هجرة الأفارقة توتر العلاقات المغربية الجزائرية

f_African migrants rest inside the Polisirio camp at Bir Lahloo, in Western Sahara 16 October 2005.

واصل المغرب والجزائر تبادل الاتهامات بشأن تسلل المهاجرين غير القانونيين القادمين من دول أفريقيا جنوب الصحراء عبر أراضيهما باتجاه إسبانيا.
 
وقد وصفت وزارة الخارجية الجزائرية الاتهامات التي وجهتها الرباط للجزائر بالتورط في ظاهرة هجرة الأفارقة بأنها "ملفقة وكاذبة وفاضحة".
 
وقال عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الجزائري والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية إن بلاده أصبحت بمثابة شماعة للمغرب يعلق عليها كل مشاكله الداخلية.
 
ودعا بلخادم في اتصال هاتفي مع الجزيرة إلى التشاور المشترك مع الدول الأفريقية التي يأتي منها المهاجرون.
 
وكان المغرب قد اتهم أمس الجزائر وجبهة البوليساريو باستغلال مسألة هجرة الأفارقة لتحقيق ما وصفها بمآرب دعائية في إطار النزاع حول الصحراء الغربية.
 

وقال رئيس الوزراء المغربي إدريس جطو إن الجزائر وجبهة البوليساريو تجمّعان عشرات المواطنين الأفارقة المرشحين للهجرة إلى أوروبا عبر المغرب في مدينة تندوف الجزائرية "بهدف توظيفهم في نزاع الصحراء".


undefinedدعوة للأمم المتحدة

وفي السياق دعا المغرب البعثة الأممية من أجل تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية إلى احترام الالتزامات المتخذة بشأن المنطقة الصحراوية العازلة.
 
ولفتت الحكومة المغربية انتباه البعثة إلى ما اعتبرته خرقا من جانب البوليساريو للمنطقة العازلة على الحدود مع الجزائر والتي يحظر فيها أي تحرك وفق اتفاق أبرم عام 1991.
 
من جانبها اعتبرت البوليساريو على لسان رئيسها محمد عبد العزيز تصريحات رئيس الوزراء المغربي بمثابة "تهديدات مع نية في التصعيد والاعتداء ضد الجزائر أو ضد المناطق الصحراوية المحررة في الصحراء الغربية".
 
وكانت البوليساريو قد أعلنت أنها عثرت منذ 12 أكتوبر/تشرين الأول الحالي على 92 مهاجرا أفريقيا أبعدتهم السلطات المغربية إلى المناطق الصحراوية بعد أن منعتهم من التسلل إلى مدينتي سبتة ومليلة الواقعتين شمالي المغرب والخاضعتين للحكم الإسباني.
 
لكن الحكومة المغربية نفت ذلك مرارا وقالت إنها تحترم حقوق الإنسان في تعاطيها مع ملف المهاجرين، وألقت باللوم على الاتحاد الأوروبي لعدم تعاونه الكافي في مواجهة هذا الملف.


undefinedالتزامات وترحيل

واعتبر جطو أن "المغرب ينهض بالتزاماته ويبذل جهودا جبارة لمواجهة التدفقات المكثفة للمهاجرين السريين القادمين بصفة أساسية من الحدود الجزائرية".
 
وقد رحل المغرب مئات المهاجرين الأفارقة جلهم سنغاليون وماليون إلى بلدانهم جوا عبر جسرين جويين أحدهما في مدينة وجدة شمال شرق البلاد والثاني في غلميم جنوب البلاد.
 
ورغم كل ذلك ما زال آلاف الأفارقة الذين يعتزمون الهجرة إلى أوروبا عبر إسبانيا ينتظرون بين مالي والجزائر، خشية ألا يتمكنوا من مواصلة رحلتهم بعدما أصبحت الحدود بين الجزائر والمغرب مغلقة عمليا.
 
وترجح عدة مصادر أن يكون نحو 10 آلاف أفريقي موجودين في عدة مناطق من المغرب، في انتظار أن تتاح لهم فرصة التسلل إلى إسبانيا.
المصدر : الجزيرة + وكالات