انتقادات شديدة لترحيل لاجئين أفغان من ألمانيا

Refugees at Sangatte Red Cross refugees camp in northern France wander around a dormitory November 14, 2002. At least 1600 asylum seekers from Iraq, Afghanistan and Sudan are staying at the shelter. France and Britain agreed that the controversial Sangatte refugee camp could close by April next year providing Britain has implemented legislation to discourage illegal immigration. REUTERS/Pascal Rossignol

خالد شمت-ألمانيا

شنت منظمات ألمانية لمساعدة اللاجئين وشخصيات سياسية معارضة في ولاية هامبورغ الألمانية، هجوما على بدء وزارة الداخلية المحلية بهذه الولاية تنفيذ خطة لترحيل خمسة آلاف من اللاجئين الأفغان المقيمين فيها منذ ست سنوات إلى بلادهم.

وتهدف الخطة التي أعدها وزير الداخلية في الولاية أودو ناجيل إلي البدء أولاً بترحيل جميع الرجال الأفغان المقيمين بمفردهم والذين تتراوح أعمارهم بين 18-60 عاماً، إجباريا في مجموعات كل أربعاء من مطار فرانكفورت إلي مطار كابل.

وبرر ناجيل قرار التهجير برغبة الولاية في إعادة اللاجئين إلى بلادهم للاستفادة من جهودهم في أعمال الإعمار والبناء الجارية هناك، بعد الدور الذي لعبته الشرطة والجيش الألماني في إعادة الأمن إلى كثير من المناطق الأفغانية.

وقال الوزير المحلي إنه حصل خلال زيارته العاصمة الأفغانية كابل الشهر الماضي على موافقة وزير المهجرين هناك عزام ظافر على البدء بإعادة المهاجرين الأفغان في ألمانيا، مؤكدا أن ظافر أخبره بزوال الموانع القانونية التي كانت تحول دون عودتهم.

لكن ظافر نفى في مقابلة مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية كل ما نسبه إليه الوزير الألماني، وأكد أنه طلب من ناجيل تأجيل قرار إعادة اللاجئين في الوقت الراهن، موضحا له أن إعادتهم في ظل الظروف التي تعيشها البلاد ستكون غير مفيدة.

آراء حقوقية
من جانبها وصفت المتحدثة باسم منظمة العفو الدولية في ألمانيا فيرينا هيريا في تصريحات للجزيرة نت قرار ترحيل اللاجئين الأفغان بغير الحكيم، مشيرة إلى أنه سيحكم على هؤلاء بالعودة إلى بلد تدهورت أوضاعه الأمنية بشكل واضح.

وأكدت منظمة "برو أزيل" الألمانية لمساعدة اللاجئين في بيان خاص أن هذا القرار "يفتقد للمسؤولية إلى أبعد الحدود"، فيما اعتبرت أنيا هايدوك القيادية البارزة بحزب الخضر في الولاية أن انفراد الحكومة المحلية في هامبورغ دون باقي الولايات الألمانية بالبدء في ترحيل اللاجئين الأفغان ليس له ما يبرره.

لكن وزارة الداخلية بالولاية قررت تجاهل جميع هذه الانتقادات وأكدت عزمها المضي في خطتها إلى النهاية، ودعت اللاجئين الأفغان المستهدفين بالترحيل إلى مغادرة ألمانيا طواعية حتى يستطيعوا الحصول على مبلغ 1300 يورو سيتم منحها لكل لاجئ لمساعدته على بدء حياة جديدة في بلاده.

وأوضح المتحدث باسم الوزارة راينهارد فالك أن أغلبية الأفغان المقيمين في ألمانيا منذ أكثر من ست سنوات سيتم دراسة مواقفهم في الاجتماع المقبل لمجلس وزراء الداخلية المحليين في الولايات الألمانية، ورجح حصول الذين يعملون منهم ولا يعيشون من إعانات الضمان الاجتماعي على حق الإقامة الدائمة في ألمانيا.

وتعد هامبورغ أكبر ولاية ألمانية من حيث عدد اللاجئين الأفغان المقيمين فيها، إذ يقدر عدد هؤلاء بنحو 15 ألفا.
_____________
مراسل الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة