صراع اللغات يحتدم في ماليزيا


undefinedحذرت السلطات الماليزية أعضاء لجنة تربوية تشرف على تدريس اللغة الصينية في ماليزيا من أنه قد توجه لهم تهمة التحريض على العصيان ويعتقلون وفق قانون الأمن الداخلي الذي يسمح باعتقال الأشخاص من دون محاكمة إذا استمروا في معارضة خطة الحكومة بتدريس مناهج العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية.

ويأتي تحذير الحكومة للجنة دونغ جياو زونغ التي ترعى كذلك مصالح المدرسين ذوي الأصول الصينية في ماليزيا, في إطار رفض الأقلية الصينية المتواصل لتدريس مناهج العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية خشية أن يؤثر ذلك في مستقبل اللغة الصينية في البلاد. ووصف مجلس الوزراء اللجنة بأنها "شوفينية ومتطرفة وخطرة".

وكان رئيس الوزراء الماليزي محاضر محمد الذي تعهد بترك منصبه في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل قال إن خطة تدريس المواد العلمية باللغة الإنجليزية في جميع مدارس البلاد العام المقبل تهدف إلى مساعدة الأطفال على إتقان المعرفة العلمية ولا تسعى إلى التقليل من شأن الأقليات الصينية والهندية التي تكوّن مع غالبية الملايو والعرقيات الأخرى لحمة الشعب الماليزي.

غير أن المدرسين الصينيين أعربوا عن اعتراضهم على هذه الخطة وقالوا إن السماح بتدريس مادتين باللغة الإنجليزية قد يؤدي إلى الاستعاضة مستقبلا عن الصينية في المناهج الأخرى. كما اعتبر الماليزيون من أصل صيني قرار الحكومة تهديدا لمستقبل أبنائهم, وقالوا إن الحكومة لا تستمع إلى رأي الشعب وتصر على تمرير قراراتها دون انتظار موافقته.

الانتخابات القادمة
ويرى المراقبون أن هذه المسألة قد تلقي بظلالها على الانتخابات العامة المزمع إجراؤها في أكتوبر/ تشرين الأول 2003. ويعد هذا الخلاف الثاني بين الحكومة ولجنة دونغ جياو زونغ في غضون عامين, فقد عارضت اللجنة العام الماضي مقترحا للحكومة بالسماح للعرقيات الأخرى بالانضمام إلى المدارس الصينية لتشجيع الاختلاط العرقي.

يشار إلى أن التعليم يعتبر موضوعا حساسا في ماليزيا, إذ تسعى الحكومة باستمرار إلى تشجيع التعايش بين العرقيات في المدارس لتجنب أعمال الشغب الدموية التي جرت في عموم البلاد عام 1969. ويشكل الملايو تقريبا نصف عدد سكان ماليزيا البالغ 23 مليون نسمة, ويشكل الصينيون 26% والهنود 8%. وقد أسس الصينيون مدارسهم الخاصة بهم منذ قدومهم إلى البلاد في القرن التاسع عشر إبان الاحتلال البريطاني لماليزيا.


undefinedوكان محاضر قد اقترح في مايو/ أيار الماضي تدريس جميع المواد باللغة الإنجليزية بدافع القلق من تدني مستوى اللغة الإنجليزية بين الشباب, لكن مقترحه جوبه بمعارضة شديدة بزعم أن ذلك سيؤثر في مستقبل اللغة الملاوية القومية التي يتحدثها جميع سكان ماليزيا. ثم قرر محاضر تعديل مقترحه قائلا إن مناهج العلوم والرياضيات ستدرس بالإنجليزية على أن تبقى باقي المناهج بلغاتها الأخرى حسب العرقية التي تنتمي إليها المدرسة.

وبعدما اعترض الصينيون على التعديل -ومن ضمنهم الأعضاء الصينيون في الائتلاف الحاكم- وافق محاضر على أن تدرس المدارس الصينية تلك المادتين بالإنجليزية والصينية شريطة أن تؤدى كافة الامتحانات النهائية باللغة الإنجليزية بشكل إجباري بحلول عام 2008.

ويرى المحللون السياسيون أن حزب الجبهة الوطنية الذي يتزعمه محاضر قد خاض مواجهة غير ضرورية مع الأقلية الصينية التي منحته أصواتها في انتخابات عام 1999 في وقت يسعى فيه إلى استرجاع تأييد الغالبية الملاوية. يذكر أن الملاويين منحوا أصواتهم إلى المعارضة في تلك الانتخابات.

المصدر : وكالات