الخلافات مازالت عالقة بين الناتو وروسيا

أكرم خزام – موسكو

undefinedتركزت مباحثات روبرتسون في موسكو مع المسؤولين الروس على تبادل المعلومات بشأن آفاق أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ، لكنها أبقت الخلافات بين روسيا والناتو قائمة.

وقال جورج روبرتسون السكرتير العام لحلف الناتو في زيارته لموسكو إن "ثمة خلافات جدية بين الطرفين، لكن يمكن إجراء مناقشات بناءه، الأمر الذي قد يؤدي إلى حلول مرضية للطرفين".

وتشير المصادر السياسية إلى أن الجانبين لم يتوصلا إلى اتفاق محدد أمام إصرار الناتو على قبول أي دولة في عضويته، فيما يضع الروس خطوطا حمراء بشأن قبول دول البلطيق المجاورة لروسيا للانضمام للناتو.

وفي هذا الشأن تساءل روبرتسون "لماذا يقلق موضوع البلطيق روسيا أكثر من عضوية النرويج التي تعتبر عضوا في الناتو والمجاورة لروسيا أيضا؟".

 ويذكر أن فتح مكتب إعلامي لحلف الناتو في موسكو النتيجة الإيجابية الوحيدة لزيارة روبرتسون، خاصة أنها تشكل إشارة إلى نية الطرفين بطي صفحة الخلاف بينهما والاستمرار في الحوار بشأن القضايا المختلف عليها.

وقد وصف ألكسندر بيكاييف -الباحث في الشؤون الإستراتيجية- افتتاح المركز الإعلامي بأنه "قلب صفحة في العلاقات بين روسيا والناتو، والتي ظهرت بعد الحرب في يوغسلافيا، بيد أن الصفحة قد أغلقت مؤقتا إلى حين التوسع المنتظر باتجاه الشرق".

وقد كشفت زيارة روبرتسون إلى موسكو عن المقترحات الروسية بشأن إقامة نظام أوروبي غير استراتيجي للدفاع المضاد للصواريخ المتمثل بضرورة تقييم المخاطر من ضربات صاروخية محتملة تهدد أوروبا، وبإنشاء نظام متكامل لصد هذه المخاطر بالسبل السلمية. 

وتنتظر موسكو رد فعل الأعضاء الأوروبيين في الناتو على مقترحاتها، كما تنتظر نتائج مباحثات وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة التي ستجرى قريبا في القاهرة بغية وضع استراتيجية للعلاقة مع واشنطن من جهة ومع الناتو من جهة أخرى.

وتجدر الإشارة إلى أنه لم يكن من المتوقع لمحادثات روبرتسون مع المسؤولين الروس أن تفضي إلى نتائج نوعية تلغي الخلافات الحادة بين روسيا والناتو والتي تأججت إثر بدء حرب البلقان الأخيرة.

ويبدو أن الهدف الأساسي لمباحثات روبرتسون يتمثل بتبادل المعلومات بشأن قضيتين أساسيتين تشكلان الفيصل في حلبة الصراع بين روسيا والناتو وهما:

-توسع الناتو باتجاه الشرق.

-المشروع الروسي الرامي إلى إقامة نظام أوروبي غير  استراتيجي للدفاع المضاد للصواريخ.

من جانب آخر كشفت مباحثات السكرتير العام لحلف الناتو مع القادة الروس عن الخطة الروسية لمواجهة سعي واشنطن إلى تشييد درعها النووي والانسحاب من معاهدة الدفاع المضاد للصواريخ الموقعة بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة سنة 1972.

وقد أدت هذه المباحثات بين الطرفين إلى تبادل المعلومات بشأن القضايا العالقة بينهما، لكنها توصلت إلى إقناع موسكو بفتح مركز إعلامي للناتو داخل العاصمة الروسية التي جمدت كافة نشاطاتها الإعلامية والعسكرية مع الناتو منذ اندلاع حرب البلقان الأخيرة.

ويذكر أن فتح المركز الإعلامي رغبة روسية لإقناع الأوروبيين بأن موسكو جادة في التعاون المشترك من أجل قضايا الأمن الأوروبي، وأنه قد يؤدي إلى إقناع واشنطن بالعدول عن مشروعها الرامي إلى تشييد مظلتها النووية.

ويبدو أن روسيا قررت أن تتوسع غربا في مواجهة إصرار الناتو على التوسع شرقا.

المصدر : الجزيرة