشقند إلى أن المسلحين جلبوا السلاح من الخارج وأنهم قتلوا عددا من "الرهائن" والمدنيين الأبرياء. وعزا منع الإعلام من تغطية أحداث مدينة أنديجان شرقي البلاد في حينها لأسباب أمنية.
 
في غضون ذلك تضاربت تقديرات الحكومة والمعارضة الأوزبكية بشأن عدد ضحايا الاضطرابات الأخيرة، في حين مازال التوتر سائدا في مدينة أنديجان رغم عودة الهدوء نسبيا حيث مازالت تتردد في المدينة من وقت لآخر أصوات إطلاق نار متقطع.
 
وأعلن المدعي العام الأوزبكي رشيد قديروف أن عدد القتلى بلغ 169 بينهم 32 من الجيش الحكومي، في حين وصف معظم القتلى الباقين بأنه مسلحون بينهم مقاتلون أجانب.
 
وأشار إلى أنه لا توجد دلائل حتى الآن تؤكد مقتل مدنيين برصاص القوات الحكومية خلال التظاهرات التي شهدتها أنديجان يوم الجمعة الماضي.
 
لكن مصادر المعارضة ومنظمات حقوق الإنسان تحدثت من جهتها عن مقتل 745 شخصا، وأكد حزب المزارعين الأحرار أن أعضاءه يستمعون لإفادات سكان المدينة ويسجلون أسماء الضحايا. وقال زعيم الحزب إن الجنود الحكوميين كانوا يتجولون في الشوارع ويعدمون الضحايا مباشرة برصاصة في مؤخرة الرأس.
 
كما ترددت أنباء عن حوادث عنف أثناء محاولة النازحين عبور الحدود إلى قرغيزستان المجاورة، واتهم شهود عيان الجيش بقتل 13 من المدنيين العزل أمس على الحدود. وقالت الأنباء إنه تم اليوم دفن جثث 37 قتيلا معظمهم من الشباب، وأكد ناشط في منظمة حقوقية أنه حتى مساء الاثنين كانت هناك 200 جثة في مشرحة المستشفى تنتظر دفنها.
 
وتخضع أنديجان لحظر التجول ليلا بينما فرضت قوات الشرطة والجيش حراسة مشددة على مقر الإدارة المحلية وأقامت نقاط تفتيش في الشوارع.
 
احتجاجات

undefinedوفي طشقند تجمع عدد من المتظاهرين أمام السفارة الأميركية للمطالبة بإصلاحات سياسية، وحملوا واشنطن المسؤولية عن الوضع بأوزبكستان بمساندتها للرئيس كريموف.
 
وفي لندن حاول عشرات من نشطاء حزب التحرير الإسلامي اقتحام السفارة الأوزبكية في العاصمة البريطانية بعد أن لطخوا جدرانها بطلاء أحمر، وقد رددوا شعارات تندد بسفك الدماء في أوزبكستان. وأفاد مراسل الجزيرة في لندن بأن الشرطة تصدت للمتظاهرين واعتقلت عددا منهم.
 
كانت الحكومة الأوزبكية قد حملت حزب التحرير المحظور مسؤولية العنف في أنديجان، وهو ما نفته قيادات الحزب بشدة مؤكدة أنها تسعى للتغيير بالوسائل السلمية.
 
قلق غربي

undefinedفي غضون ذلك توالت ردود الفعل الغربية المنددة بقمع السلطات الأوزبكية لحركة الاحتجاج في أنديجان، فقد أعربت الولايات المتحدة عن قلقها العميق وإدانتها لإقدام القوات الأوزبكية على إطلاق النار عشوائيا على المدنيين.
 
ودعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الرئيس الأوزبكي إلى جعل نظام الحكم أكثر انفتاحا وإجراء إصلاحات سياسية "ليكون ذلك بمثابة صمام أمان لمنع وقوع المزيد من الاضطرابات".
 
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أنه يتابع بقلق كبير تطورات الوضع في أوزبكستان, ودعا جميع الأطراف المعنية إلى ضبط النفس.
 
وأمام المأساة الإنسانية التي يواجهها آلاف النازحين دعت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أوزبكستان وقرغيزستان إلى ترك الحدود بينهما مفتوحة أمام جميع المدنيين عند جميع نقاط العبور.
المصدر : وكالات