الأوبئة أم الترحيل وراء انتفاضة لاجئي بلغاريا؟

Bulgarian riot police are seen inside a refugee center during clashes in the town of Harmanli, Bulgaria, November 24, 2016. bTV news/Maria Georgieva/via REUTERS ATTENTION EDITORS - FOR EDITORIAL USE ONLY. NO ARCHIVES. NO RESALES THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY. BULGARIA OUT. NO COMMERCIAL OR EDITORIAL SALES IN BULGARIA. THIS IMAGE WAS PROCESSED BY REUTERS TO ENHANCE QUALITY, AN UNPROCESSED VERSION HAS BEEN PROVIDED SEPARATELY.
شرطة مكافحة الشغب البلغارية على مدخل مخيم خارمنلي (رويترز)

محمد العلي

بعد أربعة أيام من هبّة اللاجئين بمخيم خارمنلي البلغاري واشتباكهم مع شرطة مكافحة الشغب، نفذ رئيس الوزراء المستقيل بويكو بوريسوف تهديده بنقل نحو أربعمئة لاجئ أفغاني -ممن يشتبه بمشاركتهم في المواجهات- إلى مخيم مغلق بمحافظة خاسكوفو القريبة تمهيدا لترحيلهم.

ورغم الضجيج المثار في الإعلام البلغاري حول أحداث 24 نوفمبر/ تشرين الثاني ووصفها "بالانتفاضة" لم تتضح حتى الآن الأسباب الحقيقية التي دفعت نحو ألفين من سكان مخيم اللاجئين الأكبر في بلغاريا إلى تحطيم النوافذ والأثاث والاصطدام مع رجال الأمن.

كما حمل بوريسوف -الذي حضر بنفسه إلى المخيم بعد إلغاء زيارة إلى المجر- مسؤولية الشغب إلى مهاجر أفغاني قال إنه أمضى 21 عاما في ألمانيا قضى معظمها في السجن ودخل بلغاريا قبل أربعة أشهر.

وأتت الأحداث بعد أسبوع من قيام سكان بلدة خارمنلي الصغيرة الواقعة على مقربة من الحدود التركية باحتجاج للمطالبة بإغلاق المخيم، بعد أن تحدثت وسائل الإعلام عن أن المهاجرين داخله مصابون بأمراض جلدية معدية.

غير أن وزيرة الداخلية روميانا باتشفاروفا المنتمية لحزب "غيرب" الذي يقوده بوريسوف ألمحت في تصريح لفضائية "بي.تي.في" اليوم لوجود دوافع انتخابية وراء إثارة الفزع من اللاجئين. وقالت إن الحزب الاشتراكي وراء إطلاق شائعة الأمراض الجلدية، وإن " ظروف الحياة في خارمنلي ليست بمثل هذه الرداءة".

لاجئ بالقسم الأفغاني من معسكر خارمنلي بعد المواجهات مع الشرطة
لاجئ بالقسم الأفغاني من معسكر خارمنلي بعد المواجهات مع الشرطة

دوافع سياسية
وألمح مصدر بلغاري مواكب للأحداث -في حديث للجزيرة نت- إلى وجود دوافع سياسية وراء تضخيم المعلومات عن الأمراض، مؤكدا أن المتظاهرين المطالبين بإغلاق المخيم الذي يضم ثلاثة آلاف لاجئ لم يكونوا من سكان خارمنلي بل أتوا إليها من مدينة ستارا زاغورا القريبة.

وقال المصدر بالمقابل إن الأمراض الجلدية بين اللاجئين الأفغان سببها تردي الوضع الإنساني وانعدام وسائل النظافة والانقطاع المتكرر للمياه إلى جانب وجود رعاية طبية في حدها الأدنى واعتماد المخيم على طبيب واحد لخمسة أيام في الأسبوع، وربط انعدام تلك الخدمات أو ضعفها بسوء إدارة المخيم.

وكان فانيو شاركوف نائب وزير الصحة قد أشار في تصريحات مشابهة إلى عدم وجود حاجة إلى مركز حجر صحي لأنه "لا وجود لأمراض في المخيم، لكنهم فرضوه كي يهدأ روع البلغار، وأغلقوا المعسكر ومنعوا ساكنيه من ارتياد المدينة".

ومعلوم أن أعمال العنف التي أوقعت 49 جريحا من الشرطة واللاجئين، بدأت بعد أيام من إغلاق أبوابه بشكل محكم ومنع اللاجئين من الخروج منه. وأشار المصدر السابق إلى أن لاجئة أفغانية كانت على وشك الولادة سمح لها بصعوبة بالغة بمغادرة المخيم كي تضع وليدها.

معلومات الناشطين
بالمقابل، ربطت معلومات على مواقع التواصل تداولها ناشطون يتابعون أوضاع اللاجئين بين ما حصل يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني وخشية اللاجئين الأفغان من قرار إعادتهم إلى بلادهم عملا بالاتفاق الذي وقعته السلطات الأفغانية مع الاتحاد الأوروبي يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول.

ومعلوم أن غالبية اللاجئين الفارين من الحرب في أفغانستان والفقر في باكستان تمثل لهم بلغاريا مجرد محطة مرور بينما وجهتهم الحقيقية ألمانيا والدول الغنية في غرب أوروبا.

وكان بوريسوف نفسه قد أشار بهذا الصدد في تصريحاته للصحفيين إلى أن إجراءات تسليم اللاجئين الأفغان لبلادهم بناء على الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وكابل ستبدأ في ديسمبر/كانون الأول، وأن صوفيا طلبت إرسال طائرة كي تبدأ عملية التسليم.

المصدر : الجزيرة