مؤتمر دولي يدين مطالبة دول الحصار بإغلاق الجزيرة

مؤتمر بقطر يبحث المخاطر التي تواجه حرية التعبير
أكثر من 200 شخصية دولية شاركت في المؤتمر الدولي لحرية التعبير بالدوحة (الجزيرة)

أعلن المشاركون في ختام أعمال المؤتمر الدولي لحرية التعبير ومواجهة المخاطر المنعقد في الدوحة إدانتهم بقوة لمطالب حكومات السعودية والإمارات والبحرين ومصر بإغلاق قناة الجزيرة وغيرها من وسائل الإعلام.

وأعرب المشاركون في بيانهم الختامي عن تضامنهم الكامل مع الصحفيين والعاملين في قناة الجزيرة ووسائل الإعلام المستهدفة من قبل تلك الحكومات.

ودعا البيان جميع الحكومات في المنطقة العربية إلى الاعتراف بكل العهود والإعلانات والقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة واليونسكو بشأن احترام حقوق الإنسان.

وناقش المؤتمر الذي شارك فيه أكثر من 200 منظمة وشخصية دولية حقوقية التحديات التي تواجه الصحفيين وطالب بتوفير كل الضمانات القانونية الكفيلة بممارسة مهنة الصحافة والحق في الحصول على المعلومات.

وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أمس كلمات لممثلين عن المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، والاتحاد الدولي للصحفيين، والمعهد الدولي للصحافة، واتحاد البث الأوروبي، ومنظمة هيومن رايتس ووتش، واللجنة الوطنية لحقوق الإنسان.

وركز ممثلو تلك المنظمات على استنكار دعوة الدول التي تحاصر قطر إلى إغلاق الجزيرة، مؤكدين أن الهدف من ذلك هو إسكات أهم منبر للرأي والرأي الآخر وأفضل منصة لحرية التعبير في المنطقة.

كينث روث: تقض مضاجع الأتوقراطيين والمستبدين وتوفر منبرا للمهمشين (الجزيرة)
كينث روث: تقض مضاجع الأتوقراطيين والمستبدين وتوفر منبرا للمهمشين (الجزيرة)

منصة الحرية
وقال المدير التنفيذي لـ"هيومن رايتس ووتش" كينث روث إن حرية التعبير في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تشهد تحديا خطيرا بعد مطالبة الدول التي تحاصر قطر بإغلاق شبكة الجزيرة التي تعد أهم منصة لحرية الرأي، والتي كان لها الدور الأبرز في ترسيخ حرية التعبير في المنطقة.

وشدد روث على أن "الجزيرة عضو فاعل وداعم للمؤسسات الدولية التي تعنى بحرية الصحافة وحقوق الإنسان"، وأنها "تقض مضاجع الأتوقراطيين والمستبدين، وتوفّر منبرا للمهمشين.

ونبه إلى أن الحرب التي تشنها دول الحصار على حرية التعبير من خلال حربها على الجزيرة، سببها أن الجزيرة كشفت الممارسات القمعية التي يتعرض لها الآلاف في كل من مصر والإمارات، وعلى العالم الحر أن يعترف بأن هاتين الدولتين تستخدمان ذريعة محاربة الإرهاب لمواصلة انتهاكات حقوق الإنسان.

جانب من المشاركين بالمؤتمر (الجزيرة)
جانب من المشاركين بالمؤتمر (الجزيرة)

رسالة  الإعلام
فالإخوان المسلمون -يضيف روث- تحاربهم دول الحصار لأنهم يسعون إلى ترسيخ الديمقراطية وحرية التعبير في المنطقة، وهو ما لا يتوافق مع توجهات هذه الدول التي تقوم أنظمتها على حكم الفرد، لذلك زجت بهم مصر والإمارات في السجون، وعندما تتناول وسيلة إعلام هذا الموضوع يطالبون بإغلاقها.

بدوره قال رئيس المعهد الدولي للصحافة جون يارود إن هذا المؤتمر يأتي في ظرف بالغ الحساسية، وفي مكان يحتضن أكبر أداة لحرية التعبير "شبكة الجزيرة" التي يطالب البعض بإغلاقها، مما يعد انتهاكا صارخا لحرية التعبير وحق الإنسان في معرفة ما يجري من حوله.

وطالب يارود بإبعاد وسائل الإعلام عن الصراعات السياسية بين الأنظمة، فالصحافة لديها رسالة سامية تتمثل في نقل الحقيقة للجميع.

من جانبه رحب رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور علي بن صميخ المري باستجابة المنظمات والمؤسسات والشخصيات الحقوقية للمشاركة في هذا المؤتمر الذي يعالج واحدة من أخطر التحديات التي تواجه حرية التعبير في المنطقة.

وأوضح أنه بعد أن ضربت دول الحصار مصالح المواطنين الخليجيين ها هي تسعى للقضاء على حرية التعبير من خلال فرض غرامات مالية وعقوبات بالسجن لمن يعبر عن رأيه تجاه أزمة تهم الجميع.

المصدر : الجزيرة