تنظيم أول مؤتمر إسلامي حاشد في أميركا

undefined

نظم في مدينة بالتيمور بولاية ميريلاند الأميركية أول مؤتمر إسلامي مشترك ضم أكبر جمعيتين إسلاميتين على الساحة الأميركية, هما الجمعية الأميركية الإسلامية (ماس) التي يغلب على عضويتها الأميركيون العرب، والحلقة الإسلامية في شمال أميركا (إكنا) ويغلب على عضويتها الأميركيون من مسلمي شبه القارة الهندية, تحت شعار "المسلمون في أميركا: التحديات والآمال والمسؤوليات".

وقد أجمع المحاضرون على أن المؤتمر يعتبر حدثا تاريخيا بارزا، كونه تخطى للمرة الأولى الحواجز العرقية في لقاءاته, وركز على وحدة الصف الإسلامي، وصولا إلى إبراز الصوت الإسلامي موحدا ومنسجما مع متطلبات المرحلة الراهنة التي تتطلب تضافر كل الجهود لإبراز وجه الإسلام وحقيقته الناصعة, والدفاع عن حقوق المسلمين التي تعرضت لانتهاكات واسعة بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول الماضي.

وشكل المؤتمر -الذي وصف بالنجاح بكل المقاييس- انطلاقة قوية نحو وحدة الصف الإسلامي الأميركي، ممهدا نحو عقد مؤتمر إسلامي شامل يضم كافة الجمعيات والمؤسسات الإسلامية العاملة على الساحة الأميركية عام 2004.


undefinedحضور حاشد
وقد برهن المؤتمر -الذي تميز بمكانة ضيوفه على الساحتين الإسلامية والأميركية وبالحضور الكبير الذي فاق 15 ألفا وحجم التبرعات التي تجاوزت المليون دولار- على أنه لا مكان للخوف والتردد في قلوب الجالية المسلمة, وأوضح جرأة المسلمين على حضور المؤتمرات الكبيرة مصطحبين كافة أفراد عائلاتهم.

undefinedوقد شمل الحضور الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ عبد الله بن عبد المحسن التركي الذي ترأس وفد الرابطة في زيارة "نوايا حسنة" للولايات المتحدة الأميركية, لتوضيح حقيقة الإسلام ومفاهيمه السمحة من خلال لقاءاته مع المسؤولين والمفكرين الأميركان.

وكذلك عضو مجلس اللوردات البريطاني اللورد نذير أحمد الذي أكد على وجوب الابتعاد عن الانعزالية, ووجوب انخراط المسلمين في مختلف أوجه العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي لأخذ نصيبهم في صنع القرار.

وشارك في المؤتمر أيضا عضو الكونغرس الأميركي الأسبق بول فندلي الذي أكد على ضرورة تعريف المسلمين بأنفسهم بمختلف الوسائل وحقهم في الدفاع عن قضاياهم العادلة.

وتمثلت المفاجأة في الأستاذة المتخصصة في الشؤون الدولية الأميركية لورا دريك التي أكدت دعمها المطلق للشعب الفلسطيني في الدفاع عن حقه في التخلص من الاحتلال الإسرائيلي, مختتمة كلمتها بعبارة "تحيا المقاومة الفلسطينية" التي رددتها باللغة العربية.

وأوضح السفير الأميركي السابق في عدة بلدان عربية إدوارد بيك أن أغلبية الشعب الأميركي لا يعرف من هو رئيس جارتهم كندا ولا يهتم إطلاقا بما يجري في الخارج، وبالتالي فإن الأميركيين يكونون خاضعين لتأثير الإعلام الأميركي المضلل، مؤكدا رفضه لما تقوم به أميركا من دعم مطلق لإسرائيل وقتلها لأطفال العراق, وهذا خلاف ما قامت وتأسست عليه أميركا.

من جانبه أكد رئيس الجمعية الأميركية الإسلامية الدكتور سهيل الغنوشي أن مصائب المسلمين ليست بسبب الإسلام وإنما بسبب ابتعادهم عنه، مؤكدا على دور الجمعية الذي يقوم على تجميع المؤسسات والمراكز الإسلامية وتوحيدها للعمل معا, والدعوة للعمل الجماعي لأن الإسلام يجب أن يخدم من قبل الجميع.

في حين أكد رئيس الحلقة الإسلامية في شمال أميركا الدكتور ذو الفقار علي شاه على تحمل المسلمين لمسؤوليتهم أمام الله سبحانه وتعالى عن عدم تبليغ الإسلام للأميركيين، مؤكدا على ضرورة الاستفادة من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام في تحمل الصبر على الشدائد وحسن المعاملة مع أهل الكتاب والثقة المطلقة بالله وأنه ناصر دينه والسير قدما نحو تبليغ الإسلام للمجتمع، مؤكدا على أهمية الاعتزاز بالشخصية الإسلامية.

المصدر : قدس برس