المغرب يحبط آلاف محاولات التسلل للمهاجرين الأفارقة

REUTERS/ Moroccan soldiers inspect would-be immigrants in the Bel Younech area, near the barrier which separates Morocco from Spain's North African enclave of Ceuta in northern

قالت السلطات المغربية إنها أحبطت خلال ثلاث سنوات آلاف محاولات التسلل لمهاجرين أفارقة.
 
وأفاد مدير الهجرة ومراقبة الحدود في وزارة الداخلية المغربية خالد الزروالي أن المغرب أحبط 25900 محاولة هجرة سرية، منها 20 ألف محاولة قام بها أشخاص من دول أفريقيا جنوب الصحراء.
 
وأوضح المسؤول المغربي أن بلاده تمكنت من القضاء على نحو 300 شبكة لتهريب الأشخاص وخفض عدد الزوارق والمهاجرين السريين بمعدل 35 و40%.
 
وأكد الزروالي أن هذه الإنجازات ثمرة حصرية للجهود التي بذلها المغرب, مشيرا إلى أن النتائج ستكون أحسن من ذلك لو استفادت الرباط من الدعم التقني والمالي من شركائها، في تلميح إلى دول الاتحاد الأوروبي.
 
وكثفت السلطات المغربية في الآونة الأخيرة عمليات مكافحة الهجرة السرية فوق أراضيها، وقامت قوات الأمن بعمليات تمشيط واسعة في المناطق الشمالية المحاذية لمدينتي سبتة ومليلية الخاضعتين للسيطرة الإسبانية.

وقالت مراسلة الجزيرة بالمغرب إن السلطات اعتقلت 136 مهاجرا غير قانوني أثناء محاولتهم التسلل من مدينة الناضور إلى سبتة ومليلية، مما يرفع عدد المعتقلين إلى 1200 خلال أسبوع.

استقبال مبعدين


undefined

تأتي هذه التصريحات تزامنا مع موافقة المغرب على استضافة 73 مهاجرا سريا أفريقيا أبعدتهم إسبانيا في بادرة وصفها المسؤول المغربي بأنها مؤشر قوي جدا.

 
ووصل هؤلاء المهاجرون المبعدون إلى مدينة طنجة شمالي المغرب مساء الخميس الماضي ووضعوا في مركز اجتماعي بالمدينة حيث تقوم الدوائر المختصة بالتعرف على هوياتهم.
 
في مقابل هذه المبادرة نددت منظمة "أطباء بلا حدود" غير الحكومية بإبعاد السلطات المغربية أكثر من 500 مهاجر أفريقي إلى منطقة صحراوية جنوب البلاد، وتركهم هناك دون ماء أو غذاء وذلك بعد أن طردوا من سبتة ومليلية.
 
وأفادت المنظمة استنادا لشهادات مهاجرين أفارقة بأن الشرطة المغربية اقتادت هؤلاء المهاجرين بعد أن طردهم الحرس المدني الإسباني في سبتة ومليلية المحتلتين، إلى العوينة سواتر وهي منطقة صحراوية تبعد 600 كلم جنوب المغرب.
 
لكن وزير الاتصال المغربي الناطق الرسمي باسم الحكومة نبيل بنعبد الله نفى في اتصال هاتفي مع الجزيرة المعلومات التي أوردتها "أطباء بلا حدود".
 

وتحدثت عدة منظمات غير حكومية عن شهادات تفيد بأن السلطات الإسبانية تبعد بشكل غير شرعي إلى المغرب المهاجرين الذين استطاعوا عبور السياج المزدوج الذي يفصل المدينتين المحتلتين من طرف إسبانيا عن شمال المغرب.



undefined

موراتينوس بالمغرب

ولمناقشة آخر تطورات ملف الهجرة السرية يعتزم وزير الخارجية الإسباني ميغيل موراتينوس زيارة المغرب الاثنين القادم.
 
كما توجهت بعثة تقنية من الاتحاد الأوروبي إلى المغرب ومدينتي سبتة ومليلية لتقييم وضع المهاجرين غير القانونيين إلى أوروبا.
 
تأتي هذه التحركات بعد أن لقي ستة مهاجرين أفارقة مصرعهم عندما حاول المئات -أغلبهم من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء- اقتحام الحاجز الذي يفصل بين المغرب ومدينة مليلية، ليرتفع عدد قتلى محاولات العبور إلى 11 خلال أسبوع.
 
أمام خطورة الوضع دعت المفوضية الأوروبية السلطات الإسبانية والمغربية إلى "التعامل باعتدال" مع هذه الظاهرة وأقرت في الوقت نفسه بأنه "وضع من الصعب جدا معالجته".

من جانبه ناشد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الحكومتين الإسبانية والمغربية معاملة المهاجرين الأفارقة بشكل إنساني، وقال إن مسالة الهجرة السرية تعتبر "مشكلة خطيرة جدا وموضوعا ساخنا جدا".

المصدر : الجزيرة + وكالات