أوروبا وأزمة اللجوء.. اشتباه بتواطؤ المنقذ مع المهرب

Migrants, who are part of a group intercepted aboard a dinghy off the coast in the Mediterranean sea, stand on a rescue boat upon arriving at a port in Malaga, southern Spain, March 2, 2017. REUTERS/Jon Nazca

هل هي خدمة نقل تشجع مهربي البشر؟ أم خدمة إنسانية ضرورية لإنقاذ أرواح آلاف المهاجرين
الأفارقة العابرين إلى أوروبا في رحلة محفوفة بالمخاطر؟
 
ويسلط النقاشُ الدائر حاليا بين مسؤولي الاتحاد الأوروبي -حول دور جماعات الإغاثة في البحر المتوسط– الضوءَ على معضلة التزاماتهم الأخلاقية والقانونية التي تقضي بمساعدة المحتاجين، والضغوط المتنامية من الناخبين لإبعاد المهاجرين.
 
ويدور منذ شهور النقاش حول هذا الموضوع بمختلف أنحاء الاتحاد الأوروبي. فقد قال وزير الهجرة البلجيكي ثيو فرانكين في مارس/آذار الماضي إن منظمة أطباء بلا حدود تشجع مهربي البشر، فرد رئيس الوزراء شارل ميشيل بتوبيخه وطالبه بـ "احترام العمل الانساني".

وكانت جماعات مثل "أطباء بلا حدود" و"أم أو أي أس "و"سي ووتش" و"أس أو أس ميديتراني" و"سي آي "و"أنقذوا الأطفال" قد كثفت عمليات البحث والإنقاذ واقتربت بنشاطها أكثر من الساحل الليبي بعد أن هالها معدل الخسائر بالأرواح. وتنفي هذه الجماعات مساعدتها أنشطة المهربين بأي شكل من الأشكال.
        
وتوضح بيانات الأمم المتحدة أن المسار الرئيسي للمهاجرين الأفارقة إلى أوروبا حصد أرواح ما يقرب من 4600 شخص عام 2016 وحوالي 1300 تقريبا منذ بداية العام الجاري.
 
وقالت وكالة فرونتكس الحدودية التابعة للاتحاد الاوروبي إنه تم العام الماضي إنقاذ خمسين ألف شخص آخرين من مراكب انقلبت أو من زوارق مطاطية تحمل من الركاب ما يفوق طاقتها.
 
وصعدت "أطباء بلا حدود" وغيرها من المنظمات الأهلية جهود الإنقاذ في موسم الهجرة الأخير الذي يبدأ فصل الربيع عندما تهدأ حالة البحر واقتربت عملياتها أكثر من الشاطئ.

مضاعفة الأرباح
وتقول فرونتكس إن هذا سمح للمهربين بتعظيم أرباحهم باستخدام زوارق متداعية وتقديم كميات قليلة من الوقود أو الطعام بل وإزالة المحركات في بعض الأحيان، الأمر الذي أدى لزيادة الخسائر بالأرواح. وطالبت الوكالة بمراجعة دور المنظمات الأهلية.
 
وقد فتحت السلطات بميناء كاتانيا الإيطالي تحقيقا لتقصي الحقائق في دور الجمعيات الأهلية. وعندما بدأ المدعي العام كارميلو زوكارو التحقيق في فبراير/شباط قال إنه يبحث عن أي علامات على
التواطؤ بين المنظمات الأهلية ومهربي البشر.
 
وباشر البرلمان الإيطالي بدوره ببحث دور المنظمات الأهلية في عمليات البحث والإنقاذ قرب الساحل الليبي.

من جهته، قال رئيس فرونتكس "علينا أن نحقق التوازن بين إنقاذ الأرواح وبين التأكد من ألا تغذي تصرفاتنا نشاطا إجراميا بتشجيع المجرمين على تكييف أساليب عملهم مع وجود سفن تقترب من ليبيا".

ومضى فابريس ليجيري قائلا إن ما يقرب من نصف عمليات البحث والإنقاذ تنفذها الآن المنظمات الأهلية، الأمر الذي يزيد من صعوبة فرض الحكومة الرقابة على العملية.

وذكر أيضا أن هدفه ليس تحميل المسؤولية للمنظمات الأهلية أو لأحد، بل تسليط الضوء على الحقائق، "المفارقة لدينا أن عام 2016 شهد أكبر عدد من السفن التي تجوب المنطقة، ومع ذلك فقد شهدنا أيضا
أكبر عدد من الخسائر في الأرواح".

 

قال دبلوماسي بالاتحاد الأوروبي في بروكسل: نحن نعتبر عمليات الإنقاذ تلك عامل جذب دائم، فإذا ما عرف المهاجرون أنه سيتم إنقاذهم فسيأتون

وتقول "أطباء بلا حدود" وجماعات إغاثة أخرى تشارك في عمليات البحث والإنقاذ إن هدفها إنقاذ الأرواح. غير أن مسؤولين كثيرين بالاتحاد الأوروبي يقولون إن المنظمات الأهلية تشجع تدفق المهاجرين ولو عن غير قصد.
 
ومن جانبه قال دبلوماسي بالاتحاد الأوروبي في بروكسل "نحن نعتبر عمليات الإنقاذ تلك عامل جذب دائم. فإذا ما عرف المهاجرون أنه سيتم إنقاذهم فسيأتون".

كبش فداء
وتقول المنظمات الأهلية إنها تحولت إلى كبش فداء لفشل الاتحاد الأوروبي في إدارة مسألة الهجرة، مع سعي الساسة للاستفادة من المشاعر المناهضة للهجرة بين الناخبين.
 
ووقف فرانز تيمرمانز نائب رئيس المفوضية الأوروبية بشدة إلى جانب المنظمات الأهلية. وقال الشهر الماضي "إنقاذ الأرواح في البحر ورعاية الضعفاء شيء مختلف عن الترويج لـ الهجرة غير النظامية".
 
وأضاف "ما من دليل قط على أن المنظمات الأهلية تعمل مع شبكات التهريب الإجرامية لمساعدتها على دخول الاتحاد الأوروبي".

المصدر : رويترز