فبركة أميركية لتوريط اللاجئين بإحراق مزعوم لكنيسة ألمانية

موقع ميديا الألماني يكشف الفبركة المزعومة لخبر إحراق كنيسة درتموند في موقع يميني أميركي
موقع ميديا الألماني يعرض الخبر الأميركي الملفق ويعلق عليه (دويتشه فيلله)

كشف موقع ميديا الألماني محاولة موقع أميركي ترويج خبر مزيف يفيد بأن أقدم كنيسة في مدينة دورتموند بولاية شمال الراين ويستفاليا أحرقت في ليلة رأس السنة على يد ألف لاجئ سوري، وأن المنفذين المزعومين كبروا بعد انتهاء العملية.

وحذر موقع ميديا meedia.de من الخبر المنشور على موقع برايتبارت Breitbart.com التابع لليمين الأميركي الشعبوي، واصفا إياه بالكاذب.

ورأى ألكسندر بيكر -وهو كاتب المقال الألماني الذي اكتشف الخبر المبالغ فيه- أن هذا تزييف وتزوير وبمثابة درس ومثال صارخ على القلب المقصود للحقائق لصالح أجندات شخصية.

وذكر موقع ميديا أن المقال الأميركي اليميني يروج افتراءات تظهر عجز الشرطة الألمانية عن السيطرة على ألف شاب سوري في مدينة دورتموند، وكيف أنهم بدؤوا برمي الألعاب النارية على حشود الناس والزوار المحتفلين -بمن فيهم من عائلات وأطفال- وكيف أن الشرطة حاولت إيقافهم، لكنهم بدلا من الامتثال أطلقوا ألعابا نارية على الشرطة.

وأضاف موقع ميديا أن الموقع الأميركي زعم أن الشرطة تكذب حين تدعي أن كل شيء يسير على ما يرام في المدينة.

وذكر موقع ميديا أن الموقع الشعبوي استند إلى خبر من موقع الرور الإخباري الألماني المحلي الذي ذكر بالفعل أن صاروخا صغيرا من الألعاب النارية وقع على هيكل الترميم الذي يحيط ببرج الكنيسة، ولكن سقف الكنيسة لم يحترق، وحدث بالفعل حريق صغير تمكنت الشرطة من السيطرة عليه بسرعة، وكان بالفعل هناك شاب سوري في إحدى المجموعات وهتف "الله أكبر"، ولكن ليس بالشكل التضخيمي الحافل بالتفاصيل البعيدة كل البعد عن الصحة، الذي صوّر من خلاله الموقع الأميركي للقارئ ما حدث.

موقع موالٍ
وعبر القائمون على موقع الرور الإخباري الألماني عن استغرابهم من المبالغة في نقل الخبر وما فيه من تفاصيل غير صحيحة نشرها الموقع الموالي للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، واصفين رئيس تحريره ستيف بانون بأنه بوق لتيار اليمين المتطرف.

من جانب آخر، التقط موقع فوخن بليك Wochenblick.at النمساوي الخبر المفبرك الذي نشره الموقع الأميركي برايتبارت وأعاد نشره تحت عنوان" الله أكبر-ليلة رأس السنة في دورتموند"، وورد فيه "نحن نذكر الأخبار التي يصمت عن ذكرها الآخرون"، وانتهى  إلى القول "الله أكبر يقولها الإرهابيون قبل أن يقتلوا ضحاياهم كما فعل قتلة القسيس وكما فعل المهاجمون في ميونيخ وفورتسبورغ"، وارتفع عدد مشاركة الخبر على فيسبوك إلى أكثر من ثمانمئة مرة.

واللافت أن مكتب أحد البرلمانيين الاتحاديين الألمان وقع في حبال هذا الخبر الزائف، وبدأ مكتب البرلماني (تورستن هوفمان العضو في حزب ميركل) الممثِّل لمدينة دورتموند والواقع في برلين الحديث عن "إطلاق نار" على الكنيسة في بيان صحفي، وهو ما يدل -بحسب ما يرى موقع ميديا- على عدم كفاءة فريقه الصحفي.

وعلق أحد محرري موقع الرور الألماني على الخبر الـمفبرك قائلا "هكذا تُسْتَخدَم الأخبار الزائفة والكراهية والبروباغاندا (من قِبَل اليمين الشعبوي) للدعوة إلى إعدام المستشارة أنجيلا ميركل من دون محاكمة"، وهنا رابط مقال فيه فيديو نشره موقع الرور الإلكتروني الألماني لما حدث في دورتموند ليلة رأس السنة 2017 عند الكنيسة.

المصدر : دويتشه فيله